عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-15, 04:25 PM   #4
سارة عبد الله
|طالبة في المستوى الاول |
 
تاريخ التسجيل: 26-07-2011
المشاركات: 102
سارة عبد الله is on a distinguished road
افتراضي

شرط العبادة:

1/ الشرط الأول : إخلاص النية لله عزوجل، الإخلاص: إفراد الله بالقصد في الطاعة. هكذا يُعرفه العلماء. يعني ألا يريد شيئا سوى طاعته، هذه حقيقته، والإخلاص درجات.
لقوله جل جلاله " وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة".



وللحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ... الحديث"
فائدة :
قال المؤلف: (في الحديث الفرد المشهور) (الفرد) : أي أنه غريب رواه راو واحد عن راو واحد عن راو واحد، وذلك أن الحديث رواه يحيى بن سعيد عن محمد بن ابراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب فهو فرد في أربع طبقات من إسناده.
(المشهور) : لأنه اشتهر بعد ذلك على الألسن واستفاض فقد رواه عن يحيى بن سعيد قرابة مائتي راو. اه



بما يكون الإخلاص في طلب العلم ؟
الجواب: يكون الإخلاص في طلب العلم بأربع أمور:
1/ أن تنوي بذلك امتثال أمر الله تعالى، فقد قال جل جلاله "فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك".فقد حث جل وعلا على العلم والأمر بشيء يستلزم محبته والرضا به وقبوله.
2/ أن ينوي بذلك حفظ شريعة الله تعالى فحفظها لا يكون إلا بالتعلم والحفظ في الصدور والتبليغ.
3/أن ينوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها،لأنه لولا العلم ماحُميت ولا دوفع عنها.فأهل العلم هم الذين تصدوا لأهل البدع والضلال.
4/أن ينوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم،فلا يمكن اتباع الشريعة بلا علم.


*فالعلم من أجل العبادات وأعظمها ماكان خالصا لله ،فإن شابه شيء تحطم ذلك العلم وصار نكالا على صاحبه.وصار شركا أكبرا أو أصغر.
فعلى طالب العلم أن يسعى للتخلص من كل مايشوب إخلاصه من حب الظهور ومنافسة الأقران وجعله سلما لنيل منصب أو جاه أو أي عرض من أعراض الدنيا،فلا شيء يحطم العلم ويضيعه كالرياء،سواء رياء شرك أو رياء إخلاص والتسميع.
فرياء الإخلاص: أن يترك العمل لئلا يُتهم بالرياء
ورياء الشرك: أن يعمل ويرغب في نيل ثناء الناس،فيكون عمله فيه قصد ارضاء الناس ونيل اعجابهم.
التسميع: بأن يقول مسمعا أنا فعلت كذا وكذا لكي يكون له منزلة
فالواجب على المرء أن يخلص عمله لله ولايلتف إلى الناس لا طلبا لمدحهم ولا خشية مدحهم.



االأقران جمع قرين، وهو الصاحب، قال تعالى: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ.} [ق23 ]. و المقصود به هنا: الصاحب في الطلب، المُساوي له في مرتبة العلم، و المنافسة بين الأقران أمر مشهور جدًا، كتب فيه العلماء. والمنافسة بين الأقران قد تكون محمودة أو مذمومة، تكون محمودة إذا كانت دافعا للاجتهاد و التحصيل، وبلوغ الكمال النسبي، مع تمني الخير للجميع، وهذا جاء الأمر به في القرآن، قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ.} [المطففين 26]
المذموم منه ما كان الدافع له حب الظهور و الارتفاع بفوات ما عند القرين، أو بنقص علم القرين، ليتفوق عليه، وللحصول على محمدة عند الناس.


فالعلم عبادة والناس فيه ثلاثة أصناف:
1/ من جعله لله راغبا فيما عند الله فهذا مؤمن موحد مثاب
2/من جعله لله لينيله الله الدنيا فليس له في الآخرة من خلاق.
3/ من قصد به الدنيا مباشرة فهذا مشرك مستحق لغضب الله في الدنيا والآخرة.


*ومما يفسد الإخلاص أيضا وهو مما نهى عنه العلماء " الطبوليات" وهي المسائل التي يراد بها الشهرة فيأتي بالغريب والشاذ حتى ينال الشهرة وكما يقال "زلة العالم مضروب لها الطبل".


*فعلى طالب العلم التمسك التمسك بالعروة الوثقى العاصمة من شوائب الإخلاص فيبذل الجهد لتحصيله مع دوام الافتقار إلى الله وأن يستعين به ويسأله المعونة، فالنية صعبة الاصلاح ، حتى قال سفيان الثوري" ماعالجت شيئا أشد علي من نيتي".
وعلى طالب العلم أن يحصن إخلاصه فلا يستشرف لِما رأى أنه قد يفسد عليه نيته ، وقد قال سفيان رحمه الله " كنت أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة سلبته" يقول هذا وهو من هو، فكيف بحال الضعاف أمثالنا.


*فالاخلاص ترى ثماره في قبول الناس علمك، وترى أثره على من حولك، سأل عمر بن ذر أباه فقال" ياأبي! مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء،وإذا وعظهم غيرك لايبكون؟ قال: يابني ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة"
والثكلى فاقدة الولد.



الشرط الثاني: وهي الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة: وهي محبة الله عزوجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها يكون بالمتابعة واقتفاء أثر المعصوم،فالعبادة وإن كانت خالصة لله ولم يكن فيها اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وماجاء به كانت بدعة محدثة.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة وهو في الصحيحين " من أحدث في أمرنا ماليس منه فهو رد"أي مردود على صاحبه.
ولذلك جاءت النصوص في الأمر بالاتباع فقد قال تعالى :" إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ... " وقوله تعالى " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله .. "
فلابد من الحرص على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الاقتداء به واقتفاء أثره وخاصة طالب العلم.


فهذا أصل الحلية بالجملة الإخلاص والمتابعة ويقعان منها موقع التاج من الحلة.وتقوى الله هي العدة وهي العاصمة من الفتن، والمعينة على الوصول إلى المبتغى.فالتزمها ياطالب العلم
سارة عبد الله غير متواجد حالياً