عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-07, 06:42 PM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أولا: اختلف أهل العلم في حكم سفر المرأة بلا محرم، وذهب جمهور أهل العلم إلى عدم جواز ذلك، إلا عند وجود مصلحة شرعية، أعظم من مفسدة السفر بلا محرم، ومن ذلك الهجرة بدينها من بلد لا تستطيع فيه إقامة شعائر الإسلام، ومنه أيضًا السفر لأجل العلاج الذي تحتاج إليه أو تضطر، ومثله السفر لطلب العلم عند بعض العلماء، إذا كان هذا العلم لا يمكن الحصول عليه إلا بهذه الطريقة ويكون في عدم تحصيله مفسدة أكبر من السفر بلا محرم.
والأصل في المنع قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ومعها محرم)). متفق عليه، وله ألفاظ كثيرة تدل على عدم جواز السفر إلا بمحرم.
وأيضا مقاصد الشريعة تقتضي ذلك؛ لأن المرأة مقصودة مطلوبة، وهي تتأثر بالواقع وبالعواطف تأثرا كبيرا، كما أن بنيتها وتكوينها الجسمي فيه ضعف، فيمكن أن يسيطر عليها الرجل بقوته الجسمية والعقلية، ولهذا كان من المصلحة المنع من الخروج للسفر لما فيه من المخاطر والتعرض للأذى بدون محرم يحفظها ويحميها.
ثانيًا: السفر لطلب العلم بلا محرم لا يلزم منه نزع الحجاب، وترك الحياء والحشمة والعفاف، بل الواجب عليها أن تكون محافظة على دينها في كل وقت، وكل بلد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ((اتق الله حيثما كنت))، فالسفر بلا محرم هو لحاجة، وهذه الحاجة تبيح السفر فقط، ولا تبيح ما عداه من التصرفات التي تفعلها هؤلاء النسوة.
ثالثًا: لا يمكن بحال من الأحوال أن يفتي الشيخ ابن باز أو ابن عثيمين بجواز سفر المرأة بلا محرم إلى بلاد الكفار، والبقاء هناك بلا محرم، فمن يعرف الشيخين وتمسكهما بالسنة ومقاصد الشريعة يدرك ذلك تمام الإدراك.
رابعًا: معظم هؤلاء النسوة تتصرف هذه التصرفات لضعف دينها، واغترارها بالدنيا، وبالحضارة والزائفة، واعتقادها أن تعلمها لا يمكن إلا بهذه التصرفات، وتحس بالنقص حين تتمسك بدينها وحشمتها، وهي ترى النساء من حولها يمارسن كل ما يحلو لهن، ويعتبرن ذلك حرية وحضارة وسعادة.
خامسًا: هذه التصرفات تدل على أن هؤلاء لا يبالين بأحكام الله، وإنما يتبعن أهواءهن، وإنما يقلن هذا الكلام لرد حكم الله، والتعلق بأشياء مجهولة، أو أقوال ضعيفة، من باب الرد على من ينقل لهن حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا}، وقال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم..}.
أسأل الله لنا ولهن الثبات والهداية والتوفيق.
والله أعلم.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً