عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-08, 09:23 PM   #26
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

المتكبر ــ الكبير
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
يقال كبر بالضم .. يكبر أي : عظم فهم كبير.
قال ابن سيده :
الكبر : نقيض الصغر، وكبر الأمر : جعله كبيراً، واستكبره رآه كبيراً كقوله تعالى : فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ (يوسف: من الآية31) أي : أعظمنه. والتكبير: التعظيم، والكبر : الرقعة في الشرف، والكبرياء : الملك، كقوله تعالى : وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ (يونس: من الآية78)
والكبرياء أيضاً : العظمة والتجبر.

ورود الاسمين في القرآن الكريم :
سمى الله سبحانه وتعالى نفسه بـ (المتكبر) في آية واحدة من القرآن الكريم
في قوله الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ (الحشر: من الآية23).
وأما اسمه (الكبير) فقد ورد في ستة مواضع من القرآن الكريم:
منها قوله تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (الرعد:9) .
وقوله : وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (الحج: من الآية62) .
وقد جاء مقترناً باسمه (العلي) و (المتعال).
معنى الاسمين في حق الله تعالى :
قال قتادة :(المتكبر) أي : تكبر عن كل شيء .
قال الخطابي : هو المتعالي عن صفات الخلق، ويقال : هو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة .
وقال القرطبي (المتكبر) : الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله.
وقيل : (المتكبر): عن كل سوء، المتعظم عنا لا يليق به من صفات الحدث والذم. وأصل الكبر والكبرياء الامتناع:
ما قاله العلماء في معنى اسمه (الكبير):
# مشابه لما ذكرنا من معنى (المتكبر).
#قال : ابن جرير :
(الكبير) يعني العظيم الذي كل شيء دونه ولا شيء أعظم من
#وقال الخطابي :
(الكبير) هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن فصغر دون جلاله كل كبير، ويقال : هو الذي كبر عن شبه المخلوقين:
وعلى هذا يكون معنى (المتكبر) و (الكبير) :
1-الذي تكبر عن كل سوء وشر وظلم.
2-الذي تكبر وتعالى عن صفات الخلق فلا شيء مثله.
3-الذي كبر وعظم فكل شيء دون جلاله صغير وحقير.
4-الذي له الكبرياء في السموات والأرض، أي : السلطان والعظمة.

آثار الإيمان بهذين الاسمين : -(1)إن الله أكبر من كل شيء، وأكبر من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته وأكبر من أن يحيط به علماً. قال تعالى : وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (طـه: من الآية110)، فالله جلت عظمته أكبر من أن تعرف كيفية ذاته أو صفاته ولذلك نهينا عن التفكير في الله لأننا لن ندرك ذلك يعقولنا الصغيرة القاصرة المحدودة، فقد قال  : (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله عز وجل) وقد وقع الفلاسفة في ذلك وحاولوا أن يدركوا كيفية وماهية ربهم بعقولهم فتاهوا وضلوا ضلالاً بعيداً ولم يجنوا سوى الحيرة والتخبط والتناقض فيما سطروه من الأقوال والمعتقدات.
فمن أراد معرفي ربه وصفاته فعليه بطريق الرسول  لأنه أعلم الخلق بالله وصفاته، فعليه أُنزل الكتاب العزيز الذي لا تكاد الآية منه تخلو من صفة الله سبحانه سواء كانت ذاتية أو فعلية أو اسم من أسمائه الحسنى، وعليه أيضاً أُنزلت السنة الشارحة والمفضلة للكتاب، فطريقه  هو الطريق الأسلم ومنهجه هو المنهج الأقوم، فمن اتبعه كان من الناجين، ولذلك بين في الحديث الصحيح أن الفرقة الناجية هي
ما كان عليه هو وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين في المعتقد والعبادة والسلوك.
(2)إن التكبر لا يليق إلا به سبحانه وتعالى، فصفة السيد التكبر والترفع وأما العبد فصفته التذلل والخضوع والخضوع.
وقد توعد الله سبحانه المتكبرين بأشد العذاب يوم القيامة، قال تعالى : فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (الأقحاف: من الآية20) .
وقال : وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (الزمر:60) .
واستكبارهم هذا : هو رفضهم الانقياد لله ولأوامره ورفضهم عبادة ربهم كما قال تعالى : إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (الصافات:35) ، فرفضوا الإذعان لكلمة التوحيد.
وقوله سبحانه : وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (الجاثـية:31).
يبين أنهم رفضوا الحق الذي جاءت به الرسل وردوه ولم يقبلوه.
وقوله سبحانه : قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (الشعراء:111) يبين أنهم احتقروا أتباع الرسل لكونهم من ضعفة الناس وفقرائهم فلم يدخلوا في جماعتهم ولم يشاركوهم في الإيمان بما جاءت به الرسل وكان الكبر سبباً للطبع على قلوبهم لفم تعد تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً.
قال تعالى : كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (غافر: من الآية35) .
فالحاصل أن الكبر كان سبباً في هلاك الأمم السابقة:
بل كان السبب في هلاك إبليس عليه لعنة الله وطره من رحمة الله أنه أبى أن يسجد لآدم عليه السلام واستكبر على أمر ربه سبحانه، قال تعالى : فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: من الآية34) .

(3)-والكبر يمنع أيضاً من طلب العلم والسؤال عنه، لأن المتكبر يترفع عن الجلوس بين يدي العالم للتعلم ويرى أن في ذلك مهانة له، ويؤثر البقاء على جهله، فيجمع بين الكبر والجهل، بل قد يجادل ويناقش ويخوض في المسائل بدون علم حتى لا يقال أنه
لا يعلم فيصغر عند الناس، قال تعالى ذكره : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (الحج:8-9) أي : ومن الناس من يجادل في الله بغير علم صحيح ولا نقل صحيح بل بمجرد الرأي والهوى وإذا دعي إلى الحق ثنى عطفه أي : لوي رقبته مستكبراً عما يدعى إليه من الحق كقوله تعالى : وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ (لقمان: من الآية18) فأخبر الله تعالى أن له في الدنيا الخزي وهو الإهانة والذل لأنه استكبر عن آيات الله فجوزى بنقيض قصده وله في الآخرة عذاب النار المحرقة.
ونحوه قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (غافر:56) وقد ذم السلف الكبر في العلم فمن أقوالهم :
(4)من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.
وقال إبراهيم بن الأشعث :
سألت الفضيل بن عياض عن التواضع فقال : أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه.
وقال سعيد بن جبير :
لا يزال الرجل عالماً ما تعلم فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون.
ونبي الله موسى عليه السلام لم تمنعه منزلة النبوة من أن يطلب العلم ممن هو دونه فقال للخضر عليه السلام : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (الكهف: من الآية66) .
ولم يزل علماء السلف يستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم. قال الحميدي وهو تلميذ الشافعي : صحبت الشافعي من مكة إلى مصر فكنت أستفيد منه المسائل وكان يستفيد مني الحديث.
وقال أحمد بن حنبل : قال لنا الشافعي أنتم أعلم بالحديث مني فإذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى آخذ به.



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس