عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-08, 10:02 AM   #13
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الملك الحقيقي لله وحده ـ وهو المستحق له وحده ؟؟
معنى مالك الملك أي الذي كان ملكه عن استحقاق ، وعلة استحقاق الملك أمران : الأول صناعة الشيء وإنشائه وإيجاده واختراعه ، فالمخترع يأخذ براءة الاختراع ، والمؤلف يأخذ حق التأليف والطبع ، وفي صحيح البخاري أن عُمَر بن الخطاب قال : { مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لهُ } وَيُرْوَى ذلك أيضا عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ .
وإذا كان ملوك الدنيا لا يمكن لأحدهم أن يؤسس ملكه ويصنعه بمفرده ، فلا بد له من ظهير معين سواء من أهله وقرابته ، أو حزبه وجماعته ، أو عشيرته وقبيلته ، فمن الذي ساعد الحق في إنشاء الملك ؟ ومن الذي عاونه علي إنشاء الخلق ، ومن الذي أمسك السماء أن تقع على الأرض ؟ من الذي كان مع الحق عند إنشاء الخلق ؟ {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلينَ عَضُداً}.
وعند البخاري من حديث عَمرانَ بن حُصينٍ أن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : (كان اللهَ ولم يكن شيء قبلهُ ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلقَ السماواتِ والأرضَ ، وكتب في الذكر كل شيء) .
وما أحسن التعبير عن الملكية المطلقة بالتفصيل الذي ورد في قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { طه مَا أَنزَلنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى إِلا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ العُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الحُسْنَى}.
أما العلة الثانية لاستحقاق الملك : فهي دوام الحياة فدوام الحياة يوجب انتقال الملكية وثبوت التملك ، ومعلوم أن كل من علي الأرض زائل فان ، كما قال تعالى : ({كُلُّ مَنْ عَليْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلال والإكرام } {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِليْنَا تُرْجَعُون َ} ، وإذا كانت الحياة وصف ذاته والإحياء وصف فعله ، فإن الملك بالضرورة لمالكه : {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفي عَلى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لمَنِ المُلكُ اليَوْمَ للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ} {وَلا يَحْسَبَنَّ الذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلهِ هُوَ خَيْراً لهُمْ بَل هُوَ شَرٌّ لهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، فالملك لله في المبتدا عند إنشاء الخلق فلم يكن أحد سواه ؟ والملك لله في المنتهى عند زوال الأرض لأنه لن يبقى من الملوك سواه ؟ فلا خالق إلا الله ولا مدبر للكون سواه ، ومن ثم فإنه المنفرد بالملك هو الله ، فالمَلك هو المتصرف بالأمر والنهي في مملكته وهو القائم بسياسة خلقه إلي غايتهم ، وملكه هو الحق الدائم له بحق دوام الحياة ، ولما كان الحق سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير ، فإنه إلزاما ينفرد بالملك والتقدير ، وينفرد بأنه المالك المستحق للملك
آثار الإيمان بهذه الأسماء (الملك، المالك، المليك):
1ـ إثباتها أسماء لله ـ عزّ وجل ـ.
2ـ إثبات ما دلّت عليه من الصفّات كصفة الملك والحياة والقدرة والعلم والقوة والمشيئة والجود والكرم والرزق ونحو ذلك فهي صفات عديدة جدًا تلزم لهذه الأسماء.
3ـ دعاء الله ـ عزّ وجل ـ بهذه الأسماء، كما سبق سواء دعاء المسألة أو دعاء العبادة أيضًا.
4ـ من يريد أن يملك شيئًا يسأل الملك الذي بيده ملكوت كل شيء، فالملك الحقيقي إنما هو لله وحده لا يشاركه فيه أحد وكل من يملك شيئًا فإنما هو بتمليك الله له الله ـ عزّ وجل ـ هو الذي ملكه هذا الشيء.
5ـ الابتعاد عن التسمية بملك الملوك ـ كما ورد في المسألة في الأعلى ـ.
6ـ من آثار هذا الاسم التعبّد لله بمقتضاه وأنّ يؤمن بأن الله هو الملك يرجوه ويخافه فيجتمع له الخوف والرجاء لأن الله ـ عزّ وجل ـ هو الملك الذي بيده مقاليد كل شيء إن شاء أعطاك الجنة وإن شاء منعك منها فلذلك يكون قلبك معلقًا به ـ جلّ وعلا ـ خوفًا رجاء فلا تحب إلا لله ولا تبغض إلاّ لله ولا توالي إلا لله ولا تعادي إلا لله لأن الملك الحق لله وحده لا مَلِك على الحقيقة سواه.
7ـ الله ـ جلّ وعلا ـ هو الذي له الملك المطلق الكامل التام وهذا من رحمة الله للخلق أنه سبحانه هو الملك الوحيد يوم القيامة لأنه هو الذي يحسب بالعدل لا يظلم ولا يجوز ـ جلّ وعلا ـ كما قال سبحانه: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس