عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-14, 04:08 PM   #12
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
Star




• القاعِـدةُ الأولى:


المُؤلِّفُ- رَحِمَه الله تعالى- هُنا يُريدُ أن يُبيِّنَ أنَّ الكُفَّارَ الذين قاتلهم

النبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- كانوا يُقِرُّونَ بتوحِيدِ الرُّبوبيَّة. والرُّبوبيَّةُ
يُقِرُّ به المُسلِمُ والكافِرُ، بل حتى البهائِمُ تُقِرُّ بربوبيَّةِ اللهِ تعالى،
وما يُوجَدُ أصلاً على وجه الأرضِ مَن يُنكِرُ رُبوبيَّةَ اللهِ تعالى.

يقولُ المُؤلِّفُ إنَّ كُفَّارَ قُريشٍ كانوا مُقِرِّينَ بأنَّ اللهَ هو الخالِقُ، الرَّازِقُ،

المُدبِّرُ، المُصرِّفُ لهذا الكون، ومع هذا الإقرار لم ينفعهم في دخولهم
الإسلام، ليسوا بمُسلمين بالإقرار بذلك، وما حَكَمَ لهم النبيُّ- صلَّى الله
عليه وسلَّم- بالإسلام، والسَّبَبُ: لأنَّ الخَلَلَ عندهم- كما سيأتي- في
الأُلوهِيَّةِ، ولم يكُن في الرّبوبيَّةِ.



الرَّبُّ في اللغةِ: يُطلَقُ على التنشئةِ بالتَّدرُّج، ولهذا يُقالُ للمتزوِّجِ: هذا

رَبُّ أُسرةٍ. وعبد المُطَّلِب قال: "أنا رَبُّ الإبل، وللبيتِ رَبٌّ يَحميه".
واللهُ يَكلؤنا بالليل والنَّهارِ سُبحانه وتعالى.

مَن الذي يُطعِمُنا ويَسقينا؟ مَن الذي يَرزُقُنا في هذه الحياةِ الدُّنيا؟

هو اللهُ سُبحانه وتعالى. ليس مِنَّا شيءٌ إطلاقًا.

ولهذا قال العُلماءُ: بالنسبةِ للرُّبوبيَّةِ، فأدِلَّتُها دَلَّ عليها الكِتابُ والسُّنَّةُ

والفِطرةُ والعَقلُ. بل حتى العَربيُّ الجاهِليُّ يَعترِفُ بأنَّ اللهَ إله؛ فهو يقولُ:
‹‹ البَعرةُ تدُلُّ على البَعير، والأثَرُ يَدُلُّ على المَسير، سماءٌ ذاتُ أبراج، وأرضٌ
ذاتُ فِجاج، أفلا تَدُلُّ على الَّلطيفِ الخَبير؟! ›› بلَى، تدُلُّ عليه سُبحانه وتعالى.



هل يُوجَدُ مَن أشركَ في الرُّبوبيَّةِ؟ نقولُ: نعم. ولهذا قالوا لهُودٍ عليه الصَّلاةُ

والسَّلامُ: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ هود/54.



قال العُلماءُ في تعريف الرّبوبيَّةِ: لها تعريفان:


- التَّعريفُ الأول: إفرادُ اللهِ بأفعالِهِ؛ كالخَلْقِ، والإحياءِ، والإماتةِ، إلى غيره.


- التَّعريفُ الثاني:
هو الإقرارُ والاعترافُ بأنَّ اللهَ هو الخالِقُ، الرَّازِقُ، المالِكُ،

المُتصرِّفُ وَحدَه لا شريكَ له.



يقولُ العُلماءُ رَحِمَهم اللهُ تعالى: الأنبياءُ والرُّسُلُ- عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ-

دَعَوا إلى أقسام التَّوحيدِ الثلاثة؛ دَعَوا إلى الألُوهيَّةِ، ودَعَوا إلى الرُّبوبيَّةِ،
ودَعَوا إلى الأسماءِ والصِّفاتِ، ولكنَّ التركيزَ على الأُلُوهِيَّةِ أكبر وأعظَم. بل
إنَّ الشِّركَ الذي وَقَعَ في البَشريَّةِ أغلَبُه وجُلُّه في الألُوهِيَّةِ.



= قاعِـدة: توحيدُ الرُّبُوبيَّةِ يَستلزِم توحيدَ الألُوهِيَّةِ.

والدَّلِيلُ على ذلك قولُه تعالى: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾ البقرة/22، هذا
كُلُّه رُبُوبيَّة. بَعدَها يَلزَم: ﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة/22.
دائمًا تُذكَرُ الرّبوبيَّةُ في القُرآن ليس مقصودًا لذاتِها، وإنَّما لنقل النَّاسِ إلى
الألُوهِيَّةِ.







توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس