عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-13, 03:17 AM   #2
فاطمة أم معاذ
|مسئولة الأقسام العلمية|
افتراضي

تنبيهات ووقفات

:: الكتاب المختار ::


تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

وسيأتي بيان أسباب اختيار الكتاب إن شاء الله بعد الترجمة للمؤلف رحمه الله تعالى :

ترجمة للعلامة الشيخ السعدي رحمه الله

هو عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله آل سعدي من"بني عمرو" أحد كبار بطون بني تميم. وُلِد في محرم عام 1307 هـ في عنيزة وكانت أسرة آل سعدي قد قدمت من بلدة المستجدة.
توفيت والدته و له من العمر 4 سنين, فعطفت عليه زوجة والده، وأحبته جدا، وكان عندها موضع العناية و توفي والده و له 7 سنين. فصار في بيت أخيه الأكبر حمد، واعتنى به عناية فائقة فنشأ نشأةً صالحةً كريمة. و عُرِف منذ حداثة سنِّه بالصلاح و التقى, فأقبل على العلم بجدٍّ و نشاط و همة و عزيمة, فحفظ القرآن الكريم و هو صغير لم يبلغ الحُلُم.
وحرص منذ نشأته على طلب العلم، وأمضى حياته فيه لا يصرفه عنه صارف

شيوخه

أخذ العلم عن عدة مشايخ... منهم رحمهم الله جميعا " محمد بن عبد الكريم الشبل" و" إبراهيم الجاسر" و" عبد الله بن العايض" و" محمد الأمين الشنقيطي" الإمام المعروف من علماء شنقيط, استقر في البصرة مدة طويلة, ثم ضايقه المستعمرون ففرَّ من البصرة و مرَّ بالقصيم في طريقه إلى مكة, فطابت له تلك المنطقة و أقام فيها مدة فأخذ عنه فيها الشيخ السعدي العلم و لا سيَّما ( النحو واللغة العربية)

أخلاقه :

كان رحمه الله آية في الأخلاق؛ رحيماً بالناس، متودداً لهم، محباً لنفعهم ، صبوراً عليهم .

وكان طلق ا لمحيا، ذا دعابة ومرح، لا يُعْرَفُ الغضب في وجهه، وكان ينزل الناس منازلهم، ويحرص على القرب منهم، وإجابة دعواتهم، وزيارة مرضاهم، وتشييع جنائزهم.

وكان على جانب كبير من عفة اليد، ونزاهة العرض، وعزة النفس، وكان محباً لإصلاح ذات البين؛ فما من مشكلة تعرض عليه إلا ويسعى في حلها برضا من جميع الأطراف؛ لما ألقى الله عليه من محبة الخلق له، وانقيادهم لمشورته ولقد كان محل التقدير والثناء عند الخاصة والعامة، ولقد أثنى عليه كثير من علماء عصره

علمه ومؤلفاته :

اشتغل بالعلم على علماء بلده و البلاد المجاورة. و انقطع له ولتحصيله ... حفظاً و فهماً و دارسةً و مراجعةً و استذكاراً... حتى أدرك في صِبَاه ما لا يدركه غيره في زمن طويل... نبغ الشيخ مبكرا حتى تتلمذ عليه أقرانه وصاروا يأخذون عنه فصار متعلماً ومعلماً. وما أن تقدمت به الدراسة شوطاً حتى تفتحت أمامه آفاق العلم
فاهتم بمطالعة مؤلفات شيخ الإسلام "بن تيمية " و تلميذه" ابن القيم " فعُنِيَ بها عنايةً بالغةً. و عكف عليها و نفعه الله بها نفعاً عظيماً
فخرج من طور التقليد إلى طور الاجتهاد المقيد فصار يرجح من الأقوال ما رجحه الدليل وصدقه التعليل.

وقد تخرج عليه أعداد كبيرة من الطلاب الذين صاروا بعد ذلك ممن يشار إليهم بالبنان.
كما ترك رحمه الله عدداً كبيراً من المؤلفات النافعة في التفسير، والحديث، والأصول، والعقيدة، والفقه، والآداب ونحو ذلك.

ومن هذه المؤلفات:

خلاصة التفسير، والقواعد الحسان، والفتاوى، وبهجة قلوب الأبرار، وغيرها.
وأعظم كتبه، وأشهرها وأكثرها سيرورةً في الناس _تفسيره المعروف بـ: (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) أو ما يسمى بـ : (تفسير السعدي )
ذلك التفسير المبارك الذي لقي قبولاً منقطع النظير، وطبع طبعات كثيرة، بل لا تكاد تخلو مكتبة أو مسجد من ذلك التفسير العظيم.
وهي تزيد على ثلاثين مؤلفاً في أنواع العلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه والأصول والتوحيد ومحاسن الإسلام والرد على المخالفين والجاحدين وهي متداولة معروفة.

مرضه ووفاته :

أصيب عام 1371هـ قبل وفاته بخمس سنين بمرض ضغط الدم، وتصلب الشرايين، فكان يعتريه مرة بعد أخرى وكانت أعراض المرض تبدو عليه بعض الساعات في الكلام فيقف ولو كان يقرأ القرآن ثم يتكلم. وقرر طبيباه ان يسافر للعلاج فسافر 1373هـ وبقي هناك شهرا، يعالج حتى شفاه الله، ونصحه الأطباء بالراحة وقلة التفكير والإجهاد. واجتمع في سفره هذا بعدد من العلماء، منهم الشيخ العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى . ثم رجع إلى عنيزة فباشر فيها أعماله، ولم يصبر على ترك العلم وكان يقول: (( إن راحتى في مزاولة عملي)). ثم صار المرض يعاوده ، ويحدث معه رعدة وسكتة لا يقدر معها على الكلام ولكن لا يصده ذلك عن الخروج والتعليم وفي ليلة الأربعاء 22 من شهر جمادى الآخرة سنة 1376 هـ وبعد فراغه من الدرس اليومي المعتاد، وبعد فراغه من صلاة العشاء، أحس بثقل وضعف في الحركة فأخذ إلى منزله رحمه الله تعالى فلم يصل إلى البيت إلا وقد أغمي عليه، ثم أفاق بعد ذلك فحمد الله وأثنى عليه وتكلم مع أهله والحاضرين بكلام طيب، ثم عاوده الإغماء مرة أخرى فلم يتكلم بعد ذلك. إلى أن توفاه الله قبل طلوع فجر يوم الخميس سنة 1376 هـ عن تسع وستين سنة وصُلي عليه بعد صلاة الظهر في الجامع الكبير، ودفن في مقابر الشهوانية شمال عنيزة فرحمه الله رحمة واسعة ونفعنا بعلمه وجزاه عنا كل خير أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشغلنا وأهلينا بما ينفعنا ويستخدمنا في طاعته وأن يحسن خواتيمنا

بعض أقوال العلماء فيه :

سئل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله عن رأيه في كتاب تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي فقال: " هو تفسير جيد، وله أقوال جيدة، مع أن مراجعتي له قليلة، لكن في حدود اطلاعي عليه تبين لي أنه متحرر الرأي والنظر بضوابط الشرع ، وليس عنده جمود أو تعصب
وقد التقيته في دمشق قبل أكثر من أربعين سنة، وآنست منه علماً جماً، ورأيت فيه تواضع العلماء وهو _ في هذا _ كسائر علماء نجد، يذكروننا بأخلاق العلماء المتقدمين وتواضعهم، وليس كغيرهم ممن جعلهم علمهم مغرورين متكبرين
".

و قال عنه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله : " كان رحمه الله كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل، وكان عظيم العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم، وكان يرجح ما قام عليه الدليل، وكان قليل الكلام إلا فيما ترتب عليه فائدة، جالسته غير مرة في مكة والرياض، وكان كلامه قليلاً إلا في مسائل العلم، وكان متواضعاً، حسن الخلق، ومن قرأ كتبه عرف فضله وعلمه، وعنايته بالدليل، فرحمه الله رحمة واسعة "

وقال عنه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: " إن الرجل قلَّ أن يوجد مثله في عصره في عبادته وعلمه وأخلاقه، حيث كان يعامل كُلاً من الصغير والكبير بحسب ما يليق بحاله، ويتفقد الفقراء، فيوصل إليهم ما يسد حاجتهم بنفسه، وكان صبوراً على ما يَلُمُّ به من أذى الناس، وكان يحب العذر ممن حصلت له هفوة، حيث يوجهها توجيهاً يحصل به عذر من هفا " .


المصدر الموقع الإلكتروني لفضيلة الشيخ رحمه الله وينظر ترجمته في مقدمة كتابه تفسير أسماء الله الحسنى للشيخ عبد الرحمن السعدي جمع عبيد بن علي العبيد



توقيع فاطمة أم معاذ

من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أم معاذ ; 22-09-14 الساعة 08:42 PM
فاطمة أم معاذ غير متواجد حالياً