عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-08, 09:21 PM   #23
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

العزيز
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :

العز في الأصل القوة والشدة والغلبة، والعز والعزة : الرفعة والامتناع.
قال تعالي: 
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
 (المنافقون: من الآية8) أي : وله العزة والغلبة. ورجل عزيز : منيع لا يغلب ولا يقهر.

ويقال : عزني فلان على الأمر : إذا غلبني عليه كقوله تعالى :
وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (صّ: من الآية23) ، وقوله تعالى : فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ (يّـس: من الآية14) أي شددنا وقوينا. وعز الشيء يعز فهو عزيز قل حتى ما كاد يوجد يعني أصبح نادراً
وروده في القرآن العظيم :
ذكر (العزيز) في القرآن اثنتين وتسعين مرة منها :
قوله تعالى :
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
 (البقرة: من الآية260).
وقوله تعالى : 
وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
 (آل عمران: من الآية4).
وقوله تعالى :
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
 (الشعراء) وقد تكررت مراراً.
وقوله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
(فاطر: من الآية28) .
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال قتادة : العزيز أي : في نقمته إذا انتقم.
وقال ابن كثير :
(العزيز) أي :
الذي قد عز كل شيء فقهره وغلب الأشياء فلا
ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه.
وقال القرطبي :
العزيز معناه المنيع الذي لا ينال ولا يغالب.
وقيل : (العزيز) الذي لا مثل بيانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (الشورى: من الآية11
وقال الحليمي :
(العزيز) ومعناه الذي لا يوصل إليه، ولا يمكن إدخال مكروه عليه. فإن (العزيز) في "لسان العرب" هو من : العزة والصلابة.
وقال السعدي :
(العزيز) الذي له العزة كلها : عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع، فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات وقهر جميع الموجودات، دانت له الخليقة وخضعت لعظمته.
وعلى هذا فيكون معنى الاسم على أربعة أوجه :
-(العزيز) : هو المنيع الذي لا يرام جنبه.
-(العزيز) :
هو القاهر الذي لا يغلب ولا يقهر.
-(العزيز)
: هو القوي الشديد.
-(العزيز) : بمعنى نفاسة القدر، وأنه سبحانه لا يعادله شيء، ولا مثل له ولا نظير.
آثار الإيمان بهذا الاسم :
1-الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى من أسمائه العزيز الذي لا يغلب ولا يقهر، يعطي المسلم شجاعة وثقة كبيرة به، لأن معناه أن ربه لا يمانع ولا يرد أمره وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس، وما لم يشأ لم يكن وإن شاءوا. والناظر في قصص الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلوات والتسليم يرى ذلك واضحاً جلياً، فمثلاً في قصة موسى عليه السلام حاول فرعون أن يمنع خروج هذا الصبي إلى الدنيا بأن أمر بقتل جميع الذكور من بني إسرائيل لأنه علم أنه سيخرج فيهم نبي ينتزع منه ملكه، ولكن يأبى الله العزيز إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فولد موسى عليه الصلاة والسلام، وكان أن تربى موسى عليه الصلاة والسلام، وكان أن تربى موسى في قصر فرعون وفي بيته وتحت رعايته، ولما حاول أن يقتله أهلكه الله هو وقائده هامان وجنوده أجمعين.
وهكذا الأمر أيضاً بالنسبة ليوسف عليه السلام فقد أراد إخوته قتله في أول الأمر ولم يكن لهم سبيل إلى قتله لأن الله تعالى كان يريد منه أمراً لابد من إمضائه وإتمامه من الإيحاء إليه بالنبوة ومن التمكين له ببلاد مصر والحكم بها فصرفهم الله عنه بمقالة "روبيل" فيه وإشارته عليه بأن يلقوه في غيابة الجب ـ وهو أسفله(
ولما حاول اليهود قتل عيسى عليه السلام رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً.
وهكذا الأمر بالنسبة لنبينا محمد  فقد مكر به كفار قريش ليقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه من بلدته، وحاولوا أن يصدوا الناس عن الإيمان به وبدعوته، وحاربوه، وألبوا عليه القبائل، وحرضوا عليه اليهود والمنافقين في المدينة، ولكن ذلك كله لم يمنع الإسلام من الانتشار في أرض الجزيرة العربية، والسيطرة عليها، وظهور الغلبة والتمكين في الأرض للإسلام والمسلمين ولله الأمر من قبل ومن وبعد.
2-إن العزيز في الدنيا والآخرة هو من أعزه الله. قال تعالى :
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(آل عمران:26) .
فمن طلب العز فليطلبه من رب العزة كما قال تعالى :
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً
(فاطر: من الآية10) ، أي : من كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى فإنه يحصل له مقصوده لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعاً.
وبذلك تعلم ضلال من بحث عن العزة عند غير الله تعالى، وبغير طاعته والتزام نهج المؤمنين، فعادى رب العزة وشريعته، وحارب حزبه المؤمنين ووالى أعداء الله من المشركين واليهود والنصارى وغيرهم ظناً منه أن هذا هو سبيل العزة وطريقها، قال تعالى منكراً عليهم : 
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً
 (النساء:139) ومع عظم الطاعة تزداد العزة، فأعز الناس هم الأنبياء ثم الذين يلونهم من المؤمنين المتبعين لهم.
-من أسباب العزة العفو والتواضع : عن أبي هريرة  عن رسول الله  قال : (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)
فمن عفا عن شيء مع قدرته على الانتقام، عظم في القلوب في الدنيا، أو في الآخرة بأن يعظم ثوابه فيهما، ومن تواضع رجاء التقرب إلى الله دون غرض غيره، رفعه الله عند الناس وأجل مكانه.
5-سمى الله تبارك وتعالى كتابه (العزيز) في قوله سبحانه : 
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
 (فصلت:41-42) .
فكلامه تعالى عزيز محكم لا يتطرق إليه الباطل.



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس