عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-08, 07:24 PM   #43
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الحكم ــ الحاكم ــ الحكيم
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الحكم والحكيم بمعنى الحاكم ، وهو القاضي ، فهو فعيل بمعنى فاعل ، أو هو الذي يحكم الأشياء ويتقنها فهو فعيل بمعنى مفعل .
وقيل : الحكم ذو الحكمة ، والحكمة عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، ويقال لمن يُحسن دقائق الصناعات ويتقنها .. حكيم ، والحكم يجوز أن يكون بمعنى الحاكم مثل قدير بمعنى قادر.
قال الزجاج : "والحكم والحاكم بمعنى واحد، وأصل ( ح ك م ) لأنه يمنع الخصمين من التظالم ، وحكمة الدابة سميت حكمة لأنها تمنعها من الجماح" أهـ .
والحكم : العلم والفقه والقضاء بالعدل ، والحكيم : العالم وصاحب الحكمة .
ورود الاسم في القرآن الكريم :
ورد اسمه (الحكم) في آية واحدة
هي قوله تعالى : (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً) (الأنعام: من الآية114) .
وورد (الحاكم) بصيغة الجمع في خمس آيات منها :
1-قوله تعالى : (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (الأعراف: من الآية87)
2-(رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)(هود: من الآية45)
3-(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)(التين:8)
وأما الاسم (الحكيم) فقد ورد أربعاً وتسعين مرة منها :
1-قوله جل ذكره : وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة: من الآية 228 ، 240)
2-وقوله : وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (النساء: من الآية26)
3-وقوله : وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (الأنعام: من الآية 18 ، 73 )
4-وقوله : وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيم (النور: من الآية10)
5-وقوله أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (الشورى:
من الآية 51)
6-وقوله : وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً (النساء: من الآية130)
المعنى في حق الله تبارك وتعالى :
قال ابن جرير "في تفسير قوله تعالى : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً (الأنعام: من الآية114) : قل فليس لي أن أتعدى حكمه وأتجاوزه لأنه لا حكم أعدل منه ولا قائل أصدق منه.
قال القرطبي : والمعنى أفغير الله أطلب لكم حاكماً.
وقال الخطابي : الحكم الحاكم ومنه المثل : "في بيته يؤتى الحكم" وحقيقته هو الذي سلم له الحكم ورد إليه الأمر كقوله تعالى : لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (القصص: من الآية88) ، وقوله : أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (الزمر: من الآية46) .
قال ابن كثير : وقوله تعالى : أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (التين:8) أي : أما هو أحكم الحاكمين الذي لا يجور ولا يظلم أحداً.
وقال الحليمي : معنى (الحكم) : وهو الذي إليه الحكم، وأصل الحكم منع الفساد، وشرائع الله تعالى كلها استصلاح العباد
أيهما أبلغ الحكم أو الحاكم :
قيل أن الحكم أبلغ من الحاكم، إذ لا يستحق التسمية بحكم إلا من يحكم بالحق، لأنها صفة تعظيم في مدح ، والحاكم جارية على الفعل ، فقد يسمى بها من يحكم بغير الحق .
قال الراغب الأصفهاني رحمه الله : "ويقال حاكم وحكام لمن يحكم بين الناس، قال الله تعالى : وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ (البقرة: من الآية188) والحكم المتخصص بذلك فهو أبلغ. قال الله تعالى : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً (الأنعام: من الآية114) ، وقال عز وجل : فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا)(النساء: من الآية35) أهـ ( ).
وقد ورد في الحديث الصحيح ما يفيد كراهة التكني بالحكم.
وأما عن معنى (الحكيم) :
فقد قال الزجاج : الحكيم من الرجال يجوز أن يكون فعيلاً في معنى فاعل ، ويجوز أن يكون في معنى مفعل ، والله حاكم وحكيم.
والأشبه أن تحمل كل واحد منهما على معنى غير معنى الآخر، ليكون أكثر فائدة، فحكيم بمعنى محكم والله تعالى محكمة للأشياء، متقن لها كما قال تعالى : صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (النمل: من الآية88) .
وقال ابن جرير : (الحكيم) الذي لا يدخل تدبيره خلل ولا زلل.
وقال في موضع : حكيم فيما قضى بين عباده من قضاياه.
قال ابن كثير : الحكيم في أفعاله وأقواله فيضع الأشياء في محالها بحكمته وعدله.
وقال الحليمي : (الحكيم) ومعناه الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب، وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة، وصنعه متقن، ولا يظهر الفعل المتقن السديد إلا من حكيم، كما لا يظهر الفعل على وجه الاختيار إلا من حي عالم قدير.
وقد أطال ابن القيم رحمه الكلام عن اسمه (الحكيم) في النونية فقال :



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس