عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-13, 08:50 PM   #2
مريم عبد الله
| طالبة في المستوى الرابع |
Icon53 باقي روابط الملخصات

الدرس الثاني :
باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره


شرح كلمات الباب


[يستغيث ] الاستغاثة : طلب الغوث , وهو إزالة الشدة

أي أن الاستغاثة : الدعاء بطلب إزالة الشدة خاصة

وعليه فإن الاستغاثة نوع من أنواع الدعاء ولكن الدعاء أعم من الاستغاثة
إذ أن الدعاء طلب من الله بجلي منفعة ودفع مضرة
أما الاستغاثة فهو طلب من الله بدفع مضرة ورفع شدة
فطلب الغوث : هو طلب إزالة الشدة خاصة < استغاثة
والدعاء بإزالة الشدة خاصة يسمى استغاثة
وكلام المؤلف – رحمه الله – في قوله [ من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو له ] ليس على إطلاقه بل يقيّد بما لا يقدر عليه المستغاث به , إما لكونه ميت أو غائب أو يكون الشيء مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى
فلو استغاث الإنسان بميت ليدافع عنه أو بغائب او بحاضر لينزل المطر مثلاً فهذا كله شرك لأنه لا يستطيع عليه الحي ؛
ولو استغاث بحي حاضر فيما يقدر عليه كان جائزا , قال تعالى : { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ }
وعليه إذا خاف إنسان القتل من قاتل واستغاث برجل يستطيع إنقاذه بهذا لا بأس به بشرط :
أن يعتمد بقلبه على الله تعالى , ويعلم أن النفع والضر بيد الله , وأن هذا الرجل المستغاث به لا يملك النفع ولا الضر لنفسه فضلاً أن يملكه لغيره .
قول المؤلف [ من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره ]
[ يدعو غيره ] معطوف على [ أن يستغيث ] فيكون المعنى : من الشرك أن يدعو غير الله , وذلك لأن الدعاء من العبادة , بل الدعاء هو العبادة .

ما حكم الاستغاثة :

الاستغاثة تنقسم إلى 3 أقسام :
1-استغاثة توحيدية :
وهي الاستغاثة بالله , متضمنة كمال الافتقار إلى الله واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء في الحاضر والمستقبل ومن الصغير والكبير ..
دليلها من الكتاب قوله تعالى { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُم }
-ومن السنة , ففي الصحيحين أنه قال – صلى الله عليه وسلم – وهو يخطب " اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا
2- الاستغاثة الشركية :
إذا كانت استغاثة شخص فيما لا يقدر عليه إلا الله , إما لكونه ميتًا أو غائبًا أو يكون الشيء مما لا يقدر على إزالته إلا الله
كمن يقول : الغوث يا بدوي ) فقد استغاث استغاثة شركية لأنه صرف عبادة لا تكون إلا لله , فمن صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك .
3- الاستغاثة المباحة :
وهي الاستغاثة بشخص حي حاضر قادر على ما يستغاث به , بشرط اعتماد القلب على الله ومعرفة أن الله هو الذي بيده النفع والضر وأن هذا الشخص سبب من الأسباب ,
ودليل جوازها قصة موسى حيث قال : وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ تمُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥


قال المؤلف رحمه الله { وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦ }


شرح الكلمات :
لا تدع : من الدعاء وهو طلب ما ينفع , ويشمل دعاء مسألة ودعاء عبادة
من دون الله : أي غير الله
مالا ينفعك : ما اسم موصول ويشمل كل مدعو من دون الله
ينفعك : يجلب لك النفع
يضرك : يوقع بك الضرر
فإن فعلت : فإن دعوت غير الله
فإنك إذًا من الظالمين : فإنك حينئذ من الظالمين المشركين.
الفوائد من الآية
1- الخطاب في الآية موجه للنبي صلى الله عليه وسلم
2- الدعاء نوعان كما قال أهل العلم :
دعاء عبادة : وهو أن يكون قائمًا بأمر الله , والقائم بأمر الله داعٍ , مثل المصلي والصائم ونحوه , ولأنه يريد بذلك الثواب والنجاة من العقاب , ففعله متضمنًا الدعاء بلسان الحال , وقد يتضمن فعل هذا الدعاء بلسان المقال فالعبد يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار بلسان الحال بعبادته ؛
ودعاء المسألة : هو طلب ما ينفع أو دفع ما يضر , مثل قول " اللهم اغفر لي .
الشرح الاجمالي للآية :
ينهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم, والنهي لجميع الامة عن عبادة وسؤال ما سوى الله , لأنهم لا يملكون من النفع ولا الضر , ويخبره بأن فعل ذلك وحاشاه صلى الله عليه وسلم أنه سيكون من المشركين.
مناسبة الآية للباب :
بيّن الله في الآية أن دعاء غيره شرك وهذا عنوان الباب

~>> إليكنّ باقي الأبواب تباعاً:

> رابط الدرس الثالث

> رابط الدرس الرابع

> رابط الدرس الخامس

> رابط الدرس السادس

> رابط الدرس السابع

> رابط الدرس الثامن

> رابط الدرس التاسع

> رابط الدرس العاشر

> رابط الدرس الحادي عشر

تمّ بحمد الله

جزى الله خيراً كل من شارك في هذه التفريغات ونشرها ونفكنّ الله بها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



توقيع مريم عبد الله
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج ....مؤملاً كشف ما لاقيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعد ماسـبقوا....فكم لرب الورى في ذاك من فرج
وإن بقيت بظهر الأرض منقطعً.... فمـــاعلى عرجٍ مــن حرجِ ....!

التعديل الأخير تم بواسطة وصال خليفة ; 14-05-13 الساعة 03:29 AM
مريم عبد الله غير متواجد حالياً