عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-12, 07:02 AM   #2
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي


المستضيفة:
نطمع منكِ يا حبيبة بالاجابة على سؤالنا التالي اكرمكِ المولى
قال الله تعالى {ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَاۖ وَٱلْبَـٰقِيَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا (46)} . الكهف .
نسأل الله تعالى ان يحفظ لكِ اولادكِ ويجعلهم قرة عينكِ ووالدهم
وماذا عن فترة الامومة، هل كان لأولادك نصيب من طلبك للعلم؟

!!!!!! !!!!!! !!!!!!

الضيفة:
الحمدلله لأولادي نصيب كبير من طموحاتي في طلب العلم بل هم من الاسباب المعينة لي على الاستمرار في الطلب ولله الحمد
فمنذ بداية زواجي وقبل معرفتي بحملي الأول كنت أدعوا الله أن يرزقني بالذرية ودعوت الله بدعاء امرأة عمران : ربي اني وهبتك جميع ذريتي فتقبلهم مني
(فليس هناك مربي أفضل من الله وليس هناك معين على التربية غير الله فدعوت الله حتى يتقبلهم كنبتة صالحة تعيش على طاعة الله)
وحلمي الأساسي لهم هو ان يصيروا من حفظة القرآن ومن طلبة العلم الشرعي في سن مبكر وبالفعل بدأنا بتحفيظ ابني الكبير القرآن وتعليمه بعض الآداب والاحكام الشرعية
لكنني وجدت نفسي اتعرقل كثيرا في تعليمه وتهذيبه وأقف عاجزة عن الرد على أسئلته خصوصا فيم يتعلق بالعقيدة
وكنت أردد في نفسي: كيف لي أن أربيهم على العلم الشرعي وأنا جاهلة له؟
ثم بدأت بالبحث عن شيء يعينني حتى وفقني الله لسلسلة كتب عن قصص الأنبياء والسيرة النبوية والتي تركز على جانب التوحيد وبدأت اتعلم معه من خلال القصص التي أحكيها له قبل النوم
وتقريبا في تلك الفترة قدر الله أن أقوم بكتابة موضوع "التلاوة مفتاح الحفظ" والذي كان نتيجة حوار دار بيني وبين معلمتي الحبيبة) ميرفت) والتي اقترحت علي فيه ان اقوم بجمع معلومات لمناقشتها مع الاخوات فوجدت نفسي لا شعوريا كتبت موضوع واطلعتها عليه وشجعتني على نشره بالمنتدى وكانت تجربة جديدة وممتعة
ثم بعدها قامت أمونة الحبيبة - جزاها الله عنا خيرا كثيرا - بعمل حملة اسمها "الهم المفقود..رؤيً وأحاديث" وهي حملة تتكون من 4 أجزاء عن الداعية والدعوة وقد أثرت المناقشات في كثيرا وذكرتني بالكثير مما مررت به في فترة دعوتي بالخارج
فقررت أن أخوض مجال الدعوة مرة أخرى لكن هذه المرة ستكون من خلال الكتابات الدعوية بالأخص فيما يتعلق بالأسرة المسلمة لكن واجهتني مشكلة وهي قلة الحصيلة العلمية الشرعية عندي
فقد كان هدفي أن تكون كتاباتي نافعة وذات طابع خاص مختلف عن الكتابات المنتشرة لكن قبل ذلك أن تكون مدعمة بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة وآثار السلف
فوجدت نفسي واقفة عاجزة ولم استطع كتابة سوى موضوعين او ثلاثة - على ما أتذكر - وباقي المواضيع مخزنة لدي ولا استطيع نشرها لقلة الدعم الشرعي بها
بعد فترة (بالتحديد العام الماضي) مر ابني بموقف في مدرسة التحفيظ التي يذهب اليها وقد صدمني ذلك الموقف صدمة عنيفة
فذهبت لاستشير بعض الاخوات هنا وبمنتديات أخرى ثم تطرقت في الحوار لعدة أمور كانت تؤرقني في تربية الأولاد
وصُدمت من نصائح بعض الاخوات وكانت النصائح جدا شديدة ومؤثرة
فالأخوات ترى اننا في زمن ان منعنا أولادنا عن الأشياء العصرية بالأخص الإلكترونية فسيتفلتوا منا وينجرفوا وراء التيار لذلك لابد من تركهم لها مع توجيههم من بعيد
وقد كان كلامهم جدا شديد على نفسي وبدأ يتوغل الي قلبي ووقتها شعرت بالانهيار
وبكيت وبكيت وبكيت
كيف اترك ابني يلعب بتلك الألعاب الالكترونية والتي افسدت الكثير من الاولاد بتضييع الوقت والتعلق البشع بها لمجرد انها سادت بالمجتمع وابتلي بها اغلب البيوت الا من رحم ربك
كيف اتركه يلعب بألعاب فيها صور مجسمة وانا اعلم حرمتها لمجرد انه طفل صغير غير مكلف ولن يحاسب
كيف اتركه يلعب بلعبة فيها غناء وأحاول اقناعه بخفض الصوت وان لم يستجب أذكره بعقاب الله بحجة انه ليس من حقي فرض الشرع عليه
ولماذا أصلا أضعه في موقف فيه فتنة؟؟؟
وظللت أفكر وأنا مشتتة ومنهارة، هل هذه الطريقة هي الوسيلة للمحافظة على ابني وتربيته
ثم جاء زوجي ووجدني على تلك الحال وحكيت له كل شيء فما كان منه الا أن قال: والله إني لأراكِ قد فتنتِ
ونصحني انه لابد الان ان أبدأ بتعلم العلم الشرعي ولا اترك نفسي لتلك الافكار والا سأضيع
وبالفعل بعد مناقشات طويلة بيننا، بدأ معي - جزاه الله عني خيرا - في دراسة كتابين
رفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية
سنن الترمذي
لكن كالعادة بعد فترة انشغلنا بعدة أحداث منها ولادة طفلي الثالث ومرضه ثم توقفنا عن الدراسة
وفي خلال تلك الفترة كنت اجمع لزوجي بيانات عن بعض الجامعات التي تدرس العلوم الشرعية وفي أثناء ذلك علمنا بأن جامعة المعرفة العالمية أعلنت عن دورة مجانية وسيتم من خلالها اختيار 100 طالب لاعطائهم منحة بكلية الشريعة وقبل انتهاء التسجيل بيومين اقترح علي زوجي بالتسجيل ووافقت مسرعة ولم أذكره بشرطه الذي كان يردده دائما بأنه يجب ان يكون فريق التدريس والادارة كله نساء
وبالفعل حضرت الدورة ووصلت في التصفيات الى المرحلة الثانية وانتظرتهم يراسلوني فيما يخص المرحلة الاخيرة من التصفية لكنهم لم يراسلوني فعلمت انني لم أوفق
حزنت كثيرا وقتها ولكني استرجعت وظللت أردد دعاء نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم - اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
كانت الدورة والاختبارات في شهر رمضان الماضي وقد كنت ادعوا الله وقتها ليل نهار ان يوفقني الله فيها فالله وحده يعلم كم انا في حاجة ماسة لدراسة العلم الشرعي فكل حياتي متوقفة ومتعركلة بسبب قلة علمي
وبعد الاختبارات وحينما كنا في انتظار نتائج التصفيات، حلمت بأن هناك طابور طوييييييييييييييل وبعد نهاية الطابور بمسافة كنت جالسة ومنتظرة على امل ان يعتذر بعض الطلبة في مقدمة الطابور ويصبح هناك مكان شاغر لي << شريرة حتى بأحلامي – ابتسامات
المهم بعدما علمت بظهور النتيجة وعدم قبولي، وقتها قررت انه لابد من الدراسة الشرعية في أي مكان كان خصوصا اننا في دورة المنحة درسنا كتاب التوحيد للشيخ بن عبد الوهاب ووجدت انه عندي خلل بها لجهلي بأساسيات التوحيد
وبدأت بالبحث عن المعاهد الشرعية على الانترنت والمفاضلة بينهم فيما هو انسب لي حتى قدر الله ان يكون اشتراكي بالاكاديمية الاسلامية المفتوحة فاشتركت بها وبدأت الدراسة
وقد كنت حزينة جدا على ضياع فرصة الجامعة وكنت أصبر نفسي بالاكاديمية - ليس لعيب بالأكاديمية بل لأني اطلعت على مواد كلية الشريعة وأحببتها كثيرا - وبعدها بشهر تقريبا وجدت الجامعة تراسلني بأنهم قبلوني فيها وكانت سعادتي لا توصف
وقتها تذكرت حلمي الذي حلمت به (حلم الطابور الطوييييييييييييل، تتذكرونه؟ - ابتسامات(
وها قد بدأت الدراسة منذ شهرين لله الحمد والمنة
لكن العقبات ما زالت مستمرة ولا أظنها ستتوقف، وليس هذا تشاؤما بل هي سنة الحياة
فمن عقباتي الحالية هي كيفية التوفيق في الوقت بين بيتي وزوجي وأولادي ومذاكرتي
وهذه كانت تضغط على أعصابي كثيرا وتوترني حتى نصحتني احدى الاخوات - بارك الله فيها - ان يكون بيتي هو الاول ثم بعد ذلك تأتي المذاكرة فيما بقي من الوقت
فلا يهم ان احصل على تقدير ولا ان اتفوق ولكن المهم ان اتعلم واستفيد حتى لو كانت الاستفادة قليلة
والعقبة الثانية هي مواعيد المحاضرات، فالمحاضرات جميعها تبدأ من 3:30 عصرًا حتى 8:30 ليلا، موزعة على أيام الإسبوع
فكيف لي أن أحضر وماذا عن الأولاد وأين سيذهبون خصوصا أنني مغتربة وحتى لو لم أكن مغتربة فكيف سأغيب عنهم كل تلك الفترة خصوصا طفلي الرضيع؟
وكان الحل الوحيد هو أن يبقوا معي بنفس الغرفة يستمعوا للشيخ، صحيح لن يصمتوا وسيطلبوا مني طلبات كثيرة كما هي عادة الأطفال عند انشغال أمهم لكن بإذن الله سيبارك الله لي ويوفقني في القليل الذي سأسمعه إذا احتسبت الأجر في رعايتهم
فمهما كان الوضع فهم مسئولين مني أمام الله عز وجل ويمكنني تعويض ما فاتني من المحاضرات بالاستماع للتسجيل او قراءة التفريغات التي تقوم بها الأخوات جزاهن الله عنا خيرا كثيرا
كما أن في وجود الأولاد فوائد جمة:
فلعل الله عز وجل يقدر أن يستمعوا لكلمة فيحفظوها ويستفيدوا منها
ففي تواجدهم معي تعود على الاستماع للشيوخ حفظهم الله والتعرف عليهم وبالتالي تهيئتهم بطريق غير مباشر لحضور مجالس العلم
كما أن المجلس سيكون محفوف بالملائكة إن شاء الله فلم احرمهم منه؟
والعقبة الأخرى هي إني اكتشتف ان كلية الشريعة لا تحتوي إلا على تخصص واحد فقط وهو "فقه مقارن"
وكم صدمت من ذلك كثيرا فهذا لم يكن من هدي السلف ولم يكونوا منقسمين لمذاهب رغم اختلافهم في الرأي أحيانا، فكيف لي أدرس الفقه المقارن؟
وبعد كثير من التفكير، حمدت الله عز وجل عليها وقلت لعلها خيرا، فالكل يعلم عني شدتي في الرأي خصوصا في المسائل الشرعية
وكيف اني لو علمت بحكم شرعي لمسألة معينة فإني احاول اقناع الجميع به وهذا خطأ بليغ لأن الله عز وجل لم يأمرنا بتغيير الناس بل أمرنا بتبليغهم فقط والتبليغ يتمثل في عرض المسألة وحكمها فقط
فقلت لعل الله قدر لي هذا التخصص لأتعلم المرونة وأتدرب عليها فاتخذت شعار جديد لي هو "رأيي أعرضه ولا أفرضه"
وها هي الاختبارات الفصلية ستبدأ بعد أيام فأرجوا ألا تنسوني من صالح دعائكم
بأن يبارك الله لي في وقتي ويعينني على مذاكرتي والتوفيق بين جميع مسئولياتي وأن لا يحرمني من تلك المنحة أبدًا ما حييت
وأن يرزقني الله الاخلاص في جميع جوارحي وأن يجعل عملي كله صالحا ويجعله لوجهه تعالى خالصا وأن لا يجعل لأحد فيه شيئا
وأن يحفظني وزوجي وجميع ذريتي من الفتن ما خفي منها وما ظهر ويرزقنا بحسن الخاتمة
اللهم آميين آمييين آمييين

~~^~~ ~~^~~ ~~^~~

المستضيفة:
ضيفتنا الحبيبة ها قد وصلنا لنهاية اللقاء ونأمل منك أن تجيبي على سؤالنا الاخير
ما هي نصيحتك التي ترغبي في توجهيها لأخواتنا طالبات العلم

!!!!!! !!!!!! !!!!!!

الضيفة:
كلماتي لأخواتي الحبيبات:
- طريق طلب العلم ليس بالهين ولا السهل - لأنها سلعة غالية وعظيمة-فهي وسيلة من وسائل التقرب لله عز وجل وهو نوع من أنواع العبادات فلا تجعلي للشيطان إليك سبيلا ليثنيك عنه وتذكري ان الجنة حفت بالمكاره ولابد من الجد والاجتهاد لتدخليها
- اجعلي لنفسك أكثر من هدف لطلب العلم بل اجعليه كل حياتك حتى اذا ما فترت همتك في هدف ما، ستجدي هدف اخر يشجعك على الاستمرار (مثال: اهدافي كانت التعلم لنفسي - التعلم لتعليم اولادي - التعلم ليصبح لدي رصيد من العلم يعينني في مجال الدعوة)
- الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء فإن سهام الدعاء لا ترد والله لن يرجع يديك فارغتين لكن عليكِ بالصبر واليقين بأن الله سيوفقك ويستجيب لدعائك طالما أخلصت نيتك لله - فعن تجربة أكثر من مرة دعوت الله بشيء وألححت في الدعاء ثم بعد مرور سنوات أجده يتحقق
-الصبر ثم الصبر ثم الصبر على طلب العلم واتخاذ جميع الوسائل المتوفرة لديك لاعانتك عليه
- معرفة أهمية العلم والسعي إليه فالله عز وجل ما خلقنا إلا لعبادته فكيف لنا نعبده بدون معرفته حق المعرفة والتعرف على أوامره ونواهيه وتعظيمه حق تعظيمه
- الدراسة المنهجية من اكثر الوسائل المشجعة لطلب العلم خصوصا لو كنت مبتدئة وتحتاجي التوجيه كما ان نظامها يجبرك على الاجتهاد بالدراسة لتأدية الاختبارات
وفي النهاية سامحنني لو كنت أطلت عليكن وأسأله سبحانه أن يكون هذا اللقاء خالصا لوجهه الكريم وأن يكون حجة لي لا علي
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


~~^~~ ~~^~~ ~~^~~

المستضيفة:
كل الشكر للحبيبة أم العبادلة لتواجدها الطيب معنا ونسأل الله أن يزيدنا واياها علما
وان يبارك لها بزوجها وأولادها
سعدنا بتواجدكِ الطيب يا حبيبة

!!!!!! !!!!!! !!!!!!

والآن سؤالي لكن أخياتي القارئات
ما هي النقاط التي استفدتن منها فيما قُدِّم في هذا اللقاء ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبته: أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
الأربعاء 19 ديسمبر 2012

مدونة أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس