عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-14, 06:22 PM   #22
رقية
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

فوائد المقرر السادس :
أمر الله تعالى عباده المؤمنين ألا يتقدموا بين يدي الله ورسوله فلا يقولوا حتى يقول ولا يأمروا حتى يأمر وهذه حقيقة الأدب مع الله ورسوله ، وهي عنوان السعادة الأبدية والفلاح في الدنا والآخرة ، فلا يجوز تقديم قول أحد كائنا ما كان على كتاب الله عز و جل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما فهمه الصحابة والتابعون ، حتى ذكر الفقهاء الأربعة فقال أحدهم : إذا صح الحديث فهو مذهب ، وقال آخر : إذا خالف رأيي ما في الكتاب والسنة فاضربوا بقولي عرض الحائط ، فعلينا جميعا أن نمتثل هذا الأدب الرباني ، ولنع قوله تعالى :" فليحذر الذينن يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ".
ذم الله تعالى ناسا من الأعراب بعدم العقل ، حيث لم يعقلوا عن الله الأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم واحترامه ، فكما أن من الأدب استعمال العقل فأدب العبد عنوان عقله وأن الله مريد به الخير، فعلينا أن نستخدم عقولنا التي وهبها الله لنا فيما يحبه ويرضاه وينفع خلقه ، فقد حث الله المؤمنين على التفكر واستعمال العقل فقال : " والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون " ، ومدحهم بالعقل فقال :" إن في خلق السماوات والأرض واختلاف اليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ".، بينما ذم الكافرين بعدم النتفاع بعقولهم فقال :" ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بلهم أضل " فوصفهم بأنهم كالأنعام بل أضل سبيلا .
من الآداب التي أمر الله المؤمنين باتباعها : التبين والتثبت من خبر الفاسق ، وذلك قبل العمل بمقتضاه لئلا يكون الخبر كاذبا فيظلموا أناسا بغير حق ، وهذا أدب رباني عظيم لو عملت الأمة بمقتضاه لما انتشرت فيها الشائعات والأكاذيب المغرضة والتي يزرعها فينا الأعداء لبث الفرقة وزوال الألفة ولقطع الأواصر وإيقاد نيران العداوة والبغضاء ، حتى سفكت الدماء وانتهكت المحارم بسبب قول الفساق وتصديق الغافلين لهم .
رقية غير متواجد حالياً