عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-14, 03:59 PM   #7
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي




ثُمَّ يقولُ المُؤلِّفُ رَحِمَه الله: [ وإذا ابتُلِيَ صَبَرَ ].

وكأنَّ حالَ الناسِ إمَّا أن يكونَ الإنسانُ مُنعَّمًا ومُعطَى مالاً ومُعطَى نِعمًا،
وإمَّا أن يكونَ غيرَ مُعطَى (مَحرومًا)، أو أنَّه يَعصي، فلا يَخلو الإنسانُ من أحدها،
كأنَّها أمران: إمَّا مالٌ وخَيرٌ وإمَّا ضِدُّه.

وتُصبِحُ المسألةُ في قضيَّةِ ما يُعطيه اللهُ للعَبدِ قاعِـدة:

"إعطاءُ اللهِ للعَبدِ، ليس دليلاً على حُبِّ اللهِ تعالى للعَبدِ".



* ما الذي يُبتلَى به النَّاسُ؟

= يُبتلَى النَّاسُ بالمَصائِبِ؛ حوادِث، أمراض.
ويُبتلَى النَّاسُ بالمَكارِه (يعني: بما يكرهونه).
ومِن الابتلاءِ كذلك: اعتداءُ الكُفَّار والمُنافقين.



* مَوقِفُنا من هذه المَصائِب:

الصَّبرُ. وليس العِلاجُ في المُواجهةِ مُباشرةً، ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ
كُفُّوا
أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ﴾ النساء/77.


ونحتاجُ أن نعلَمَ- أيُّها الأحِبَّةُ- قاعِـدةً: ما يُمكنُ أن يَحدُثَ لأُمَّةِ الإسلامِ

من هذا الواقع أيًّا كان بجميع وسائله، يُشعرنا بأنَّ عندنا خَللاً من الدَّاخِل،
لكنْ مُشكلتنا التزكية.

لِمَ تسلَّطَ الكُفَّارُ على أُمَّةِ الإسلام؟
عندنا الخلل.

هل نحنُ مِمَّن يُفتِّشُ عن الخلل الذي عنده؟
أم نقولُ: يا رَبَّنا، لماذا ندعوكَ واتَّبعناكَ ونُصلِّي لكَ، لماذ يَحدُث لنا هذا؟

ويُبتلَى سيِّدُ الخَلْقِ على الإطلاق، يَسقُطُ في الحُفرة،

وتدخلُ حلقتا المِغفر في وَجْنَتَيْه، ويُشجُّ في جَبينه صلَّى الله عليه وسلَّم،
ويُنزِلُ اللهُ لَمَّا قال الصحابةُ: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا
قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا ﴾ آل عمران/165؛ يعني: كيف يكونُ وفينا رسولُ اللهِ-
صلَّى الله عليه وسلَّم- والعَشرة المُبشَّرونَ بالجنَّةِ، وفينا أهلُ بَدرٍ
الذين قال اللهُ فيهم: ((اعملوا ما شِئتم، فقد غَفرتُ لكم)) مُتفقٌ عليه؟!
فيهم هؤلاء، ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ آل عمران/165.

هل نحنُ نقولُ: هذا مِن عند أنفُسنا؟!
أم نقولُ: نحنُ قد كَمُلَ الإيمانُ عندنا
وليس عندنا خلَلٌ؟!

مَوقِفُنا من هذا البَلاءِ هو الصَّبرُ.

والصَّبرُ- يقولُ العُلماءُ- هو حَبْسُ النَّفْسِ عن التَّسَخُّطِ والقنوطِ،

وحَبْسُ اللسان عن الشكوى، وحَبْسُ الجَوارح عَمَّا يُنافي الصَّبرَ.






توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس