عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-14, 11:35 AM   #3
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

الوصية الأولى:

يقول بعض أهل العلم (إن الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه
فانظر إلى حالك كيف أجرى الله عليك من الأقدار، وكيف قلبك في الألطاف، واصطفاك دون غيرك من أبناء منطقتك للعلم عنه،
وخصك دونهم لمعرفته، وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك، وأيدك بسلطان العلم، ثم جعلك بين قوم هم أشد حاجة إلى ما رزقك الله إياه من علم وهدى من حاجتهم للنَّفس،
وساق إليك من سلموك أنفسهم وفلذات أكبادهم لتزرع فيهم خيرا، ثم جعل لك القبول والمحبة في قلوب الخلق.
فلتعلم أن الله لا يجمع لك كل هذه الأسباب عبثا، ولا لتكون كغيرك ممن لم يوهب ما وهبت أنت، بل ثق يقينا أنه سبحانه يهيؤك لأمر عظيم:

قد هيأك لأمر لو فطنت له..
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل


وذلك هو أن تكون دليلا تدعو العباد إلى ربهم، وتهديهم إلى صراطه المستقيم
بتبيينك الصراط لهم،
والآفات التي تقطع عنه ومالهم في الآخرة إن هم أطاعوا ربهم بسلوك سبيله، أو عصوه بتركه ومخالفته.
فتنال بذلك شرف الدلالة على الخير، واستعمالك فيه فالله يصطفي للأعمال المباركة المباركين من خلقه، ولا يعطي الدين إلا من أحب،
فكن متفطنا لما هيئت له، مغتنما للأسباب المسخرة لك، مشتملا بالعزم والإخلاص على المضي فيه، دائم الاستعانة والتوكل بمن بيده مقاليد كل شيء وإليه ترجعون.
واعلم أن من رزق العلم والإيمان فقد قطع خطوة وبقي له ثلاث لينجو من الخسارة الملازمة لكل إنسان
واقرأ إن شئت سورة العصر ففيه الحجة البالغة
/
/
/



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس