عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-08, 07:28 PM   #49
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الرفيق
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الرفق ضد العنف.
رفق بالأمر وله وعليه، يرفق رفقاً : لطف، وكذلك : ترفق به.
قال الليث : الرفق لين الجانب ولطافة الفعل.
والرفيق : المرافق، والجمع : الرفقاء.
وقال ابن الأعرابي : رفق : انتظر.
والرفيق ضد الأخرق.
والرفق والمِرفَق والمَرفِقُ والمَرفَقُ : ما استُعين به ، وقد ترفّق به وارتفق ، وفي التنزيل : وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (الكهف: من الآية16)
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  قال : (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواهوعنها رضي الله عنها قالت : لما مرض النبي  المرض الذي مات فيه جعل يقول : (بل الرفيق الأعلى) وفي رواية : أنه رفع يده أو إصبعه ثم قال : (في الرفيق الأعلى ثلاثاً) ثم قضى نحبه
معنى الاسم في حق الله تعالى : قال القرطبي بعد أن بين المعنى اللغوي للاسم : ولله تعالى من ذلك ما يليق بجلاله سبحانه.
فهو الرفيق : أي الكثير الرفق ، وهو اللين والتسهيل ، وضده العنف والتشديد والتصعيب.
وقد يجيئ الرفق بمعنى : الإرفاق ، وهو إعطاء ما يرتفق به ، وهو قول أبي زيد.
وكلاهما صحيح في حق الله تعالى.
إذ هو الميسر والمسهل لأسباب الخير كلها ، والمعطي لها وأعظمها : تيسير القرآن للحفظ ، ولولا ما قال : وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (القمر:17) ما قدر على حفظه أحد ، فلا تيسير إلا تيسيره ، ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره.
وقد يجيئ الرفق أيضاً بمعنى : التسهيل في الأمور والتأني فيها ، يقال منه : وقفتُ الدابة أرفقها رفقاً ، إذا شددت عضدها بحبلٍ لتبطئ في مشيها.
وعلى هذا يكون (الرفيق) في حق الله تعالى بمعنى (الحليم) فإنه لا يعجل بعقوبة العصاة ليتوب من سبقت له العناية، ويزداد إثماً من سبقت له الشقاوة.
وقال الخطابي : قوله : "إن الله رفيق" معناه : ليس بعجول، وإنما يعجل من يخاف الفوت، فأما من كانت الأشياء في قبضته وملكه فليس يعجل فيها
وقال النووي : وأما قوله  : (إن الله رفيق) ففيه تصريح بتسميته سبحانه وتعالى ووصفه برفيق.
قال المازري : لا يوصف الله سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسول الله  أو أجمعت الأمة عليه ، وأما ما لم يرد إذن في إطلاقه ، ولا ورد منع في وصف الله تعالى به ففيه خلاف : منهم من قال يبقى على ما كان قبل ورود الشرع ، فلا يوصف بحل ولا حرمة ، ومنهم من منعه .
قال : "وللأصوليين المتأخرين خلاف في تسمية الله تعالى بما ثبت عن النبي  بخبر الآحاد ، فقال بعض حذاق الأشعرية : يجوز ؛ لأن خبر الواحد عنده يقتضي العمل، وهذا عنده من باب العمليات لكنه يمنع إثبات أسمائه تعالى بالأقيسة الشرعية ، وإن كانت يعمل بها في المسائل الفقهية
، وقال بعض متأخيرهم : يمنع ذلك ، فمن أجاز ذلك فهم من مسالك الصحابة قبولهم ذلك في مثل هذا ، ومن منع لم يسلم ذلك ، ولم يثبت عنده إجماع فيه فيبقى على المنع.
قال المازري : فإطلاق رفيق إن لم يثبت بغير هذا الحديث الآحاد ، جرى في جواز استعماله الخلاف الذي ذكرنا ، قال : ويحتمل أن يكون صفة فعل ، وهي : ما يخلقه الله تعالى من الرفق لعباده. هذا آخر كلام المازري.
قال النووي : والصحيح جواز تسمية الله تعالى رفيقاً وغيره مما ثبت بخبر الواحد، وقد قدمنا هذا واضحاً في كتاب الإيمان في حديث : (إن الله جميل يحب الجمال) في باب "تحريم الكبر" وذكرنا أنه اختيار إمام الحرمين

وقال ابن القيم في "النونية" :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق يعطيهم بالرفق فوق أمان
من آثار الإيمان بهذا الاسم :
1-أن الله تعالى موصوف بالرفق ، وهو من صفاته ، إما صفة ذات أو صفة فعل ، وقد نقل إجماع الأمة على ذلك الإمام أبو يعلي الفراء ، وقال : لأنهم يقولون : يا رفيق ارفق بنا في أحكامك.
2-ورفقه سبحانه وتعالى بعباده يظهر في رأفته ورحمته بهم شرعاً وقدراً، وهو ما لا يحصى ولا يعد.
3-ومن رفقه سبحانه بعباده إمهاله للعصاة منهم ليتوبوا إليه ، ولو شاء لعاجلهم بالعقوبة، لكنه رفق بهم وتأنى ، ليحصل لهم ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة ، فله الحمد حمداً كثيراً طيباً كما يحب ويرضى.
4-وهو سبحانه وتعالى رفيق يحب الرفق وأهله ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف على العنف ، قيل : من الثواب ، وقيل : يتأتى معه من الأمور ما لا يتأتى مع ضده.
وقد حث الرسول  على استعماله حتى مع الأعداء أحياناً ، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه : باب "الرفق في الأمر كله" ، وأورد فيه حديث عائشة  قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله  فقالوا : السام عليكم ، قالت عائشة : ففهمتها ، فقلت : وعليكم السام واللعنة. قالت : فقال رسول الله  : "مهلاً يا عائشة ، إن الله يحب الرفق في الأمر كله" ، فقلت : يا رسول الله ، أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال رسول الله  : "قد قلت وعليكم.
وعنها أيضاً رضي الله عنها : عن النبي  قال : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) .
وعن جرير بن عبد الله  قال : قال رسول الله  : (من يحرم الرفق يحرم الخير) .
قال القرطبي : فينبغي لكل مسلم أن يكون رفيقاً في أموره ، وجميع أحواله ، غير عجل فيها ، فإن العجلة من الشيطان ، ولا تفارقه الخيبة والخسران ، وقال رسول الله  لأشج عبد القيس : (إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة.



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس