الموضوع: موقف يحوي وقفة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-12, 02:19 AM   #13
أم العثيمين السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 18-05-2009
المشاركات: 31
أم العثيمين السلفية is on a distinguished road
افتراضي


(8)

التقيتُ امرأتين ؛ أخبرنَني عن حالهنَّ عجباً عُجابا! كل هذه العائلة شتات وطلاق!
إحداهُنَّ مُسنَّة ؛ اثنتان من بناتها مطلّقات ، والصّغرى عقدَ عليها طبيب ، وتُريد الفكاك منه بدعوى أنَّ شخصيّته ضعيفة! لا لأنّه لا يُصلِّي!
إذ كانَ أوّل سؤالٍ وجّهتُه لوالدتهنّ : هل يصلِّي أزواجهنّ؟ فأجبت : صراحة: لا!!
ثمّ قالت بتلكُّؤ : وتريدينَ الصّدق ، بناتي كذلك لسنَ حريصات على الصَّلاة!
أخواتُها؛ وقد حضرت معها إحداهنّ جاءت من إحدى دول الخليج ؛ لزيارةِ أخيها المريض بالسّرطان!
زوجُ هذه الأخت يعملُ كوافيراً (للنّساء)! ويعود للبيت سكِّيراً ، قد طارَ عقلُه من تأثيرِ الخمر!
تقول: لا أأمنهُ على أولادي وبناتي! يعودُ للبيت ؛ فيأمرُ ابنته أن تُحضرَ له (زجاجةَ الخمرِ) من الثّلاجة !
تقول: وفي ليلة الخميس يأتيني سكرانا ، مُغمىً عليه!
في صباح الجمعة يوقظه ابني الصّغير ؛ ليذهب به لصلاة الجمعة!
فينهض ويصحب ابنه للمسجد ؛ ومن ثم يذهب (للصالون) فيرجع سكرانا قد طارَ ضمارُ عقلِه!

وفي الأخير: بعثَ لها أثناءَ مجيئِها هُنا يريدُ أن يطلِّقَها!

تأمّلتُ حالَ تيكَ العائلة ؛ فوجدتُ جُلَّ اهتمامِها في المالِ والجاه! وأنّهم يعلّقونَ السّعادةَ عليها!
أدركتُ حينَ ذاك ، وازددتُ يقيناً أن المالَ إلى جانبِ الدّين لا يساوي شيئاً ألبّتة!
وأنَّ السّعادةَ لا تُشترى بالمال ، وإنّما تُشترى بالاستقامةِ على دينِ المولى سُبحانَه ، ورجاءِ رضاه والخوفِ من عقابه!

وإلّا فلا يرجو إنسانٌ على ظهرِ البسيطة راحةً أو هناءاً ، وقلبُهُ معلُّقُ بالأرض!
ليعلِّق قلبهُ بربِّ الأرضِ و السّماءِ حينَها ؛ يستشعر حجمَ السّعادةِ الحقّة!
أم العثيمين السلفية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس