عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-13, 12:31 AM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي لا يصلح العلم مع قلة العمل


فصل : لا يصلح العلم مع قلة العمل
للإمام الحافظ المفسر الفقيه : أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي -رحمه الله تعالى-
من كتاب: صيد الخاطر
رأيت الاشتغال بالفقه و سماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب ، إلا أن يمزح بالرفائق و النظر في سير السلف الصالحين ، لأنهم تناولوا مقصود النقل . و خرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها و المراد بها .
و ما أخبرتك بهذا إلا بعد معالجة و ذوق لأني وجدت المحدثين و طلاب الحديث همة أحدهم في الحديث العالي و تكثير الأجزاء .
و جمهور الفقهاء في علوم الجدل و ما يغالب به الخصم .
و كيف يرق القلب مع هذه الأشياء ؟
و قد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته و هديه . لا لاقتباس علمه .
و ذلك أن ثمرة علمه هديه و سمته ، فافهم هذا و أمزج طلب الفقه و الحديث بمطالعة سير السلف و الزهاد في الدنيا ، ليكون سبباً لرقة قلبك .
و قد جمعت لكل واحد من مشاهير الأخيار كتاباً فيه أخباره و آدابه . فجمعت كتاباً في أخبار الحسن ، و كتاباً في أخبار سفيان الثوري ، و إبراهيم بن أدهم ، و بشر الحافي ، و أحمد بن حنبل ، و معروف ، و غيرهم من العلماء و الزهاد ، و الله الموفق للمقصود . و لا يصلح العمل مع قلة العلم .
فهما في ضرب المثل كسائق و قائد ، و النفس بينهما حرون* ، و مع جد السائق و القائد ينقطع المنزل ، و نعوذ بالله من الفتور .
-----------------------------
*حرون: تأبى الإنقياد أو الثبوت، تأبى الانقياد.

مماراق لي



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس