عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-11, 09:05 PM   #9
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

12 - تجنّب التذكير بالله في بداية الاستشارة .
لقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم التخوّل في الموعظة .
وهذا التخوّل : زماني ومكاني ونفسي .
فإن النفس تأتي في وقت غير مهيئة لأن تعظها أو تذكّرها بالله . .
لربما أوقعته في محظور الصدّ عن ذكر الله حين تعظه أو تذكره في وقت هو غير مهيأ لأن يقبل ذلك !!
واستشعر معي الحالة النفسية التي كان يعيشها صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يوم واجههم أقرب الناس إليهم بالعداوة والقتل والتعذيب .. فينزّل الله عليه سورة يوسف يهيأ نفسه ونفوس أصحابه رضوان الله عليهم فيبتدأ السورة بقصة تتسلسل أحداثها في نظام آسر متسق لتأتي خاتمة السورة : " وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) "
إنه أسلوب تربوي رصين . .
يهيئ النفس لتقبل التذكير .
فتجنّب الوعظ في بداية الاستشارة . .
لكن تحين وتخوّل .

13 - علّم السائل كيف يضع الاحتمالات الايجابية .
لعلّك قبّلت . .
لعلّك داعبت ..
لا عبت ..
صرفاً إلى احتمالات تعينه على أن يخرج بحل لمشكلته !!
هكذا كان صلى الله عليه وسلم يقول لماعز لما جاءه يريد تطهيره من الزنا !!
وأنت ايها الداعية المستشار . .
علم من يسألك كيف يصنع الاحتمالات الإيجابية في حل مشكلته !!

14 - تجنّب التطمين المبكر !
يدخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه أنه تعرّض لامرأة مجاهد غازٍ في سبيل الله ، ويريد التكفير . . !!
فتأمله وهو يقول : حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبرته فقال: "أخلفتَ رجلاً غازياً في سبيل اللّه في أهله بمثل هذا؟" حتى ظننت أني من أهل النار، حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ"، فأطرق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ساعة، فنزل جبريل، فقال: أبو اليسر: فجئت فقرأ عليَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} !
إن التطمين المبكر يشعل في قلب السائل لهيب مأساته . .
لأنه هو الذي يعيش المأساة حقيقة .. !!
ويعلم يقيناً أنك حين تطمنه ..
أنك لم تصل إلى حدّ الشعور الذي يشعر به هو . . !
تفاعل معه . .
حتى تصل إلى حد يشعر فيه بانك قد بلغت حالته بمستوى أو يكاد أن يبلغ جذوة ما يشعر به !

يتبع بإذن الله..




توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس