عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-13, 01:56 PM   #305
أبرار أحمد
| طالبة في المستوى الرابع|
افتراضي الأصول الثلاثة /الدرس3

الدرس الثالث

قال المؤلف رحمه الله : فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
فقل: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمد . الأصل الأول: معرفة الرب:
فإذا قيل لك:من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
والدليل قوله تعالى: الحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن [الفاتحة:2] وكل من سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم.

الشرح : سبق الحديث حول معرفة الله ورسوله ودين الإسلام
قال المؤلف رحمه الله : فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السموات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن وما بينهما.
والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].
الشرح : معرفة الله تعالى مستقرة في النفوس ، ومعلومة بالفطرة ، وكل المخلوقات تعرف الله تعالى ، وتعلم أنه الخالق الرازق المدبر ، حتى الذين ينفون وجوده إنما يقولونها تكبراً ، قال تعالى : {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
قال المؤلف رحمه الله : والرب هو: المعبود.
والدليل قوله تعالى: يَأيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا ربَّكُمُ الذَِّي خَلَقَكُم وَالذِّينَ مِن قَبلكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ(21) الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرضَ فِرَاشًا وَالسَّمآءَ بِنآءً وَأنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَاَءً فَأخرَجَ بِهِ مِن الثَّمراتِ رِزقًا لّكُم فَلاَ تَجعَلُواْ لَلَّهِ أندَادًا وَأنتُم تَعَلُمونَ [البقرة:22،21].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة ).
الشرح : مما استقر في الفطرة أن الله تعالى هو الخالق ، ومن المستقر في العقول أن الإنسان لابد له من معبود ، والخالق هو المستحق للعبودية ، والمشركون عرفوا أنهم لابد وأن يكون لهم معبود ، لكن لما لم يحافظوا على فطرتهم ، بحثوا عن معبود غير الله ، فعبدوا الأحجار والشجر والنار وغيرها من المخلوقات ، وهذا من تمام التناقض العقلي
قال المؤلف رحمه الله : وأنواع العبادة التي أمر الله بها، مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان، ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها.
والدليل قوله تعالى: وَأنَّ المَسَاجِد لِلَّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللَّهِ أحَداً [الجن:18].
فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر.
والدليل قوله تعالى: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117].
وفي الحديث: { الدعاء مخ العبادة }.
والدليل قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60].
الشرح : للتعبد لله تعالى صور كثيرة ، ولا يجوز صرف شيء منها لغير الله تعالى ، ومن صرف شيئاً منها لغير الله فقد وقع في الشرك ، وشرط قبول العبادة الأول أن تكون خالصة لله تعالى ، فإن شابها شيء من الشرك بطلت
والدعاء من أخص العبادات ، وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء . رواه أحمد والترمذي وهو صحيح
والدعاء فيه كامل الافتقار إلى الله تعالى ، وفيه تمام التوجه له بطلب الحاجة منه دون غيره سبحانه .
والدعاء لابد فيه من أمور كي يقبل :
1- الإخلاص لله تعالى ، قال تعالى : ( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) [ غافر 14 ]
2- المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم والالتزام بهدبه في الدعاء ، ذلك أن الدعاء عبادة والعبادة موقوفة على النص الشرعي .
3- الثقة بإجابة الدعاء
4- التضرع وحضور القلب والخشوع والتذلل لله تعالى :ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف : 55]
5- العزم في المسألة :
6- إطابة المطعم والمأكل والمشرب وغيرها
7- أن يكون الداعي موحداً :
8- أن يعتقد أن الله هو المجيب وحده سبحانه وتعالى
9- عدم القنوط من رحمة الله :
10- ألا يستعجل الإجابة :
11- أن يكون في أمر مشروع :
12- عدم الاعتداء في الدعاء ، والاعتداء في الدعاء له صور عديدة ، منها :
أولاً : تعليق الدعاء كمن يعلق الدعاء بالمشيئة ،
ثانياً : دعاء المرء على نفسه :
ثالثاً : التفصيل في الدعاء :
رابعاً : السجع المتكلف
قال المؤلف رحمه الله : ودليل الخوف قوله تعالى: فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران:175].
ودليل الرجاء قوله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110].
ودليل التوكل قوله تعالى: وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة:23]، وقوله: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3].
ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
ودليل الخشية قوله تعالى: فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي [البقرة:150].
الشرح : الخوف من الله تعالى عبادة عظيمة ، ولا يجوز صرف الخوف كعبادة إلا لله تعالى ، لكن الخوف الطبيعي ، لا يدخل في المحرم ، لأن الإنسان جبل على الخوف ، كما قال تعالى حكاية عن موسى رضي الله عنه في قوله : {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء21 . والخوف من الله تعالى يجتمع مع كمال محبته

والرجاء مع الخوف مكملان لبعضهما ، والرجاء ثقة العبد بربه سبحانه وتعالى ، وحسن ظنه به ، ولابد من الجمع بين الثقة بالله تعالى وحسن والظن به مع الخوف منه سبحانه وتعالى
والتوكل على الله تعالى عبادة المؤمنين المتقين ، ومع ما يصيب المسلم من مصائب وابتلاءات فإنه يحتاج إلى التوكل على الله تعالى وبذل الأسباب للخروج من تلك المصائب ، وحتى في حال السراء هو محتاج إلى التوكل ، فهو محتاج إلى ذلك في كل أحواله ، لكن التوكل على الله يتأكد عند الحاجة ، وقد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا . رواه أحمد
والرغبة فيما عند الله تعالى من الثواب العظيم الجزيل ، ونيل مرضاته وجنته ، والرهبة فيها معنى الخوف من الله تعالى ، واجتماع الرغبة مع الرهبة لا يكون إلا لله تعالى
والمراد بالخشوع : غاية التذلل لله تعالى ، مع سكون الجوارح وخضوعها لخالقها .
قال المؤلف رحمه الله : ودليل الاستعانة قوله تعالى: إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِيْن [الفاتحة:4].
ودليل الاستغاثة قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [الأنفال:9].
ودليل الذبح قوله تعالى: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:163].
ومن السنة { لعن الله من ذبح لغير الله }.
ودليل النذر قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [الإنسان:7].
الشرح : الاستعانة طلب العون من الله تعالى ، مع تفويض الأمر إليه
الاستغاثة : طلب الغوث منه سبحانه وتعالى في الأزمات التي تلم بالمسلم ، قال ابن تيمية رحمه الله : لفظ الغوث والغياث " فلا يستحقه إلا الله فهو غياث المستغيثين فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل . ا.هـ
وأما الذبح فلا يجوز صرفه مطلقاً لغير الله تعالى ، فمن ذبح لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر مخرج من الملة ، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ، قال ابن تيمية رحمه الله : وأجل العبادات المالية النحر

أبرار أحمد غير متواجد حالياً