عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-09, 12:56 AM   #78
أم بسملة المصرية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اقتباس:
هل تتفاوت الأرواح في مستقرها في البرزخ؟



الأرواح في البرزخ تكون سعيدة أو تعيسة لأنها تنبأ بمكانها يوم القيامة في الجنة أو النار حسب أعمالها في الدنيا والله تعالى يصف حياة المؤمنين الصالحين في البرزخ {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون }
وأما الكفار والبغاة فيعرفون مصيرهم في النار والعذاب يقول تعالى: {وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم } ويفسر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: ( إنما نسمة المؤمن طائر يعلق من شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه ) متفق عليه.

ويقول أيضاً: ( إن أحدكم إذامات عرض عليه مقعده من الجنة أو النار بالغداة والعشي ). والأرواح تعيش حرة طليقة في البرزخ بين السماء والأرض وهي لا ترتبط بالجسم ولا بالقبر

والأرواح تتفاوت في مستقرها في البرزخ أعظم التفاوت فمنها أرواح في أعلا عليين في الملأ الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين ومنها أرواح في أسفل السافلين مع القتلة والزناة والمشركين. هكذا رأى رسول الله الأرواح ومنازلها في البرزخ ليلة الإسراء وبشر به.

والأرواح في البرزخ تتزاور بينها كما أنها تسمع كلام الأحياء وتتأثر بدعواتهم الصالحة وتزورهم أينما كانوا

قال ابن القيم: الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت

فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وهم متفاوتون في منازلهم كما رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء

ومنها: أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم بل من الشهداء من تُحبس روحه عن دخول الجنة لِدَيْنٍ عليه أو غيره كما في المسند عن محمد بن عبد الله بن جحش أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله مالي إن قُتِلْتُ في سبيل الله؟ قال: "الجنة" فلما ولَّى, قال: "إلا الذي سارَّني به جبريل آنفاً".

ومنهم من يكون محبوساً على باب الجنة ومنهم من يكون محبوساً في قبره كحديث صاحب الشملة التي غلَّها ثم استشهد فقال الناس هنيئاً له الجنة, فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:" والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلَّها لتشتعل عليه ناراً في قبره".

ومنهم من يكون مقره باب الجنة كما في حديث ابن عباس: "الشهداء على بارق نهر الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية". رواه أحمد.

وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.

ومنهم من يكون محبوساً في الأرض لم تعل روحه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت روحاً سفلية أرضية فإن الأنفس الأرضية لا تجامع الأنفس السماوية كما تجامعها في الدنيا والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفة ربها ومحبته وذكره والأنس به

والتقرب إليه بل هي أرضية سفلية...

ومنها: أرواح تكون في تنور الزناة والزواني وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلتقم الحجارة, فليس للأرواح سعيدها وشقيها مستقر واحد بل روح في أعلى عليين, وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض"





توقيع أم بسملة المصرية
أم بسملة المصرية غير متواجد حالياً