هل حسن الخلق عبادة ؟؟ !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسن الخلق عبادة من أجل العبادات وكثير من الناس يجهل ذلك , قال ابن رجب : " كثير من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده " .
يقول أبو هريرة رضي الله عنه : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة , قال : " تقوى الله وحسن الخلق " , وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار " , فقال : " الفم والفرج " رواه الترمذي وقال حسن صحيح .
والمرء لا يكمل إيمانه إلا بحسن الخلق , يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً , وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذي .
وحسن الخلق مع الإيمان صاحبه في أعلى الجنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا زعيم ـ أي ضامن ـ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً , وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً , وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه " . رواه أبو داود .
وجماع الخير كله في حسن الخلق , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " البر حسن الخلق " . رواه مسلم .
وأنس بن مالك يحكي خلق النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً " . متفق عليه .
يعلو على وجهه عليه الصلاة والسلام البشر والسرور والفأل , لم يكن عبوساً ولا مشمئزاً , يقول جرير بن عبدالله : " ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم " . رواه البخاري . ووصفه الله بقوله : { وإنك لعلى خلق ٍ عظيم } ( القلم : 4 ) .
وذو الأخلاق مع الإيمان أقرب الناس مجلساً من النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة قال صلى الله عليه وسلم : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً " .رواه الترمذي .
وبعض الناس يفرط في القيام بحقوق الخلق , ويظن أن كمال التعبد هو إصلاح ما بينه وبين خالقه دون خلقه , قال ابن رجب : " وكثيراً ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته إهمال حقوق العباد بالكلية أو التقصير فيها , والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جداً لا يقوى عليه إلا الكُمل من الأنبياء والصديقين " ا هـ
والجمع بين حق الله وحق عباده لا يوفق إليه كل عبد , قال المحاسبي : " ثلاثة أشياء عزيزة : حسن الوجه مع الصيانة , وحسن الخلق مع الديانة , وحسن الإخاء مع الأمانة " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ الدكتور / عبدالمحسن بن محمد القاسم ... " حفظه الله ووفقه "