عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-15, 09:46 AM   #7
حمد بن صالح المري
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 24-10-2013
المشاركات: 24
حمد بن صالح المري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طــالبة المجــد مشاهدة المشاركة
هل هناك مايسمى رياء الإخلاص ورياء الشرك ومالفرق بينهما؟
هذا المصطلح ليس مشهورا عند أهل العلم؛ وقد ذكره العالم الجليل القرافي وتبعه غيره كالسفيري الشافعي رحمة الله عليهم أجمعين.
ومرادهم برياء الشرك: أن يريد بعمله وجه الله مع الحصول على المنافع الأخرى كتعظيمِ الخلق له ونحو ذلك.
فهذا أشرك الخلق مع الله جل جلاله.

وأما شرك الإخلاص: العملُ لأجل الناس فقط؛ فهو خالصٌ للخلق دون الخالق، نسأل الله السلامة والعافية.

هكذا فسّره القرافي ومن تبعه.
وقد ذكر الشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل حفظه الله تفسيراً آخر حسنا؛ فقال:
"رياء الإخلاص هو أن يترك العمل الصالح لئلا يتهم بالرياء، فيدع القراءة والمذاكرة لئلا يتهم بأن قصده إشهار نفسه وطلب مدحها، ويترك الدعوة إلى الله لئلا يتهم بالرياء في دعوته ووعظه وتدريسه، كما يدع بعضهم ما اعتاده من قيام الليل إذا كان في صحبة سفر ونحوه لئلا يتهم بالرياء.
وهذه من حيل الشيطان التي يحتال بها على بعض الناس كما زين لطائفة من المتصوفة تعرف بالملامية يفعلون ما يلامون عليه في الظاهر لأجل أن يذمهم الناس ويلومونهم ويزعمون أنهم فروا من طلب مدح الناس وثنائهم تحقيقاً للإخلاص ، وهم إنما وقعوا في حيلة من حيل الشيطان بسبب عدم اهتدائهم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم".انتهى كلامه.
ففسّرها الشيخ بتفسير الفضيل: "ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما"، وهذا معنى مشهور، تتابع العلماء على ذكره كالقاضي عياض وابن القيم وغيرهما.
وبعضهم يذكر لها معانٍ أخرى، لكنَّ الأولى حملُ كلام صاحب الحلية على المشهور من كلام أهل العلم؛ لأنه الأقرب لكلام أهل التربية والتزكية، والله تعالى أعلم.

وأنبّه إلى أن هذه المصطلحات والتقسيمات وُضِعَتْ للعمل بمقتضاها، فإذا عرفنا أن العمل لأجل الناس أو تركه لأجل الناس من الرياء؛ وجب على العبد اجتنابه ومعالجة نفسه، سواء سمّيناها رياء شرك أو غير ذلك من المصطلحات، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

التعديل الأخير تم بواسطة حمد بن صالح المري ; 08-03-15 الساعة 09:52 AM
حمد بن صالح المري غير متواجد حالياً