عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-13, 02:35 PM   #2
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

دَوْرُ المحنة:
فلما مات الرشيد، سنة (193 هـ) توالى على الانتصار لهذه المقولة ولداه:
فنشأت في أيام المأمون، ثم استفحلت جدّا في أَيام المعتصم،
ثم استمرت على هذا المنوال في أيام حفيده: الواثق بن المعتصم، وثلاثتهم أمهاتهم: أم ولد.

- المحنة في عهد المأمون: " دور نشأة الامتحان بها ":

كانت هذه المقولة إلى وفاة الرشيد، " فتنة " تدور في فلك البحث، والمناظرة، وكان القول بها من المتبنين لها، على وَجَلٍ، وخوف،
وكان القائل بها مقموعًا، والمقولة مكبوتة، والألسنة مكفوفة،
ولم يتدخل أَحد من الولاة بالانتصار لها؛ إذ كان الولاة على الإسلام، والسنة، لم تداخلهم هذه الأَهواء الفاسدة، والمقولات الباطلة، والأعراق الدخيلة.
حتى تولى تلميذ أَبي الهذيل العلاف المعتزلي: سابع خلفاء بني العباس الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، المتوفى سنة (218 هـ)
فصار من أمره ما صار من تعريب كتب اليونان،
ولهذا نقل الصفدي في: " شرح لامية العجم " عن شيخه، شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- قوله:
" ما أظن أن الله يغفل عن المأمون، ولابد أن يُقَابَل على ما اعتمده مع هذه الأمة من إِدخال هذه العلوم الفلسفية بين أَهلها " انتهى.

وقد توغل الفرس في خلافته، وداخله أهل الكلام، وخاصة " بطانة السوء ": " أرباب الاعتزال والتجهم ".
فكانت روحه متشبعة بالاعتزال، والمعتزلة من حوله على بلاط الخلافة، قد اتخذهم له شعارًا، ودثارًا، منهم: ثمامة بن الأَشرس،
و " أَحمد البدعة ": أحمد بن أبي دؤاد، المشؤوم على هذه الأمة، النافخ في كير هذه الفتنة، فكان يُحسن لَهُ هذه المقولة، ويدعوه إليها، حتى استجاب المأمون لها،
وفي عام 212 هـ. فتح باب القول فيها، وإعلان المناظرة عليها في مجلسه وهو في بغداد،
ولم يتجرأ قَبْلُ على مراغمة الناس على القول بها، لوجود شيخ أهل السنة في زمانه: يزيد بن هارون، لما له من سلطان على النفوس، والقلوب، وأمر العامة على الولاة عسير فلما مات يزيد سنة (206 هـ) ،
والمأمون في حال غيابه عن بغداد، وهو في طرسوس، ابتعادًا عن مواجهة العامة والخاصة، وما للعلماء من نفوذ على قلوب العامة،
وفي حال ضعف وتخلف صحة المأمون، دعاه أَحمد البدعة، على حمل الناس عليها، ومراغمتهم على القول بها،
فأَخذ المأمون في هذه الخطة المشؤومة " محنة القول بخلق القرآن " سنة وفاته عام (218 هـ) نعوذ بالله من سوء الخاتمة،
ومن بطانة السوء وهكذا شؤم مخالطة أهل الأَهواء،
______________________

يُتبعــــــــــــــــــــ إن شاء الله ـــــــــــــــــــــــــــــ



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس