ومن المفردات التي قد يُخلَط بينها:
النَّفاذ والنفّاد، ويَنفُذُ ويَنْفَد.
فالنّفاذُ هو: الجواز، وفي المحكم: جوازُ الشيء والخلوصُ منه. تقول: نَفَذْتُ أَي جُزْتُ، وقد نَفَذَ يَنْفُذُ نَفَاذًا ونُفُوذًا. ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ونَفَذَ فيها يَنْفُذُها نَفْذًا ونَفَاذاً: خالط جوفَها ثم خرج طرَفُه من الشقِّ الآخر وسائرُه فيه.
وأما النّفادُ فهو: نَفِدَ الشيءُ نَفَدًا ونَفادًا: فَنِيَ وذهَب. وفي القرآن: {ما نَفِدَتْ كلماتُ الله}؛ قال الزجّاج: معناه ما انقَطَعَتْ ولا فَنِيَتْ. [لسان العرب].
وقد وردتْ هاتان الكلمتان في القرآن، ومَن أرادتْ الوقوف على معانيها من كتب التفسير ، فها هي الآيات:
قال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: (33)].
وقال سبحانه: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: (109)].
وقال: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: (96)].
وقال: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: (27)].