عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-08, 01:45 PM   #31
أم الخير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

الحاجز السادس:- عدم الشعور بالنعم.
طلاب العلم الذين يعيشون بالمملكة لا يشعرون بالنعمة، ولن يشعروا بالنعمة إلا لما يخرجوا إلى أماكن أخرى.
فمن أعظم النعم أننا حُصِّـنَّا من المذاهب المختلفة بدون أن نشعر بذلك.
هناك أماكن تجعل أي شخص يتكلم، رافضي يتكلم، صوفي يتكلم، .... إلخ .
الأشعرية تضرب بعمق في العالم الإسلامي.
فنعمة أننا حُصِّـنَّا من المذاهب المخالفة، هذا غير محسوس به.

والنعمة الثانية :-
نجد في بلدان أخرى أي تجمّع للناس على الطلب والعلم ممنوع؛ وذلك لأغراض سياسية.
وهذا هو الموجود في العالم الإسلامي، واحد من اثنين:
حرية، اختر بنفسك ما تريد.
جماعة قضوا تمامًا على الحرية.
ونحن عندنا طالب الصف الأول ابتدائي يدرس في مادة السلوك:( أن القرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته) يدرس قلب اعتقاد أهل السنة والجماعة، الذي به يستطيع أن يرد على أي شخص يتكلم في مذهب الإمام أحمد، أو يرد مسالة إثبات أن القرآن كلام الله عزوجل.
هذه النعمة اعلم أنها متنقلة؟
ما معنى متنقلة؟
يعني بين الدولة السعودية الأولى والثانية انتقل هذا العلم السلفي كله إلى الهند، وأصبح مكانه في الهند، وأصبحت الهند مركز للعلم.
ما السبب؟
نقول الله حكيم، لكن لابد أن نفهم: أن القوم إذا رزقوا علمًا وفهمًا، ورزقوا علماء، وما شكروا هذه النعمة، النعمة تبقى ماداموا شاكرين، والله عزوجل لا أنساب عنده، فلا نقول: نحن جماعة الحرم سيبقى العلم عندنا، أو نحن الجماعة الموجودين في الجزيرة سيبقى العلم عندنا، نقول: القضية ليست بهذه الصورة، وإنما القضية أن الشكر قيد النعم، وممكن العلم يزول عن شخص أو عن أمة كلها ـ نسأل الله أن يسلمنا ـ.
فإذا وصلت إلى أرض تتعلم فيه، فأنت من أهلها، ومن أهل العلم، ومنعم عليك.
مثال: شخص مكث 33عام في بلاد الكفر، ويكتب الله في قلبه تحبيب الحرم، ويأتي إلى مكة هو وزوجته في آخر المطاف، وتجلس زوجته بجوار امرأة تطلب العلم في أحد مناطق المملكة ، فتتعرف على مكان يطلب فيه العلم، فتذهب وتتعلم!! أمر حُبب في قلبها لمَِا قام في قلبها من صدق.
أنت ترزق فكن شاكرًا، تُدرّ عليك النعم فلا تكن معرضًا، أو عندك شعور بأن كل شيء سيبقى كما هو، إذا أتتك الفرصة فلا تضيعها، فلا تفوت على نفسك ولا طرف معلومة، ولا اسم كتاب، ولا ... ... إلخ ، وتعتقد أنه بإمكانك أن تحصّله متى تريد، لما تُمكّن من المعلومة وما تشكر، انتهى! اعلم أن الفرص لن تتكرر.
لما تُهيأ لك الفرص لا بد أن يأتي معه الابتلاء، فأنت ترزق من أوسع الأبواب، وتعطى ما دمت صادقًا، والله ما يخذل عباده، فلو اعتنوا وبذلوا فلن يخذلهم، وإنما سيعطيهم ويفهمهم المسائل أوسع ما يكون، ويجدوا من اللذة ما يستعجبوا كيف الناس يعيشون من غير أن يطلبوا؟!
لا بد أن تأتي البلايا حتى تشعر بالنعم، وتقبض عليها كالقابض على الجمر.
الله عالم بضعفنا ودرجة إيماننا فيسر لنا كل السبل، بعد ذلك ماذا يجب أن نكون؟
يجب أن نكون عندنا شعور بالنعم، لذلك إذا وقع في قلوبنا عدم الشعور بالنعم فهذا حاجز من أعظم الحواجز للانتفاع بالطلب.
الحل: رقق قلبك للإحساس بالنعم .
واعلم أن تعلم التوحيد يقلب الوجدان، يقلب الحياة ويغيرها، ويغير أسلوب تفكيرك، إلى درجة أنك لا تعرف ما نقطة البداية في التغيير، وماذا حصل لك؟ لكن تعرف أنك أصبحت شخص ثاني، وهذا في حد ذاته يحتاج إلى شكر، نحمد الله على ما أنعم به علينا، ونسأله أن يؤلف بين القلوب، وهذا من أعظم النعم، من أجل ذلك ابذلوا الجهود لأن تكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر.

يتبع*
أم الخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس