عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-12, 01:36 AM   #1
أسـيل
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 03-01-2011
الدولة: حررها الله من أيدي الصهاينة الغاصبين
العمر: 32
المشاركات: 186
أسـيل is on a distinguished road
افتراضي تلك هي ثوراتنا...

تعالت أصواته...تتابعت أنفاسه...اهتزّت أركانه...ارتجفت أطرافه...
تلك هي اللحظات التي تعيشها تلك الأم..تلك الأم التي لم تعرف الإبتسامة لوجهها طريق...ولم يستقبل قلبها ضيف الفرح أو السرور وعلى مرّ الأعوام.

أعوامٌ مضت..والأم تكبر..وانفاس ذلك الصغير تكبر معها...لم تخف يوماً كيومها هذا..لماذا؟؟ سؤالٌ كسر حاجز الصمت المشوب بالخوف..لكن ولمَ الخوف الآن؟؟

أعادها السؤال بعفويته إلى سنين خالية بل أقل إلى القرون الماضية...حيث امتلأ قلبها حزناً ...واعتلى الهمّ وجهها الصغير...حين قالو لها: سيكون لك طفل..
كلمةٌ عجزت أن تتقبلها أو تنساها..أجل لم يكن ذلك حَملاً مألوفاً..بل كانت أمومة من نوع مختلف..نوع لم يألفه من قبل..

اعتادت على نوم طفلها الهادئ..لم تشعر يوماً أنه بحاجة لشئ...لم تسمع يوما أنينه..لم تدرك يوما دموعه المتتالية ...تلك التي لم تكن تراها..
كيف تراها؟؟...وقد غُطيت عيناها الواسعتان بجدار الظلم..كيف تسمعه؟؟وقد امتلأت أذناها بحديث المال والسلطة...كيف يهتز قلبها؟؟ وقد امتلأت شرايينه بالكبر والعجب...امتلأت أوردته بدماء المظلومين...أجل لم تكن تلك أماً...

لكن..ويبدو أنها ما سمعت بمن قال: ""سهام الليل لا تخطئ""...أجل سهام مسمومة تُطلق كلّ يوم..تندفع هذه السهام من دموع يتيم..من جرح مصاب..من دعوة شباب ضاع شبابه ..أجل كانت تحسب أيامها دهرا خالدا..لم تعلم بأنها بظلمها وتعسفها ..نسجت خيوطا من حديد..خيوطا لم تُنسَج من قبل..خيوطا لا تعرف معنى الضعف..لم تعي يوماً معنى الاستكانة..أجل فهذه خيوط تُنسَج في الخفاء...

حان موعد الخروج..كيف لا؟؟ وقد أصبحت الخيوط جاهزة...كوّنَت مُـجتَـمِـعَةً رداءً لم يعرفه العالم من قبل...

أشرقت شمسٌُ جديدة...شمسٌ بات لهيبها مُـحرِقا لتلك الأم..كاويا لها..لم تكن تحسب ليوم الخروج حسابا...لكنّ الظلم لا يبقى..تلك هي سنة الله تعالى في الأرض..""إنّ الله ليملي للظالم حتى إذا أمسكه لم يفلته"" او كما قال عليه الصلاة والسلام..

بدأ خروج الطفل..تعالت صيحات الام...لم تكن ولادة معهودة..فقد كان ألمها بألم كل مظلوم...كان صراخها بصراخ كل فقير..دمها بدم كل ثائر قتلته ليصمت..

صاح الطفل وليس كما اعتدنا...لن أعود مظلوما...كان بكائه..لن أصمت يوما...وتستمر الولادة ويستمر الألم


ولادة أمتنا...بقلمي

التعديل الأخير تم بواسطة أسـيل ; 20-03-12 الساعة 01:41 AM
أسـيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس