الشكور ــ الشاكر
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الشكر : عرفان الإحسان ونشره وهو الشكور أيضاً. وقيل : الشكر الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف، يقال : شكرته وشكرت له وباللام أفصح>
ورجل شكور : كثير الشكر كما قال تعالى : إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً (الإسراء: من الآية3) ، وهو من أبنية المبالغة ، يقال : شكر له يشكر شكراً وشكوراً وشكراناً.
والشكران : خلاف الكفران.
وأشكر الضرع واشتكر : امتلأ لبناً ، والشكرة : الممتلئة الضرع من النوق. والشكير : ما ينبت في أصل الشجرة من الورق وليس بالكبار. والشكور من الدواب : ما يكفيه العلف القليل ، وقيل : الذي يسمن على قلة العلف ، كأنه يشكر و‘ن كان ذلك الإحسان قليلاً وشكره ظهور نمائه ، وظهور العلف فيه كما في حديث مسلم : (حتى إن الدواب لتشكر من لحومهم).
وقال الزجاج : (الشكور) هو فعول من الشكر ، وأصل الشكر في الكلام : الظهور، وفيه يقال : شكير النبت ، وشكير الضرع إذا امتلأ وامتلاؤه : ظهوره ، ويقال دابة شكور ، وهو السريع السمن، فسرعة سمنته ظهور أثر صاحبه عليه" .
فيكون أصل الشكر في اللغة هو الزيادة والظهور.
الفرق بين الشكر والحمد :
الشكر مثل الحمد إلا أن الحمد أعم منه ، فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه ، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته.
قال ثعلب : الشكر لا يكون إلا عن يد ، والحمد يكون عن يد ، وعن غير يد ، فهذا الفرق بينهما.
وقال القرطبي : وتكلم الناس في الحمد والشكر هل هما بمعنى واحد أو بمعنيين ؟ فذهب الطبري والمبرد إلى أنهما بمعنى واحد سواء ، وهذا غير مرضي ، والصحيح : أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان ، والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان ، وهذا قول علماء اللغة ، الزجاج والقتبي وغيرهما" .
وقال ابن القيم :
والفرق بينهما : أن الشكر أهم من جهة أنواعه وأسبابه ، وأخص من جهة متعلقاته ، والحمد أهم من جهة المتعلقات وأخص من جهة الأسباب.
ومعنى هذا : أن الشكر يكون بالقلب خضوعاً واستكانة ، وباللسان ثناءً واعترافاً ، وبالجوارح طاعةً وانقياداً ، ومتعلقه : النعم دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال : شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه ، وهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله ، والشكر يكون على الإحسان والنعم.
فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس ، وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس ، فإن الشكر يقع بالجوارح والحمد يقع بالقلب واللسان" ,
ورود الاسمين في القرآن الكريم :
ورد (الشكور) في القرآن أربع مرات وهي :
1-(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (فاطر:30)
(2-إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (فاطر: من الآية34)
3-(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (الشورى: من الآية23)
4-(إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (التغابن:17) .
وأما (الشاكر) فقد ورد مرتين :
1-(وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (البقرة: من الآية158)
2-(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (النساء:147
|