عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-10, 11:51 PM   #6
ابنة الرميصاء
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
المشاركات: 17
ابنة الرميصاء is on a distinguished road
افتراضي

من برنامج النور الساري شرح صحيح البخاري

الشيخ/مصطفى العدوي/قناتي الحكمة ومواهب وأفكار
السبت 10:30 مالإعادة الأحد 9:30 صباحا و1:15 ظهرا

20 ربيع الأول 1431




النور الساري شرح صحيح البخاري (4)

كتاببَدْءُ الْوَحْىِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
الجزء الأخير من الحديث الثالث




{ .. فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ }

- الجذع من النعم هو الصغير ، فتمنى ورقة أن يكون صغيرا شابا فتيا لينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- أي هذا الوحي الذي أنزل عليك هو الذي نزل على موسى (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (النساء:163)
-وتسأل أهل العلم عن سبب قول ورقة : موسى وليس عيسى ، وعيسى هو الذي سبق النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ؟ فأجابوا بأن شرعة نبي الله موسى تشبه شرعة النبي محمد صلى الله عليهما وسلم وأن سيرة النبي محمد أشبه ما تكون بسيرة النبي موسى عليهما الصلاة والسلام فمحمد صلى الله عليه وسلم أخرج من مكة وموسى عليه السلام أخرج من مصر كلاهما خرج خائفا .. وكلاهما رجع بعد مُدّة وابتلي محمد بأبي لهب فرعون هذه الأمة وبأبي جهل وابتلي موسى بفرعون مصر وقارون ، وابتلي محمد برأس المنافقين وموسى ابتلي بالسّامري .. وهكذا ليس ورقة وحده من ذكر موسى عليه السلام كذلك الجن قالت (إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى)(الاحقاف: من الآية30) ومن ذلك أيضا أن عيسى عليه السلام أتى مُكمِّلا لرسالة موسى ومحلا لبني إسرائيل بعض الذي حرم عليهم أما موسى فقد أتى بشرعة جديدة ونرى نصارى اليوم يقولون العهد القديم يقصدون به ما كان نزل على موسى والعهد الجديد وهو ما نزل على عيسى _على محمد وموسى وعيسى أفضل صلاة وأتم تسليم_ .
- من قول ورقة { يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا } أُخِذَ جواز تمني الخير ، أما النهي عن كلمة (لو) فمنهي عنها إن صحبها تسخط على القدر والنص في ذلك ما قاله صلى الله عليه وسلم { الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ } رواه مسلم ، ودليل أن النهي عن لو ليس مطلقا أن النبي نفسه صلى الله عليه وسلم قالها في غير موضع { لو استقبلت من أمري ما استدبرت ... } وكذا ما قاله ورقة هنا وما قاله مؤمن فرعون { يا ليت قومي يعلمون } وقد أورد البخاري رحمه الله بابا سماه ( باب ما جاء في لو ) .
- فهم ورقة أن الأمم الكافرة لا ترضى وجود المؤمنين معهم " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا"(ابراهيم: من الآية13) قالها قوم لوط لنبيهم وكذا قالها قوم شعيب وقال الله جل وعلا في شأن قريش " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ "(لأنفال: من الآية30) وقد علم ورقة ذلك بالاستقراء ودراسته لتاريخ الأمم السابقة .
- تعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهر العجب بقوله { أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ } فقد كان قومه يحبونه ويثنون عليه ويسمونه الصادق الأمين .
- { عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ } أي اليوم الذي تخرج فيه برسالتك على الناس وتجهر بالدعوة .. والحكم عند الأكثرية أن ورقة الرجل الصالح رحمه الله ورضي عنه من أهل الإسلام لهذا الموقف والمقال منه ولأنه كان على الحنيفية ..
- (لكُلِّ عاملٍ شِرَّةٌ ، ولكل شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فمن صارت فترته إلى سُنَّتي فقد اهتدى ، ومن أخطأ فقد ضَلَّ ) وتطلق الفترة على عدة معاني تطلق على السكون والانقطاع ، والمقصد أن الوحي انقطع زمنا ثم نزلت سورة المدثر ومن ذلك توهم البعض أنها أول سورة نزلت .. والصواب أنها أول سورة نزلت بعد فتور الوحي أما أول ما نزل على الإطلاق فمطلع سورة العلق .
- ثم ذكر كلام في المعلقات والمراسيل وذكر طرفا من فضائل جابر والزهري وأبو سلمة رحمهم الله ورضي عنهم .. وذكر كلاما في علم المصطلح لم أشأ نسخه هنا .. وأغلب كلامه يندرج تحت شرح الحديث الرابع لم أدركه بتمامه ..

وإلى اللقاء مع الدرس القادم في شرح الحديث الخامس من الجامع الصحيح للأمام البخاري .
ابنة الرميصاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس