وقلما تجد من يسأل قبل الشروع فى العمل
وهذا من الورع أن يتقى المرء العمل فيما يجهل حكمه حتى يسأل فيستبين الطريق
وأن يتقى فعل ما يستوجب التوبة بعد ذلك
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى، فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك. قال: بلى. قال: فما عملت. قال: شمرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى،
هو ذاك يشمر المرء أى يعلن الحذر والسؤال قبل العمل ثم يجتهد فيجاهد نفسه ويعمل بالتنزيل أى بما ورد من حكم فى المسألة
كما قال طلق بن حبيب لما سئل
قالوا: يا أبا علي: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
نعم التقوى تحرى الحلال لنيل رضوان الله وتجنب الحرام أيضا لنيل رضوان الله وتجنب سخطه تعالى
وما أن يجتمع فى المرء إيمان وتقوى كان وليا لله وحاز بشارة الله تعالى كما فى الآية
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
وفى وصفهم يقول صلى الله عليه وسلم
إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ، ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى . قالوا : يا رسول الله ، تخبرنا من هم ، قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور : لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . وقرأ هذه الآية : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3527
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فاللهم ثبت قلوبنا على دينك وزدنا إيمانا ويقينا وارزقنا من تقاتك ما تبلغنا به جنتك واجعلنا من أوليائك وأصفيائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون