عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-15, 11:43 PM   #10
محمد العويد
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 31-12-2011
المشاركات: 2,757
محمد العويد is on a distinguished road
افتراضي

بالنسبة لسؤال الدرس الخامس

طلب الرقية لا ينافي وجود التوكل؛ لأن طلب الرقية، طلب للعلاج، وطلب العلاج من بذل الأسباب، وبذل الأسباب لا ينافي التوكل
وهذا الشخص الذي ترك طلب الرقية لم يكن يعلم بأن طلب الرقية ينافي كمال التوكل فيعذر بجهله ولا يمنعه ذلك من أن يكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب
و التوكل يختلف عن كمال التوكل، فالتوكل أن يبذل المسلم الأسباب ويفوض باقي أمره إلى الله تعالى سواء كان بذل السبب فيه استعانة بالآخرين أو كان بالاعتماد على النفس، لكن من اعتمد على نفسه فقط دون الآخرين ، بمعنى أنه بذل الأسباب دون الاعتماد على الآخرين، فهذا من تمام التوكل على الله تعالى
ومسألة خروج طالب الرقية عن السبعين ألفاً فيها خلاف بين العلماء ليس هذا محل بسطه وذكره.
وربما يشتد المرض بأحد الناس فيطلب الرقية من غيره، لقلة حيلته وعدم قدرته على رقية نفسه، وإمام المتوكلين محمد صلى الله عليه وسلم اعتمد على عائشة رضي الله عنها في جانب من رقيته لما اشتد عليه المرض، فقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ" قَالَتْ عَائِشَةُ: "فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ".
وفي رواية لمسلم :" فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي".
ففي هذا الحديث إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرها، بمعنى أنه يطلب منها أن ترقيه، وهو إمام المتوكلين صلى الله عليه وسلم
محمد العويد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس