عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-15, 09:28 PM   #28
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& ... سؤال الله الإمامة في الدين:


{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } (الفرقان:74)

فانظروا إخواني إلى الطموح، إنه طموح عظيم، فهم لا يريدون فقط أن يكونوا متقين، بل ولا يريدون أن يكونوا تبعاً للمتقين، وإنما يريدون أن يكونوا أئمة وهداة للناس إلى تقوى الله عز وجل، وهذا هو الطموح الذي يجب أن يتنافس فيه الناس، فالناس عليهم أن يتنافسوا في مثل هذه الأمور،
كما قال تعالى: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } (المطففين:26)


فهم يريدون أن يكونوا هم قادة الفكر، ودعاة الحق في هذا العالم، ويُقتدى بهم في تقواهم وطاعتهم لله عز وجل، أما أن يكونوا تبعاً فهذا طيب،
لكن خير لهم أن يكونوا أئمة يُقتدى بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) .

وليس معنى ذلك أنهم يريدون السلطة والكبرياء في الأرض، فهناك فرق بين من يريد أن يكون إماماً في تقوى الله عز وجل، وبين من يريد أن يكون صاحب سلطة،
فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبحث الإنسان عن السلطة، اللهم إلا إذا كانت لمصلحة هذا الدين،
وقد قال عليه الصلاة والسلام لـعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: (يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تسأل الإمارة؛ فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها،
وإن أعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها).

& ..............&

ولذلك المسلم يجب عليه أن يكون طموحاً لأن يكون قدوة في الخير، أما أن ينافس الناس على المناصب الدنيوية العالية فهذه ليست صفة المؤمن.
اللهم إلا إذا كان الأمر كما قال يوسف عليه الصلاة والسلام:
{ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } (يوسف:55)

وذلك إذا رأى فساداً في المجتمع، ورأى أنه باستطاعته أن يصلح في أوضاع هذا المجتمع، فيمكن أن يكون طموحاً إلى مثل هذا المركز،
لا من أجل أن يتخذه وسيلة لأن يتخذ أمر المسلمين كالوسادة ليحقق مآربه، إلى غير أهله، ولا ليريد أن يطغى من خلال هذا المنصب،
أو يفرض قوة فوق قوة الله عز وجل كما يعتقد، وإنما يريد فقط أن يصلح في هذا المجتمع، ففي مثل هذه الحال يُطلب المنصب.

& ..............&


& ... العلاقة بين الدعاء بصلاح الأزواج والذرية والإمامة في الدين.

لو تدبرنا العلاقة بين قوله سبحانه وتعالى: { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } وما قبلها، يتضح ما يلي:

1 ـ إن صلاح الزوج ( يشمل الزوجين والذرية ) من أهم ما يعين على تحقيق الإمامة.
إذ يَحِسُّ بالسكن والطمأنينة، مما يعينه على الوصول إليها والقيام بحقوقها.

2 ـ إن من صفات من يكون للمتقين إماماً:
أن يعني بزوجه وذريته؛ فهم أحق الناس بإمامته ..



توقيع أَمَةُ الله
اَلْحَمْدُ للهِ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَلَالِ وَجْهِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ.

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 14-12-15 الساعة 09:36 PM
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس