عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-14, 04:10 PM   #13
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي




• القاعِـدةُ الثَّانيـة:


المُؤلِّفُ يُبيِّنُ لنا شُبهةَ الكُفَّار حين أشركوا معه غيرَه. فلَمَّا قيل لهم:

لماذا تُشركون؟ ولماذا تصرِفون شيئًا من العِبادةِ لغير الله تعالى؟
جاء الرَّدُّ منهم أنَّه ما دَعوناهم وتوجَّهنا إليهم إلَّا لطَلب القُربةِ والشَّفاعةِ.
ومع ذلك، فهؤلاء الذين طلبوا القُربةَ والشَّفاعةَ سمَّاهم اللهُ تعالى مُشركين،
ولم يَجعلهم مُوَحِّدين، وحَكَمَ اللهُ تعالى عليهم بالخُلُودِ في النار، مع أنَّهم
يُقِرُّونَ برُبوبيَّةِ اللهِ تعالى. فدَلَّ على أنَّ الرُّبوبيَّةَ وَحدَها لا تنفع.



= الشَّفاعةُ: هِيَ طلبُ الخير للغَير.


= أركانُ الشَّفاعةِ: مشفوعٌ له - وشافِعٌ - ومشفوعٌ عِندَه - وموضوع الشَّفاعة.




يقولُ العُلماءُ: الشَّفاعةُ في أصلِها تنقسِمُ إلى قِسمين:

شفاعةٌ مُثبَتَة، وشفاعةٌ منفِيَّة.

- الشَّفاعةُ المنفيَّة: هِيَ التي جاءت في قول اللهِ تعالى: ﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ
حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ غافر/18، وفي قولِهِ تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ
شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ المدثر/48.

- الشَّفاعةُ المُثبَتَة: هِيَ التي جاءت في قوله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ

عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ البقرة/255.

ومُحمدٌ- صلَّى الله عليه وسلَّم- يقولُ: (( أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ،

وأوَّلُ مَن ينشقُّ عنه القبرُ، وأوَّل شافعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ )) رواه مُسلِم.

ويومَ القيامةِ يَشفَعُ الأنبياءُ والملائِكةُ والصَّالِحون، ويَشفَعُ الشُّهداءُ.




= الشَّفاعةُ المُثبتَةُ تنقسِمُ إلى قِسمين في أصلِها:


= شفاعةٌ خاصَّةٌ بالنبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- لا يشركه فيها أحد.


= وشفاعةٌ عامَّةٌ لرسول اللهِ- صلَّى الله عليه وسلَّم- ولغيره.




* الشَّفاعةُ الخاصَّةُ بمُحمدٍ- صلَّى الله عليه وسلَّم- أنواع:


- أوَّلُها: شفاعةُ النبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- لِعَمِّه أبي طالِب.

الأصلُ أنَّ الكافِرَ ما يُشفَعُ له إطلاقًا، ولكنْ استُثنِيَ عَمُّ النبيِّ-
صلَّى الله عليه وسلَّم- دُون غيره.

- الشَّفاعةُ الثانية الخاصَّةُ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: شفاعتُه

في المَوقِفِ الأعظَم، وهو المَقام المَحمود.

- الشَّفاعةُ الثالثة: هِيَ شفاعةُ النبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- لأهل الجنَّةِ

في دخول الجنَّةِ، ويكونُ مُحمدٌ- صلَّى الله عليه وسلَّم- هو أوَّل داخِلٍ
للجنَّةِ، ولن يدخُلَ أحدٌ الجنَّةَ إلَّا بشَفاعتِهِ.

بَعضُ العُلماءِ أضافَ إليها قِسمًا آخَر؛ وهو شفاعة النبيِّ- صلَّى الله عليه

وسلَّم- في السَّبعين الذين يدخلون الجنَّةَ بغير حِسابٍ ولا عذاب. وقالوا
إنَّها من خصائص النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.



* أمَّا القِسمُ الآخَرُ: فهو الشَّفاعاتُ العامَّةُ، التي يكونُ فيها النبيُّ-

صلَّى الله عليه وسلَّم- ويكونُ معه غيرُه من الأنبياءِ والملائِكةِ والصَّالحين
وغيرهم. مِثل:
- الشَّفاعة في عَدم دخول بعض أقوامٍ استحقُّوا النارَ ألَّا يدخلوها،
فيُشفَع لهم،
فلا يَدخلوها.
- الشَّفاعةُ كذلك في أقوامٍ أن تُرفَعَ درجاتُهم في الجنَّاتِ

(وهِيَ خاصَّةٌ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم).
- الشَّفاعةُ في أقوامٍ دخلوا النارَ،
فيَخرجون من النار (وهِيَ مُطلَقة).



= شُـرُوطُ الشَّفاعـة:


ذَكَرَ العُلَماءُ لها شَرطَيْن:


1- إذنُ اللهِ تعالى للشَّافِع: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ البقرة/255.


2-
الرِّضا عن المَشفوعِ له وعن الشَّافِع: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾
الأنبياء/28.



الشَّفاعةُ منها ما يكونُ حقًّا، ومنها ما يكونُ باطِلاً.


ما يكونُ باطِلاً: حين قال الكُفَّارُ: ﴿ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ يونس/18،

هذه باطِلة.

ويكونُ حقًّا: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ البقرة/255،

﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ الأنبياء/28،
﴿ إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ
لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ النجم/26.
هذا حَقٌّ.


إذا اختلَّ شَرطٌ من هذه الشُّروطِ، لا تتحقَّقُ الشَّفاعةُ إطلاقًا.










توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس