عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-11, 09:46 PM   #15
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


رمضانيات إجتماعية

جاء رمضان وكل منا قد وضع خطة عمل له في هذا الشهر الفضيل
إحداهن قالت لي أنها جعلت يومين في الأسبوع لتوزيع الوجبات على الفقراء في بيوت مستورة
لولا قرع بابها من قبل المحسنين ما علم بهم أحد .
وإحداهن خصصت درسين في الأسبوع لتنال أجر التعليم .
وثالثة مشغولة باليتامى تحث الهمم في نفوس النساء ليعملن وجبات يفرحن بها اليتامى
لكن عدم الانشغال بمثل هذه الأعمال الخيرية سيجعل الصائم منشغلاً بما يعانيه من جوع وعطش
ويعد الساعات لمعرفة كم بقي من وقت لتناول الإفطار .

نحن نصوم في بيوتنا ونكيفها بطريقة تتلاءم مع احتياجاتنا

مع أن السلف كانوا يغزون في رمضان ويجاهدون .

نتذكر هذه الأيام مأساة إخوتنا في السودان وباكستان جراء الفيضانات

ومعاناتهم من قلة الماء والطعام والتشرد من الديار وفقدان الممتلكات
ثم ندعو لهم أن يتولاهم الله برحمته وعنايته
ونقول لأنفسنا أفلا نصبر على عطش الصيام والجوع وقد أعددنا من الطعام ما لذ وطاب !
*********
يحتار الإنسان حين يجد إقبال الناس في هذا الشهر الفضيل على الله متسائلاً :
أهي رحمة الله المرسلة تصيب الناس فيقبلون على الطاعات
أم أنها نية تجددت في قلب المسلم فأقبل بفضل الله على الطاعات ؟
في رمضان يعمل الناس ما لا يستطيعون عمله في غيره
في رمضان تنشأ في نفس المسلم تساؤلات ينجم عنها تغيير في السلوك وإقبال على الطاعة
في رمضان نكرم أنفسنا بأن نجعلها تسير في النطاق الذي يحبه الله فنتصالح مع أنفسنا ونستمر في إكرامها .
في رمضان تتقبل من حولك وتستوعب الأخطاء والعثرات وتعيش بسلام ووئام فتشعر أن الحياة مع الناس حلوة
وفي رمضان تشعر حقاً بالتقصير فكل هذا الخير تكاد تغترف منه أقله وتقول كيف السبيل ليكون زادي أكثر وغدي أفضل من الأمس .
*******
في الالتقاء بالناس في رمضان مغانم
ربما في غير رمضان لم تلتق بالجار البعيد
وربما رأيته من بعيد ولم تعرف عن حياته المزيد
لكن مع الاجتماع بهم في رمضان يحدث نوع من الانفتاح
فتجد أمامك للصورة معنى من خلال حوار
كم يضم قلب المؤمن من ذخائر
تقرأ معاني الاجتهاد والصبر والتضحية والوفاء من خلال معرفة الظروف التي مر بها محاورك
فتجد أن الدنيا بخير ، وأن الصورة التي كنت تحملها عن شخص قد اتضحت .
********
قرأت مقالاً أعجبتني فكرته
يقول كاتبه أن بعض الناس ينقطعون عن المشاغل من أجل التفرغ للعبادة في رمضان وهذا شيء طيب
وبعضهم قد ينقطع حتى عن الدعوة إلى الله وهذا غير صحيح للأسباب الآتية
_ أن القرآن كتاب الدعوة الأول نزل في شهر رمضان
_ أن المسلمين كانوا يجاهدون في هذا الشهر
وجهادنا نحن بالكلمة والحجة وهذا عمل الدعاة إلى الله .
فهذه دعوة للمسلمين كي يستمروا في دعوتهم الناس
ولا يقطعوا دروسهم خاصة أن النفوس تكون بسبب الصيام مهيأة للاستفادة من الحكمة والموعظة .
********
في شهر رمضان تلحظ أثار الصيام وتلاوة القرآن على من حولك
يا له من شهر يغير النفوس ويرتقي بها
ولكن المحزن أن بعض الناس يفصلون بين العبادة والسلوك
فسلوكهم كما هو على الرغم من العبادة والتلاوة
ربما لأنهم يتحيزون لأنفسهم ويرون أن تصرفاتهم هي الصحيحة
ربما يجهلون المغزى الحقيقي من العبادة وهي بعد إرضاء الله سبب لتهذيب السلوك
ربما لم يعلموا ما لحسن الخلق من ثقل في الميزان
ربما أعجبتهم أنفسهم فلم يحاولوا إصلاحها
*****
كل عام وأنتم بخير ...رمضان مبارك

عبارات التهنئة تبادلها المسلمون وهم يعلمون أن في الأرض صائمين ويعانون معاناة مختلفة ، ولكنهم جميعاً فرحون بحلوك شهر رمضان المبارك يصوم غنيهم شكراً وفقيرهم صبراً ، وأملهم واحد الحصول على التقوى
إنهم يؤمون بيوت الله ويتعاطفون ويبتهلون بالدعاء ويقدمون ما يستطيعون من خير يحدوهم إلى ذلك صيام يهذب النفوس وقرآن ترشد آياته إلى الفلاح والنجاح .
********
إنه شهر الصبر

رمضان شهر الصبر ، والصبر أنواع كما نعلم
لكن الصبر على تحمل الأذى من الأنام يشكل في رمضان زاداً وعبادة تضاف إلى أنواع الصبر
وتكسب الأجر
في رمضان مديرقد يتطاول على موظف بالكلام فيصبر الموظف ، وزوج يتأفف ويتضجر ويصرخ بل يمد يده بالضرب فتصبر الزوجة ويتعاطف معها الأبناء .
وأب قد عادت له ابنته مع أولادها بسبب شجار مع زوجها ، فيتحمل صخبهم وضجيجهم في شهر الصوم إضافة إلى حزنه على ما أحزن ابنته .
الصبر على تحمل الأذى من الأنام من أجل حفظ الصيام رتبة خلقية عالية من آثار عبادة الصوم
*******
التواصل الاجتماعي جميل في رمضان ويكون بأداء صلوات التراويح ليشمل العائلة كلها وهي تتواصل مع أهل الحي ، ولكن قد تتحول تلك اللقاءات إلى مجال للكلام حتى يكاد يغيب المعنى الوجداني من هذا اللقاء .
وهناك الدعوات لتناول الإفطار فهي تقوي الصلات العائلية والاجتماعية ولكن قد تعطي نتائج عكسية إذا بدت فيها بعض الأمور منها :





********
1_ كثرتها لدرجة ترهق ربة المنزل 2_ عدم التنسيق بين الزوجين في اختيار المدعوين ووقت الدعوة 3_ إذا سببت خسارة مادية لا تتناسب وإمكانية المدعو 4_ إذا كانت سبباً للتفاضل بين المهارات الطبخية 5_ إذا كان المدعوون لا يراعون آداب الزيارة
ذهبت إليها لأعزيها بوفاة زوجها الذي غادر الدنيا بعد أن قضيا نصف قرن من الزمان معاً وتركها وحيدة .
لقد كافحا في هذه الحياة ، ومرض زوجها قبل الوفاة ،
وأجريت له عملية جراحية مما أقعده في غرفة الإنعاش أسابيع ،
ثم وافته المنية رحمه الله ، ورحم أموات المسلمين ، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .
وما أن وصلت إليها حتى وجدتها منهارة صابرة محتسبة
صافحتها ، فأسرت لي أن أدعي الله أن يصبرني ،
وكانت دموعها مختنقة في حنجرتها وهي تطلب الدعاء .
مكثت بعيدة عنها أرقبها من بعيد ، وازددت يقيناً أن جزءاً من كيانها قد انهار .
وعندما ودعتها من كانت جالسة قربها هرولت إلى ذلك الكرسي الذي إلى جانبها لأحادثها
بشرتها بالثواب الذي حصلته من حسن تعاملها مع زوجها في اليسر والعسر وفي الصحة والمرض .
وذكّرتها أن الأمل في اللقاء في الجنان حين يجمع الله الأزواج في رتبة واحدة فالأدنى درجة يصعد إلى الأعلى .
وذكرتها بأهمية الصبر وأن الذكر والقرآن يعينان عليه ،
ورجوتها أن تهتم بجسدها الدي أنهكه السهر رعاية لزوجها كما أسقمها قلة الطعام ,
شكرتني على الكلام وودعتها وأنا في خلدي سؤال :
أيهما أشد بلاء : الزوجة التي فقدت زوحها بعد سنوات تاركاً لها أطفالاً وحملاً ثقيلاً ؟
أم الزوجة التي عاشت سنين طويلة مع زوجها فأصبح جزءاً من كيانها ؟
وطرحت هذا السؤال على جارتي التي أعلم أنها ترملت وهي شابة
وربت ثلاثة أولاد وبنت من كد يمينها وعرق جبينها إلى أن كبروا ..
كان جوابها أن الحالتين كلتيهما صعبتان للغاية .
ثم قالت إنها عندما فقدت زوجها أحست أنها فقدت كل شيء ،
ولم يعد شيء يفرحها ولا يحزنها مهما كان .
وأردفت قائلة : إن من تفقد زوحها بعد رفقة عمر طويل تفقد جزءاً من كيانها
وختمت قائلة : كلتا الحالتين صعب .
*******
هنيئاً لمن حمل هماً
شاهدتها امرأة لم تتجاوز الثلاثين
قد أيقظت همم بعض الشابات
وحثتهن على القيام في المسجد
ووضعت لهن برنامجاً ليلياً من منتصف الليل حتى الشروق
يا لحسن أولئك الفتيات
لقد نور وجوههن القيام
وأزاح عن نفوسهن الظلام
لو تدري فتيات الأرض عن هذا الجمال ما تعبن في السعي للتجميل ووضع المساحيق
إنه جمال الصبا مع روعة الأنوار
إنه رضى الله عن النشأة على طاعة الله
إنه القلب الذي استراح في هذا المراح
**********

المصدر: شبكة مشكاة










توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً