عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-13, 01:54 AM   #9
أسماء حموا الطاهر علي
| طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

ملخص الدرس السابع :
جرد المطولات
((جرد المطولات عليك بهذا السبيل لكي تتعدد معارفك وتتوسع مداركك وتستخرج الفوائد والفرائد وتزداد خيرة في الأبحاث والمسائل ومعرفة طرائق المصنفين واصطلاحهم فيها))معنى جرد المطولات : قراءة الكتب المطولة وليست المختصرة
في بداية طلب العلم، طالب العلم يبدأ بالمختصرات و يتقنها .
و إن تقدم طالب العلم، يقرأ في الكتب المطولة في كل فن
الجرد أن يقرأ قراءة سريعة فى الكتب و يستوعب ما فيها ويستخرج الفوائد التي فيها.
و يحدد أن يقرا الكتاب في سنه أو سنه ونصف أو حتى سنتين و هذا ما يسمى بجرد المطولات ، ويقرأ الطالب الكتاب بنفسه أو مع زميل له أو قراءة جماعية.
القراءة الجماعية =يكون هناك مجموعه تتابع مع القارئ يقرأ وهم يقرؤون معه ثم يقفون على مسالة من المسائل يتذاكرون ما فيها ويستخرجون هذه الفائدة أو يعلقون عليها ثم يمضون في القراءة ولا شك أن هذه الطريقة فيها فوائد عظيمه لطالب العلم
فوائد القراءة و الجرد لهذه المطولات هي :
الاستزادة من العلم ، توسيع المعارف ، تتقوى عندطالب العلم اللغة ، يتعرف على طرق المصنفين في كتبهم، وعباراتهم ومصطلحاتهم طريقتهم في التأليف والتصنيف و يزداد خبرة في التصنيف
يستطيع أن يستخرج كثير من الأبحاث والمسائل بالمرور على هذه الكتب.
و هذا الجرد ممكن يكون فردي او جماعي..
حسن السؤال :
يقول : ((التزم أدب المباحثة من حسن السؤال ،والاستماع ،فصحة الفهم للجواب ،وإياك إذا حصل الجواب أن تقول :لكن الشيخ الفلاني قال لي كذا ،أو قال كذا لئلا تضرب أهل العلم بعضهم ببعض فاحذر هذا وان كان فلابد أن تكون واضحاً في السؤال وقل أن قال قائل أو ما رأيك في الفتوى بكذا ولا تسم أحدا .))هنا نجد انه يعيد التأكيد على قضية كيفية التعامل مع العالم وإظهار الأدب في السؤال . لان طالب العلم عنده رغبة في أن يستزيد من هذا العالم وعنده نهم للعلم لذلك قد يكثر من السؤال على العالم او يطرح السؤال بطريقة لا ينبغي أن يسال بها يكون فيها من سوء الأدب أو يكون فيها من الجفاء . لذلك يرشد الشيخ طالب العلم إلى حسن السؤال
بما يكون حسن السؤال ؟يكون بطريقة إلقاء السؤال يعني النبرة التي يستخدمها طالب العلم فلا يرفع صوته فيؤذي العالم ويدل على سوء أدبه ولا يخفض صوته فيكون فيه إتعاب للعالم في فهم السؤال.
الأدب في التقديم للسؤال بان يقول (أحسن الله إليك –غفر الله لك- شيخي الفاضل –شيخنا غفر الله لك )فيأتي بالعبارات التي تدل على حسن الأدب التي تقدم بين يدي سؤاله ولا يخاطبه بانت قلت ونحو ذلك وإنما يخاطبه بالألفاظ التي تدل على الاحترام والتواضع والانكسار بين يدي العالم مما يدل على حسن الأدب وأيضاً اختيار الكلمات المناسبة ووضع سؤاله في قالب مناسب.
أيضاً بعد إلقائه لسؤاله حسن استماعه لجواب العالم والحرص على أن يفهم الفهم الصحيح للجواب ولا يكون عنده عجله في فهمه لجواب العالم ومقاطعته للعالم.
يجب أن يكون السؤال للانتفاع فلا يكون السؤال للتنمر أو حرب الأعصاب
قد يعرف طالب العلم أن هذا العالم يخالفه علماء أخر في مسالة معينة أو فتوى فلا يسيء الأدب ويقول يا شيخنا الشيخ الفلاني أو العالم الفلاني يقول كذا هذا من سوء الأدب هذا فيه ضرب للعلماء بعضهم ببعض ويمكن أن يكون في المسالة شيء من الاجتهاد
لكن من الأدب أن يقول يا شيخنا ماذا تقول في من يقول كذا وكذا فيظهر الرأي المخالف في صورة المستفهم المستعلم المتواضع ويأتي بالقول المخالف مستفهما مستعلما رأي الشيخ طالبا للدليل حتى تطمئن نفسه لا
و من حسن السؤال يكون واضح في السؤال لا يكون السؤال حمال أوجه.
المناظرة بلا مماراة:
ما المقصود بالمناظرة ؟
المقصود بالمناظرة : هي نوع من الجدال كما يقولون مجادلة لكن هذا الجدال ليس بالباطل و إنما بالحق من أجل إظهار الحق.
وليس كل طالب علم أو عالم يستطيع المناظرة.
من يريد المناظرة يكون مهيأ وعنده من الصفات التي تمكنه من هذه المناظرة الأمر الآخر المناظرة لابد أن يكون الحامل عليها نية صالحة والغالب في النية الصالحة أن يكون الشخص يريد من هذه المناظرة إظهار الحق على الباطل أو الراجح على المرجوح يعرف أن الدليل الصواب معه و أن ما يقول به هو الراجح و عليه الأدلة الفلانية كذا وكذا وكلها قوية و صحيحة فيريد أن ينصح للخصم يريد أن يظهر الحق فهذه النوايا لابد أن تكون عند طالب العلم و إلا ستكون هذه مناظرة بالباطل فكأن العلماء يقسمون المناظرة إلى ممارة أو إلى المناظرة بالحق و المناظرة بالباطل.
مذاكرة العلم:
نأتي لأمر آخر وهو مذاكرة العلم ولعل هذا يرتبط بقضية حفظ الرعاية و حفظ الكتابة وتعاهد وتدوين الفوائد التي ذكرنا وجرد المطولات كل هذه تدخل في وسائل تصب في مذاكرة العلم .
فيقول : { عليك بها فهي في مواطن تفوق المطالعة وتشحذ الذهن وتقوي الذاكرة والتزام الإنصاف والملاطفة مبتعدًا عن الحيف والشغب، وكن على حذر، فإنها تكشف عوار من لا يصدق، وأما مع قاصر في العلم بارد الذهن فهي داء ومنافرة، ومذاكرتك مع نفسك أمر لا يسوغ أن تنفك عنه، وقد قيل: «إحياء العلم مذاكرته».}
كأن الشيخ رحمة الله عليه يدعو بشدة إلى قضية مذاكرة العلم كأنها منبع من منابع التي تجعل العلم باقي .
المقصود بالمذاكرة : مطارحة العلم مسائل العلم يكون في نوع من المذاكرة وطرحها و الاستدلال عليها و تأكيد على النقطة تأكد أن طالب العلم ضبط هذا العلم .
هذه المذاكرة لها صور منها أنها تكون فردية : طالب العلم يخلو بنفسه لتسميع المحفوظات و إستشراح المتون يتأكد أنه ضبط الكلمات أو مفردات المتن في كل فن ، يمكن أن يجري على نفسه نوع من الأسئلة أو يضع مسألة و يجيب عليها أو يسمع لنفسه كلها مذاكرة فردية.
قد تكون ثنائية هذه المذاكرة يعني يصطفي لنفسه قرين يتذاكرا العلم معا إما قراءة أو كل واحد يطرح سؤال ويجيب الآخر فيكتشفا أو يستكشفا الضعف عند كلاهما بحيث أن أحدهما يصحح للآخر و يختبرا ما عندهما من العلم.
ما فائدة هذه المذاكرة فردية أو ثنائية أو جماعية ؟
حفظ العلم
يعرف مدى ضبطه للعلم تثبيت المعلومة ثم الفهم أكثر لأنه قد يكون في مسائل لم يفهمها حفظها حفظا لكن لما يأتيه زملائه كل واحد يعطيه من شيئا فيثبت عنده العلم ويفهم بالصورة الصحيحة يثبت المعلومات . يصحح الأخطاء يستفيد أحيانا حتى في طريقة زميله في تثبيت العلم وضبط العلم يستفيد ويرسخ العلم غير كذا شحذ الذهن ، الذهن يشحذ يصبح عنده نشاط سبحان الله العظيم تقوية الذاكرة وتعلو الهمة
طيب هنا يوصي فيقول (التزام الإنصاف والملاطفة مبتعدا عن الحيف والشغب ) وطلب منه انه في المذاكرة قد يحصل أحيانا فيها نوع من الشغب أو يعني ممازحه ثقيلة يعني ما يثير الحفيظة أحيانا في إظهار واحد أفضل من الثاني أو شئ من هذا .فينبغي أن تكون هذه المذاكرة وسيلة للوصول للعلم فيها لطفا في هذه المذاكرة أو إرادة الخير وأيضا تظهر ما عند طالب العلم من العلم وهذه المذاكرة ما تنفع إلا إذا كان الشخص بارد الذهن ما عنده رغبه في ذالك فلا شك أن هذه لن تفيد.
من الفوائد يقول ((طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومهما فهما له كالجناحين لطائر فحذر أن تكون مهيض الجناح )).
كأنه يؤكد على قضية يختم بها وصيته أن طالب العلم لابد أن تكون عمدته معتمدا في تحصيله على الكتاب و السنة وعلوم الكتاب و السنة لأنها قوة لطالب العلم.
أيضا يقول : (استكمال أدوات كل فن . قال تعالى: }الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته{ ) فيقول:( دلت هذه الآية على أن الطالب لا يترك علما حتى يتقنه ويستكمل أدواته.
التحلي بالعمل :
من علامات العلم النافع ذكر هنا علامات للعلم النافع ) قال
1 العمل به
2 كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق.
بشرى المؤمن أن يثنى عليه ،لكن لا تكون مقصدا يتطلبه و يتشوف إليه ويحزن إذا فقده
أو يقوده هذا العلم على أنّه يرى نفسه على الخلق أنّه أفضل منهم وأعلم منهم وأذكى منهم
وينظر إليهم أنّهم جهال و و و و إلى آخره من هذا الأمر وهذا تجدينه في الحديث والمناقشة
3 تكاثر تواضعك كلما أزدت علما .
الحقيقة أنّ الإنسان كل ما ازداد علما يكثر تواضعه ، كلّما ارتقى الإنسان في العلم صار عنده علم أكثر يعني يزداد كبر وثقل ورسوخ في العلم
و كل ما ازداد في العلم يكتشف الحقيقة الصادمة له أنّه مازال جاهلا
4 الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا
المقاصد السّيّئة أنّ طالب العلم ينطوي قلبه على مقصد سيّئ من البداية : في أنّه يطلب العلم ليجاري به العلماء أو يتصدّر المجالس أو يشار إليه أنّه مع العلم الفلاني
5 هجر دعوى العلم
الأمور التي تدل على حقيقة الانتفاع بالعلم هجر دعوى العلم كلنا ندعي أنا وغيري أنا أتكلّم عن نفسي كلنا ندعي أنه عندنا قدر من العلم كوننا نعطي درسا نشعر الآخرين أو يشعر هو في نفسه أنّه عنده من العلوم واستكمل العلوم وأنّه ذلك طالب العلم الذي عنده وعنده.
6 إساءة الظن بالنفس وإحسانه بالناس تنزها عن الوقوع بهم
تنزها عن الوقوع بهم
،هذا لا شك أن طالب العلم يأخذه من التواضع يسيء الظن بنفسه ،بحيث يعرف أنّ النّاس يرونه ما شاء الله والله إنّه جيّد وصل إلى هذه المرحلة من العلم وكذا و كذا ويعطونه من الأشياء ،وهو عارف أنّه لا يفقه شيء ،عارف مقدار العلم الذي تلقاه ،عارف كثير من الأشياء ما وصل إلى تطبيقها ويحتاج عون من الله لتطبيقها ،فلابد على طالب العلم أن لا يغتر بنفسه أو يغره النّاس بنفسه
يسيء الظن بنفسه ،يحتقر هذه النّفس في ذات الله عزّ وجل ويرى كثير من النّاس أفضل منه في هذا الجانب
زكاة العلم
يقول:
(( أدّ زكاة العلم : صادعا بالحق ، أمّارا بالمعروف . نهّاء عن المنكر ، موازنا بين المصالح والمضار ، ناشرا للعلم ، وحب النفع ، وبذل الجاه ، والشفاعة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف ولشرف العلم فإنه يزيد بكثرة الإنفاق ، وينقص مع الإشفاق ، وآفته الكتمان . ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء و البلاغ فان ذلك مما يفرح الفساق ليتم لهم الخروج عن الفضيلة ورفع لواء الرذيلة ))
الآن يشير أيضاً إلى معنى مهم زكاة العلم الآن حينما نخرج الزكاة من المال نزكي هذا المال نطهر المال بإخراج من عين هذا المال أو ما يقدر أو مقابل القيمة على حسب الأنواع والأصناف التي نخرجها فهناك مقدار من الزكاة حددته الشريعة يزكي المسلم ماله الذي أعطاه الله عز وجل
هناك زكاة أخرى زكاة لهذا العلم كيف تكون الزكاة ؟
كيف يزكي طالب العلم علمه ؟
تعليمه نشره و الدعوة إليه العمل به تعليمه للناس بذل المعروف يبذل المعروف للآخرين صَنَاع المعروف نعم يبذل جاهه تبليغ العلم يساعد من يحتاج إليه
هذه كلها من صور زكاة العلم
و الصدع بالحق والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يعد من زكاة العلم
نشر العلم محبة نفع الناس بذل جاهه الشفاعة اشفعوا تؤجروا في نوائب الحق يعني تمر على المسلمين كرب و مصائب و يحتاجون من يواسيهم بالمال من يواسيهم بالكلمة
هذا العلم لو انك زكيته يحصل له مثل ما يحصل للمال كل ما زكيت المال كل ما طهر هذا المال وكل ما نمى و زاد وكذلك أيضا العلم كل ما انفق منه صاحبه و كل ما زكاه كل ما سبحان الله زاد هذا العلم
كيف ينقص العلم ؟
ينقص العلم إذا لم يزكيه صاحبه يكتمه عن غيره يحسد غيره أن تصل له المعلومة يترك النصيحة يترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يعني لا يدعوا و لا ينشر العلم لا يكون في قلبه هم الدعوة إلى الله و الأداء و البلاغ يترك الفساق يعيثون و يفعلون كل ما يريدون و لا يكون له إي دور في دفع الرذائل و الفساد
عزة العلماء :
وهذه صيانة و عزة العلماء نقطتان مرتبطتان بعضهما ببعض يقول :
((صن العلم و عظمه و احم جناب عزه وشرفه وبقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه و من العمل به و بقدر ما تهدره يكون الفوت فلا تسع به إلى أهل الدنيا و لا تقف به على أعتابهم و لا تبذله إلى غير أهله و إن عظم قدره و إياك أن يمتطيك السفهاء و يتمندل بك الكبراء فتلاين في فتوى أو بحث أو قضاء أو خطاب و إن أردت الشواهد على ذلك فعليك بقراءة التراجم و السير و أحفظ قصيدة القاضي الجرجاني في ذلك ))
نأتي إلى قضية عزة العلماء طبعا العلم له شرف لا شك في ان العلم له شرف هذا الشرف كل يسعى إليه
العلم عزيز و العلم شريف لذلك على طالب العلم أن يبتعد عن إهانة العلم يسعى إلى حماية جنابه و شرفه قلنا انه حتى يؤدي زكاة هذا العلم لا بد أن يكون يبذل هذا العلم ينشر هذا العلم يعمل بهذا العلم هذا مطلوب من طالب العلم لكن إذا بذل طالب العلم هذا العلم لغير أهله سعى بهذا العلم لغير أهله أهان العلم أعطى العلم لغير مستحقه أو سعى بهذا العلم عند أهل الدنيا حتى يحصل حظوظ من أموالهم أو تصدر مجالسهم أو تقريبه يكون كالمتسول على أعتابهم حينما يبذل العلم بأشخاص أصلا لا ينتفعون بهذا العلم و هو يريد أن يحصل أمور دنيوية لا يريد المناصحة و لا يريد شيئا يصل به إلى رضا الله
يقول إياك من الأمور التي تخالف عزة العلماء فيها إهانة للعلم قال إياك أن يمتطيك السفهاء يعني السفهاء يجعلونك غرضا لهم ويضل يقضي عمره كله في مجارات و مجادلاتهم أو يتمندل بك فينحرف عن مقصد العلم يمضي عمره كله يرد على فلان يرد على علان يجادل فلان حياته كلها في الردود و المقصد يمكن أن يكون سيئ في هذا أو يتمندل بك الكبراء يعني يجعلونك كالمندل يروح يمين شمال مثل ساعة البندول لعلكم تعرفونه لما الساعة تروح يمين شمال يحركونك يمين شمال مثل المندل
طالب العلم ينبغي أو العالم ينبغي أن يكون عنده عزة العلماء فما يلتفت إلى ما في أيدي الناس ولا يلتفت إلى الكبراء و يريد ما عندهم من الدنيا ولا يبذل دينه من اجل دنياه و يقولك هناك عالم أمة أو عالم دولة و عالم ملة عالم الدولة هذا يفتي بما يريد الحاكم حتى و إن كان مخالف للحق و هذا سيسأل أمام الله عز و جل إن كذب في فتوى و عالم آخر يفتي من اجل الشعب ما تطلبه الشعوب خصوصا في زمن الفتن الآن لا يستطيع أن يقول غير الذي يقولونه حتى لا يسقطونه ويعرف أن الحق مخالف لكلام الشعوب و ما يستطيع أن يقول لهم انتم على خطأ
صيانة العلم :
يقول :(( إن بلغت منصباً فاعلم أنا وصلت إليه بفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم أو الفتيا فلا تجعل الأساس حفظ المنصب فتطوي لسانك من قول الحق ولا يحملك حب الولاية على المجاراة فحافظ على قيمتك بحفظ دينك وعلمك وشرف نفسك بحكمة ودراية وحسن سياسة ))
أحياناً الله يبتلى طالب العلم بأن ينال منصب معين فيبلغ ولاية في التعليم في القضاء في الفتيه أحياناً لما يذوق طعم المنصب تتعلق نفسه وإن كان من الأساس ليس مقصده أن يصل إلى ما وصل إليه ولكن الله يكرمه ويختبره بأن يعطيه هذا المنصب يختبره فيما يدين به لله من علم يخاف هذا الإنسان أن يفقد منصبه أو يعزل من مكانته أو يفقد المال الذي حصل عليه من منصبه أو يفقد شهرته ربما عرضت له مسائل لو قال بها طردوه من المنصب فربما سكت عن الحق خوف من فقدان هذا المنصب ربما جارا غيره و داهن فلذلك على طالب العلم أن ينتبه لمثل هذا الأمر
على طالب العلم أن يصون شرف العلم بان يتذكر بأن ما وصل إليه من المناصب إنما هو بفضل الله ثم بفضل هذا العلم فلا يجعل هذا العلم بمنزلة يهان فيها ويقول ويعمل بما يدين الله به لا يجاري هؤلاء السفهاء ولا يهين العلم.
المدارة لا المداهنة :
المداهنة نوع من التملق والمجاراة
المدارة يؤجل قول الحق إلى وقت مناسب وفيه نوع من التلطف والحكمة
طالب العلم يقول الحق لكن ما يقوله دفعة واحدة إنما يقوله بالتدريج أو يتحين الفرصة والوقت المناسب لكي يقول هذا الأمر مثلا أعطيك مثال كأن يكون هناك منكر هذا المنكر ليس من الصواب إنكاره الآن لأن سيترتب على إنكاره مفسدة أعظم طيب فيحتاج إلى أن يستخدم الأسلوب المناسب مع الشخص المناسب لينكر عليه
ولا شك أن المدارة من مسلك النبي ومنهجه في التعامل مع غيره من المخالفين
المداهنة هذه سبيل من لا دين له يقول ((المداهنة خلق المنحط فيها نوع من النفاق والتزلف والتقرب إلى الكبراء وبذل الدين وإهانة العلم ملاينة ومصانعة من أجل الإنسان لا يظهر ما عنده من الحق خوفا على ذهاب دنياه غالبا المداهنة لا يكتب الحق أو لا يقول به أو يقول خلافه من أجل أن يحافظ على دنياه وهذه قد يبتلى فيها طالب العلم.
الغرام بالكتب :
(( لقد اشتد غرام الطلاب بجمع الكتب مع الانتقاء لمعرفتهم بأهمية طلب العلم وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله وظهور النقص بنقصه وفي هذا الإخبار تطول وإياك أن تشحذ مكتبتك بكتب المبتدعة فهي غثاء وتشويش على الفكر وسم ناقع فاحذرها ))
يقول لقد أشتد غرام الطلاب بجمع الكتب طالب العلم من حبه للعلم تكون لديه رغبة في الحصول على الكتب ويزداد من هذا العلم وهذا الشيء عرف قديماً وحديثاُ ولا يلام طالب العلم في حبه للكتب وجمعها لكن ننتبه لقضية جمع الكتب ليست غاية لأنه يحصل حقيقة في جمع الكتب لذة عظيمة في أن يشتري ويضع في مكتبته وهذا غير صحيح المفروض طالب العلم يشتري لينتفع.
لأن في كتب فيها خير كلها خير فهذه يحرض على اقتنائها وفي كتب كلها شر و هذه يبعدها عن مكتبته وفي كتب فيها خير وفيها شر و هذه يحرص على انتقاء الخير إذا كان ممن يميز الخير عن الشر.
فلا بد لطالب العلم حتى يحصل على الكتب أن يستشير غيره في تحصيل هذه الكتب ما رأيك أن أسال العالم الفلاني هل هذا الكتاب ينفع هل اشتريه
قوام مكتبتك :
((عليك بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكذا كتب ابن عبد البر وابن قدامه والذهبي وابن كثير وابن حجر وابن رجب والشوكاني والصنعاني ومحمد بن عبد الوهاب ومحمد الأمين الشنقيطي )



توقيع أسماء حموا الطاهر علي
قال ابنُ المبارك لأَِصْحَابِ الحَدِيثِ:«أَنْتُمْ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كثيرٍ مِنَ العِلْمِ»«تاريخ دمشق»(32/445)
أسماء حموا الطاهر علي غير متواجد حالياً