ابنتي: أنتِ سعادتي , و أنتِ فرحتي , أنتِ من زرع ابتسامات الحب على شفتي , أنت من حلّق بقلبي إلى سماء السعادة , درجتِ في عشِّ قلبي , و سقيتكِ من سلسبيل روحي الرقراق , و أطعمتكِ من فؤادي حباً كالترياق .
أملي يا أبنتي أن أرى قدوتكِ في الجهاد نسيبة ,و خولة بنت الأزور في الشجاعة , و عائشة بنت الصديق في العلم , و سمية في الشهادة , و أسماء في تحدي الأخطار , و آسية بنت مزاحم في الثبات , و مريم بنت عمران في الصبر على المدلهمات , و أم موسى في اليقين, و الخنساء في التضحية , و فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم في الحياء.
*******************
ابنتي: أنتِ ذكرياتي الحلوة , و نسماتي الدافئة , أنتِ تفاحة قلبي , و بهجة عمري , و خفقان مشاعري أنتِ الطائر الصغير الذي غرّد في حديقة قلبي لقد اطربني بتغريده الفريد , و أضحكني برقصه المثير , لا أستطيع يا ابنتي أن أصفَ فرحتي عند ولادتك ,حمدتُ الله و خررتُ بين يديه شاكراً , من اول يوم قدمتِ إلى حياتي , احتفل الأمل في أرجاء قلبي بقدومكِ , و زقزقت أيامي بنزولك , و صفّقت أحلامي بوجودكِ ,ابنتي كيف لا أحبكِ ؟؟ و هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم حمل أمامة بيديه وهو يصلي, فإذا ركع وضعها و إذا قام رفعها , و كان يحب ابنته فاطمة و يقبّلها و يكنيها بأرق كنية تدعى بها إنها ( أم أبيها ) .
*******************
إليكِ – ياابنتي – وهبتُ أحاسيسي وساماً تتألق على عنقك , امرحي فوق بستان فؤادي, و غرّدي كالبلبل فوق أغصان ذكرياتي ,ابنتي أنتِ شموس في فؤادي لا تغيب, أنتِ نجم في سمائي لا يأفل .
أنتِ أنوار في وجداني لا تنطفئ .
ابنتي .. كلما نأيتُ عنك ذبتُ حسرة و هماً , أناجي القمر قائلاً : لقد ذكرّتني بأنوار ابنتي, كأن وجهكِ التصق على القمر .
فإذا أبحر في السماء أبحرتْ خلفه نظراتي و تلاحقه ذكرياتي .
فإذا رنَّ جرس الصباح تخيلّته أستعار محياكِ.
ابنتي :كلما انشبت الغربة أظفارها في حلقي بدأت أقلّب صفحاتكِ , و أنظر إلى صورتكِ فتنهمر سيول عيني فتغرق معها أحلامي, إلا صورتكِ كالزورق تبحر في لجج آهاتي .
كل ليلة في غربتي لا أنام حتى تطير من قلبي قبلات دافئة تسابق النجوم عساها تعانق جبينكِ , فإذا أصبحتُ سكبتُ قبلات غيرها فترقرق مع نسيم الصباح , فتغرّد على خدكِ , فتشعرين بحنانها فتهتزين ضاحكة لدفئها .
*****************
يتبع ان شاء الله