عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-15, 03:11 PM   #10
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي

[frame="10 80"]

الدرس التاسع

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد؛ فقـال المصنف رحمه الله تعالى:
سادسًا: التحلي بالعمل. سيتكلم المصنف هنا على بعض الآداب التي مردها العمل بالعلم. وأكثر ما ذكره هنا بعد الأدبين الأول والثاني، في الحقيقة لا يظهر لي تعلقه بهذا الفصل لكن لعل له مغزى آخر لم يظهر لي، وسأنبه على ذلك عند الوصول إليها. يقول المصنف رحمه الله: من علامات العلم النافع: العمل به. في قوله العلم النافع يدل بمفهومه على وجود قسم آخر وهو العلم غير النافع، وهذا صحيح وقد جاء في بعض الآثار المرفوعة والصحيح أنه موقوف ليس مرفوعا جاء عن الحسن أن العلم علمان: علم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم. وهذا يفسره قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "والقرآن حجة لك أو عليك" وقول المصنف العمل به هذه الجملة تشمل في عمومها جميع ما سيذكره بعدها، ويدخل فيها العمل المباشر كأداء الحقوق وفعل الواجبات والمحافظة على السنن والمندوبات وسائر الطاعات. فمن لم يعمل بما علم لم يحقق المقصود من تعلمه. قال رحمه الله: كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق. وفي الحقيقة من وقع في هذا لم يعمل بعلمه، قال تعالى: [فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى] النجم32، تأمل هذه الآية [هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى] لا نمدح أنفسنا ولا نفرح بمدحنا فإنه أعلم بنا. وقال تعالى: [أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئاً (67)] مريم، فعلام التكبر. ثم قال رحمه الله: الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا. هذا الأمر يعترض طالب العلم كثيرا، أعني الدنيا وزينتها تعترض طالب العلم وتتزين له، فمن انتفع بعلمه أعرض عن هذا الحطام الفاني الذي حلالها حساب وحرامها عقاب، فطالب العلم يستعين بالله ولا يتشوف لها. وهنا مسألة: لو أقبلت عليه بنفسها، هذه المسألة فيها تفصيل؛ لكن الأصل والقاعدة أن طالب العلم يهرب من الدنيا والشهرة وعليه ألا يطلبها ولا يلتفت لها. قال رحمه الله: هجر دعوى العلم. يعني لا يدعي العلم، ولا يعني هذا أن يجحد فضل الله عليه وأن يجحد نعمة الله، لا، لكن المقصود الدعوة وحب التصدر، جاء أن الصحابة رضي الله عنهم إذا سُئِلَ أحدهم وهم من هم في العلم أحب أن يكفيه صاحبه. ثم قال رحمه الله: إساءة الظن بالنفس وإحسانه بالناس تنزهًا عن الوقوع بهم. وهذه صفة المسلم، صفة كل مسلم فضلا عن طالب علم، فهي في طالب العلم أوكد. قال رحمه الله: زكاة العلم: أد (زكاة العلم) صادعًا بالحق، أمارًا بالمعروف، نهاءً عن المنكر، موازنًا بين المصالح والمضار، ناشرًا للعلم وحب النفع وبذل الجاه والشفاعة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف، ولشرف العلم؛ قال: فإنه يزيد لكثرة الإنفاق وينقص مع الإشفاق، يبين المصنف هنا في هذا الفصل مسألة زكاة العلم. هذا العلم أعلى وأنفس من المال وعليه زكاة؛ والعلماء يقولون زكاته بطريقين: الأول: العمل به، ويدخل في العمل صور كثيرة. الأمر الثاني: تعليمه للناس،.ينحصر زكاة العلم في هذين الأمرين بجميع فروعها وما يدخل تحتها، نقول يرجع إلى هذين الأصلين: العمل به وتعلميه للناس. وقوله رحمه الله: وينقص مع الإشفاق، يعني مع قلة الإنفاق والعطاء، وهذا صحيح تجدون أكثر الناس علما أكثرهم عطاءً. قال رحمه الله: وآفته الكتمان، يعني مرضه الذي لا دواء له هو الكتمان. فكتم العلم بمثابة الآفة والمصيبة في حق العالم. قال: ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ؛ فإن ذلك مما يفرح الفساق ليتم لهم الخروج عن الفضيلة ورفع لواء الرذيلة. أورد شبهة ومقولة يرددها بعض المقرضين وبعض من جَهِل، فيقولون لقد فسد الزمان وانحلت الأخلاق وذهب أهل الخير ولم يعد الناس قابلين للإصلاح ولا الصلاح فلا تضيع وقتك ولا تضيع جهدك في محاولة نشر الخير والعلم لأن الأرض لم تعد صالحة للزراعة، هذا الكلام نسمعه كثيرا والجواب من أوجه: أولا: نقول ما زالت الأمة بخير وما زال فيها من أهل الصلاح والإستقامة والورع والتقوى أقوام كثر، وقد رأينا بأعيننا مشاهد وسمعنا بآذاننا أخبارا في ذلك، بل أعرف مدينة لا يوجد فيها بيت مسلم ليس فيه حافظ لكتاب الله تعالى، مع ثرائهم واشتغالهم في أسبابهم الدنيوية، وقد زرت هذه المدينة مرارا وهي مدينة ديربل، ويكفي ما رُوِي: الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة. هذا الأثر لا يصح ولا يثبت ولكن معناه صحيح فقد جاء في الصحيحين: "لا يزال أناس من أمتي ظاهرين على الحق". الأمر الثاني: الداعي لا ييأس ولا يفتر بل يدعو ويُعَلِّم حتى آخر رمق من حياته، هذه وظيفته بل مقصده، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك دعوة المشركين مع أن الله قال له: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)] البقرة، ومع هذا لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة ولا تكاسل ولم يفتر صلى الله عليه وآله وسلم. بل الأمر أعلى من ذلك وفي هذه الأخبار آثار كثيرة. الأمر الثالث: ليس المقصود كثرة الأتباع ولا حصول النتيجة الملموسة في الحياة، بل المقصود التعبد بهذه المهمة وهي وظيفة الأنبياء، فكلما قام بها العبد على الوجه الأكمل من الإتقان والصدق كان له الحظ الأوفر. وفي الصحيحين من حيث ابن عباس: "يأتي النبي ومعه الرهط والرهيط ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان ويأتي النبي ليس معه أحد" وهذا النبي الذي ليس معه أحد قطعا هو أفضل من أبي بكر الصديق ومن عمر بن الخطاب ومن علي بن أبي طالب ومن عثمان بن عفان ومن الأئمة الأربعة ومن جميع دعاة هذه الأمة، أليس كذلك؟ مع أن هؤلاء في صحائفهم وأسلم على أيديهم وانتشر الخير في زمانهم بصور ظاهرة بينة، ومع هذا هؤلاء الأنبياء يأتون يوم القيامة ليس معهم أحد وهم قطعا أرفع درجة من سائر الخلق ممن ليسوا بأنبياء، لماذا؟ قال العلماء لأنهم أدوا ما عليهم على الوجه الأكمل من الإتقان والجمال. الأمر الرابع: القيام على الدعوة والتعليم فيه نجاتك أنت، أنت أيها المعلم، فلا يشملك العذاب والهلاك، قال تعالى: [وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)]هود، ولم يقل صالحا. وفي الصحيح من حديث عائشة (يا رسول الله – قالت -: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كَثُر الخبث"). فقيام العبد بأمر التعليم والدعوة هذه نجاة له ووقاية؛ والأوجه كثيرة. ثم قال رحمه الله:عزة العلماء: صن العلم وعظمه واحم جناب عزِّه وشرفه، فبقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه ومن العمل به، وبقدر ما تهدره يكون الفوت؛ يعني بقدر صونك له يكون كسبك من هذا العلم ويكون قد عملت به على هذا الوجه. ثم قال رحمه الله: فلا تسع به إلى أهل الدنيا، ولا تقف به على أعتابهم، أعتابهم جمع عتبة وهي الخشبة التي تُوطأُ عند الباب. ومقصود المصنف يقول لا تقف كأنك سائل تنتظر إحسانهم ودنياهم، ثم قال: ولا تبذله إلى غير أهله وإن عظم قدره، يعني بقول غير أهله ممن يمتهنونه ويسهزءون به ولا يريدونه، ولابد أن نفرق بين مقام التعليم ومقام الدعوة، فالتعليم في الأصل للراغبين للمقبلين، والدعوة مرحلة قبل العلم غالبا، فهي غالبا تكون للمعرضين والغافلين والمستهزءين، فالشيخ رحمه الله لا يعني لما قال لا تبذله لغير أهله لا يعني تركهم ولكن يقول لا تبذل له العلم وهو يمتهنه، بل ادعه أولا ثم تأتي مرحلة أخرى بعد ما يزداد عنده الإيمان ويكون عنده الإستعداد لتحمل هذا العلم. قال رحمه الله: وإياك أن يمتطيك السفهاء ويتمندل بك الكبراء فتلاين في فتوى أو قضاء أو بحث أو خطاب، يتمندل يعني يجعلونك كالمنديل يتمسحون بك من أوساخهم وقاذوراتهم، ومقصوده في فتلاين في فتوى أو قضاء أو بحث أو خطاب، يعني تحلل الحرام أو العكس تحرم الحلال أو تحكم في قضية بغير الحق إلى آخره، وفيها صور كثيرة. ثم قال: وإن أردت الشواهد على ذلك فعليك بقراءة التراجم والسير، واحفظ قصيدة القاضي الجرجاني في ذلك. وهي أبيات أشار إليها في الأصل. قال رحمه الله: صيانة العلم: إن بلغت منصبًا فاعلم أنما وصلت إليه بفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم أو الفتيا؛ فلا تجعل الأساس حفظ المنصب؛ فتطوي لسانك من قول الحق، ولا يحملك حب الولاية على المجاراة؛ يقصد أن تجري معهم في الحديث والمنهج ولو كان على باطل. قال: فحافظ على قيمتك بحفظ دينك وعلمك وشرف نفسك بحكمة ودراية وحسن سياسة. خلاصة هذا الأدب أن طالب العلم لا ينشغل بما يحصله من بركات العلم ومنافعه، ولا يجعلها نقضا وآفة على أصلها. ما هو أصلها؟ أصل هذه البركات العلم، العلم هو أصلها والسبب ما وصل إليه، فكيف يعود عليه بالنقض؟! ثم حَذَّر من آفة يقع فيها بعض طلبة العلم يحمله حب منصبه على المجاراة في الباطل، هذ راجع إلى ضعف الإيمان والركون للدنيا، وما هو علاجها؟ علاجها بأن يتذكر العبد يتذكر بأن الأمور كلها في قبضة الخالق العظيم فيخشاه ولا يخشى غيره، ويتذكر أن الله سبحانه جل وعلا هو الرازق هو المعطي المانع القابض، لا رازق سواه، هذه الأمور تحتاج لحكمة كذلك في مواطن كثيرة، تُكتسب بالدعاء وصحبة الحكماء ولذلك قال بحكمة، والمقام لا يتسع إلى التفصيل. ثم قال رحمه الله: المداراة لا المداهنة: قال: المداهنة خلق منحط؛ أما المداراة فلا، لكن لا تخلط بينهما فتحملك المداهنة إلى خلق النفاق مجاهرة، والمداهنة هي التي تمس دينك. في الحقيقة هذا الكتاب فيه علم غزير، لكن يحتاج لبسط في الكلام والمدارسة وضرب أمثلة، والوقت محدد ضيق فنكتفي بالإشارة. المداهنة يقول بعض العلماء: هو التنازل عن شيء من الدين لأجل الدنيا، والمداراة عكسه يتنازل عن شيء من دنياه لأجل الدين. ولها تعريف آخر أوضح يقولون الفرق بين المداراة والمداهنة في القصد، فإذا أظهرت الرضا بفعل الفاسق وقصدت بذلك الدنيا فهذا مداهنة, وإذا كان قصدك حفظ الدين فهذه مداراة، فإن كان مثلا إظهارك للرضا لأجل مصلحتك أنت مُداهن، إن كنت ترفق في تعليمه وفي دعوته لأجل حفظ الدين فهذه مداراة. هذه له أدلة وله أمثلة كثيرة لكن هذه هي الخلاصة. ثم قال رحمه الله:الغرام بالكتب: لقد اشتد غرام الطلاب بجمع الكتب مع الانتقاء؛ لمعرفتهم لأهمية طلب العلم وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله، هذا صحيح، فاقتناء الكتب لها لذة وفي هذا أخبار وطرائف كثيرة. ثم قال: وظهور النقص بقدر نقصه، يعني بقدر ما يظهر النقص في اقتناء الكتب يكون النقص في طلب العلم وفي حصول اللذة. هذا الحقيقة فيه تفصيل. ثم قال رحمه الله: وفي هذا أخبار تطول، هناك كتاب لطيف جدا ونافع وُفِّقَ فيه صاحبه هو كتاب اسمه المُشَوِّق إلى القراءة وطلب العلم للشيخ علي العمران، هذا أوصي بالإطلاع عليه، كتاب نافع جدا. قال: وإياك أن تشحذ مكتبتك بكتب المبتدعة؛ فهي غثاء وتشويش على الفكر وسم ناقع فاحذرها. هذا هو الأصل وهو الغالب في كتب أهل البدع، لكن استثنى من هذا من كان مُشتغلا بالرد والتأليف والبحث ونحو ذلك. ثم قال رحمه الله: قوام مكتبتك: عليك بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، كتب ابن تيمية أمتن وأغزر لكنها صعبة خصوصا أول المجلدات تحتاج لآلة من علم المنطق وعلم اللغة والصرف وعلوم العقائد إلى آخره. كتب ابن القيم أوضح قليلا، ويمكن أن يُبدأ بمختصرات كتبهم ثم يُقرأ الأصل. هناك مختصر لمنهاج السنة، هناك مختصر لاقتضاء الصراط المستقيم، هناك مختصر لمدارج الساكين، هناك مختصر لإغاثة اللهفان، هذه المختصرات تساعد على فهم الأصل. ثم قال رحمه الله: وكذا كتب ابن عبد البر وابن قدامة والذهبي وابن كثير وابن حجر وابن رجب والشوكاني والصنعاني ومحمد بن عبد الوهاب ومحمد الأمين الشنقيطي. طبعا هؤلاء متفاوتون لا يُخاطب بها طبقة واحدة، على كل حال كتب هؤلاء نافعة، والكتب وأهل التحقيق يُعرفون من طريق أهل العلم، دائما إِسأل من تقدمك وبلغ مرتبة أعلى منك في العلم بلغ مرتبة لا بأس بها يدلك على الكتب النافعة على مظان الكتب وعلى المحققين من أهل العلم. وكثير منها ذكر في كتاب الذي أشرت لكم أو ذكرت لكم اسمه في دروس سابقة لأبي فهر السلفي. قال: التعامل مع الكتاب: عليك بمقدمة الكتاب؛ فإنها كاشفة عن اصطلاح مؤلفه، وبذلك تحصل الفائدة من الكتاب. سيأتي مزيد بيان بعد قليل. قال: ومنه: أن لا تدخل في مكتبتك الكتاب حتى تمر عليه جردًا بقراءة مقدمته "هذا واحد"، وفهرسه"اثنين"، ومواضع منه "ثلاثة". قال: فربما مر زمان وفات العمر دون النظر فيه، وهذا مجرب. خذوها قاعدة: كل كتاب قبل وضعه في مكتبتك أوقبل شراءه لابد من ثلاثة أشياء: أولا: إقرأ مقدمة الكتاب، ثانيا: إقرأ فهرس الكتاب؛ حتى تطلع على مباحثه، ثالثا: إذا قرأت فهرس انظر إلى فصل من فصوله التي تعرفها وقرأتها سابقا في كتاب غير هذا الكتاب أو بحثتها ودرستها؛ إذا وقعت على فصل من هذه الفصول في الفهرس افتح هذا الفصل واقرأه حتى تعرف منهجه وتعرف طريقته وتعرف كيفية عرضه وجودته عندما تقرأ هذا المبحث، هذه أمور مهمة جدا. ثم قال رحمه الله: إعجام الكتابة: يعني إزالة العجمى، العجمى يُقصد بها الإبهام وعدم التبيين. قال: ويكون بأمور: وضوح الخط. يعني حتى تفهمه إذا قرأته بعد زمن. قال: رسمه على ضوء قواعد الرسم – الإملاء. فما كان حقه أن يُكتب بالألف الممدودة كُتب بها، كذلك مسائل الهمزة، مسائل التاء المربوطة، ما يُكتب ولا يُلفظ، إلى آخره، يتعلم هذه القواعد ليكتب على مقتضاها. ثم قال:النقط للمعجم والإهمال للمهمل. قديما كانوا لا ينقطون لأنهم يعرفون ويفهمون الكلمات بالسياق، فمثلا يكتبون "اشترى" بدون نقط هكذا "اسرى" فالمصنف يقول المعجم ضع عليه نقطا والمهمل بدون نقط. المعجم يعني المنقوط مثل التاء، الثاء، الذال، الغين، الجيم، وغيره من الحروف. ولذلك تجدهم قديما يقولون مثلا في كلمة"مؤذن" يكتب "مؤذن" ثم يقول "بالدال المعجمة" لأن الذال والدال واحدة، دال معجمة يعني دال عليها نقطة (ذال)، أو يقول بالدال المهملة يعني بدون نقطة، مثلا يقول " الدليل بالدال المهملة ". ويقولون مثلا "يسري بالسين المهملة"، "يشري" يقولون "بالسين المعجمة مثلثة الفوقية" يعني عليها ثلاثة حروف فوق. وكذلك يقولون "بتثليث الفوقية"، "بتثنية التحتية" يعني ياءً، وهكذا؛ هذا قديما. الآن الحركات تقوم مقام ذلك إلا في بعض الكلمات إذا خفت أن يختلط عليك الخط فلك أن تستعمل ضبطها بالحروف. قال: الشكل لما يشكل. هناك كلمات تحتاج للشكل يعني الحركات مثل كلمة "شذى العَرف" ضع فتحة فوق العين لأن كثيرا من الناس يقرأها "شذى العُرف"، مثلا لو كتبت كلمة "يُعَظِّم" ضع شدة على الظاء لأنها قد تُقرأ "يَعظُمُ" وهكذا. ثم قال رحمه الله:تثبيت علامات الترقيم في غير آية أو حديث.. علامات الترقيم تُعين على الفهم وهي ترجع إلى ذوق الكاتب، وأهل الإملاء يختمون كتبهم بذكر علامات الترقيم، ومن أرادها ميسرة مختصرة فسيجدها في آخر كتاب المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف للشيخ عبد الله الجديع. ثم قال: في غير آية أو حديث. أما الآية والحديث فتُنقل كما هي بلا زيادة أو نقصان. والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمدلله رب العالمين.
[/frame]
الملفات المرفقة
نوع الملف: docx تفريغ الدرس التاسع من الحلية.docx‏ (200.6 كيلوبايت, المشاهدات 443)



توقيع صوفيا محمد
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

التعديل الأخير تم بواسطة صوفيا محمد ; 29-04-15 الساعة 03:14 PM
صوفيا محمد غير متواجد حالياً