عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-12, 02:21 PM   #3
~ أفياء الصيف ~
~مشارِكة~
افتراضي


◘◘ الخاطرة الأولى ◘◘



بسم الله الرحمان الرحيم

أسْرج خيول العزّ في أرضنا !!بقلم :: الزهراء





قصتنا لم تبدأ هنا ,,


قصتنا ما بدأت في تونس الخضراء ,, و لا في مصر الكنانة و لا في شام الإباء !!!


أيا قوم ألا أحكي لكم عن قصتي و قصتكم ,, حكاية أُمّة مع الذل و العار .. سلبوا لسانها و أذاقوها كأس الخوف و الجبن و المرار فما عادت تحكي أمجادها إلا فوق الجراح و القبور ..


سلوها عن حالها .؟!!


أليست هي أمة المليون ,, تمزقت طوائف و أحزاب كلها تصب في واد ؟!!


أمة اقرأ و أين هي من القراءة !!


وهن جسدها و ضعفت فما عادت إلا تجر أحمال السنين و أوجاع الماضي و الأنين!!


بصوتها المبحوح الهزيل نادت : يا قوم أفيقوا ... أما عاد فيكم صلاح الدين ؟!!


و أين ابن الخطاب و ابن الوليد .؟؟؟ أين أنتم من محمد الأمين ؟!


أطبق الصمت و ما من مجيب ;


تولّت أمة المليون ترثي حالها ,, و تنوح ,, تبكي على أمجاد سطرها التاريخ,


ثم صاحت :: أيا قوم هبوا ؟؟ أما من مجيب ...


فما رأت إلا ظلاما دامسا يكسوه الصمت الرهيب .


قصتنا مع الهزيمة و الذل بدأت منذ زمن بعيد..!!


يوم أن ضاعت الأندلس .. يوم أن ذهبت القدس .. يوم استولى الصرب و الروس على البوسنة و الشيشان وصاحت حرائرنا تنادي : بني جلدتنا اغيثوا الثكالى .. أنقذوا الأطفال .. وما من مجيب ..


و في أفغانستات العز يوم راحت .. يوم أن باهتها القصف الرهيب ..


و في عراق الحضارة طغى حماة الكفر .. عبّاد الصليب ..


و في المشرق و المغرب كنا و لا زلنا في غزو للفكر و أيم الله هو أشدهم ذلا و مهانة ..


غاب الحجاب و غابت عقيدتنا ,, و شريعتنا طُمست وسط التراب ..فإن كنت مسلما فأنت رجعي ذو فكري ضلالي شديد .. و أنتِ بعفتك صرت شبحاً يخافون منه و هم في غيظهم غارقون ... قل موتوا بغيظكم فما أمرني إلا الحسيب الرقيب ..



أبناؤنا ذهلوا من ( شعوب) تحررت من ( سجن) العبودية كما يحسبون .. ألا فيها سقطوا .. عُبّادٌ هم لأنفسهم و في الرذيلة يتمرغون .. لكن أبناءنا ذهبوا ,, ذهبت أخلاقهم ذهبوا .. ذهب دينهم ذهبوا .. و جُلُّنا في سكرة الدنيا يخوض و يلعب .. يجري وراء مال ما هو بخالدٍ ,, يعمر الديار وما هو بمعمّرٍ .. أيا أمة ضحكت من جهلها الأمم و عبث بها دعاة الفسق و الضلال !!!


أواحسرتاه على مجد راح و زال ..


لمحتِ الأُمّة وسط حزنها العميق راية التوحيد ترفرف عاليا .. في المشرق و المغرب .. حولها جمع قليل لكن وجوههم تبوح بالعز و الـإباء ,, تهتف بكلمة التوحيد .. تدعو إلى شد الأزر و المضي في سبيل الله و الدين .. خيولهم أسرجوها في بقاع أرض الإسلام طمعا في النصر و التحرر من قيود الكفر و الضلال ..


ما لبث أن انضم إليهم جمع غفير .. شباب و نساء و أطفال ورجال يرددون كلمات التوحيد ,, يهتفون بالحق آملين في غد مشرق ,, سماؤه تسطع بنور الإسلام ,, حُكمه ينبع من شريعة الله ,,,


أًزهق أرواحهم الطاهرة رصاص الظلم و الطغيان ,, قاتلوا ,,, جاهدوا ,, منهم من قُتل ,, و نحسبه شهيدا عند الله ,, و منهم من زال يصدح بالحق ,, لا يخشى فيه لومة لائم و لا عذل عاذل ..



كلماتهم ترن أصداؤها في أرجاء الكون تنادي.... وهناك من لبّى النداء ... نداء الحق ,,, أفلا نكون نحن ممّن لبّى النداء أيضا ؟!!!!


قامت الأمّة من هزالها ,, تحدّت صمتها ..و هبّت تكابد الألم العميق ,, نهضت من غفوتها ,, نادت في الأرجاء : يا بني قومي هُبّوا .. إلى الحق ... تَحمًّلوا في سبيل الله الظلم و العذاب .. فالحرية و الحق غاليان و الدم ثمن لها ,,, أفنسترخص الدماء من أجل تحرير القيود !!


عذرا أمتي ,,, و لكن ..؟!!


أنا أمّ .. أفأرى ولدي يبكي و يصرخ من جراحاته و ما من مفرّ ... ما من سبيل ,, مالحلّ و مالعمل ,,, دموعه تؤرقني يا أمتي.. تؤلمني ,, تشق قلبي و تفطّره حزنا و كمدا ,,, إنه ولدي ,, آآآه ما أقسى ألمه يا أمتي,,


و أنا الحرة العفيفة ,, دنّسوا عرضي ,, انتهكوا حرمتي ,, باعوني بأبخس الأثمان ,,, ما عاد لحجابي ثمنٌ ,,, صعب يا أمتي ,, إنه الهوااان ,,إنه الهــــــــــــــــــوانُ



و أنا رجل ما بيده حيلة و لا عمل .. لا سلاح له و لا عتاد ,,, أرى القتل و الدمار و ما أملك إلا الدعاء ,, تمنيت لو تواريت في التراب و لا رأت عيني هذا الذل و الانكسار ,, تبّا لقومٍ خذلونا و باعونا بأبخس الأثمان ,, باعوا دينهم بدنيا لا خلود لها ولا بقاء ,,


نفضت أمتنا عن ثوبها غبار الصمت الرهيب ,, و توعّدت بالغضب العتيد .. بحزم و شدة ,, بإيمان وعزم نادت ,, صاحت ,, و قالت لنا :


صبرا صبرا .. فالنصر آت ,,, و لن يُقام الحقّ إلا على دموع صبركم و أشلاء شهداكم و أنين جرحاكم ,, فالنصر غال ,, و الهون رخيص حقير ,, أفلا نشتري ما عند الله بأغلى ما عندنا ؟!!!
صبرا صبرا ,, بني قومي ,, لنفض غبار الذل عنّا فالغد آت و قريب لناظره ,,بإذن الله

◘◘ الخاطرة الثانية ◘◘



ملحمة الشام


تلبدت سماء نفسي بالغيوم, وأكفهر جو قلبي, وتساقطت عبرات المقل حارقة مكونة أخدودا في خدي وأنا أتنقل بين صفحات آلامهم ومآسيهم...أما أن لآلام أمتي أن تنتهي...فلسطين , البوسنة , العراق والآن دور الشام...ذبح وهتك للأعراض واعتقال ودمار...لا فرق بين مسلحين وعزل ,الكل في عرف النظام متمرد .


لكن أي نظام هذا؟؟أي نظام تصوغ له نفسه أن يقتل ويشرد ويعذب وييتم ويدمر و يهجر قصرا دون أي وجه حق؟؟؟ نظام ظالم وطاغ لم تعد له أي مشروعية أو مصداقية.


وبينما أنا أتنقل على بساطي إذ بي أجد نفسي معهم.. أمامي أطفال في عمر الزهور يملكون من الثبات ما تنشرح له الأفئدة , لم يعد للخوف في قواميسهم معنى, وبنات ونسوة وهبن أنفسهم للدفاع عن الدين ,ورجال ,,آه من رجال.. لم يعد لحياتهم معنى في سبيل إعلاء كلمة الحق.


ورأيتهم في استعداد للمعركة وكتائبهم مرابطة هنا وهناك. هذه كتيبة أبي عبيدة الجراح وهذه كتيبة خالد بن الوليد وتلك كتيبة حمزة ....والكل في معركة يؤرخها لها التاريخ.


دماؤهم تسفك فتتغلغل في الأرض وينبعث منها عبق المسك وعطر الياسمين, ودماء أخرى تنسكب فلا تقبلها الأرض وتنبعث منها عفونة ونتن. سبحان الله لم أدرك قبلا هذا , هناك فرق حتى في عطر الدماء لأن منها ما يراق وهو يكبر باسم رب الأرباب و يشهد ألا إله سواه , ومنها أخرى جحدت حق الخالق الواحد الأحد فما كان منه سبحانه إلا أن جعل أرواحها من النتانة ما لا تقبله أرض ولا سماء.


شاهدت الكتائب تصارع وتقاتل وتحتسب وتقول : لن يضيع شام العز كما ضاعت عراقنا الحبيبة.شام العز وقدس الكرامة صامدتان في وجه الطغيان والعدوان رغم الغدر والخيانات والمؤامرات.


وشاهدت... أتدرون ماذا شاهدت ؟؟؟ شاهدت بوارج حربية تحمل فرسانا من كل البلاد الإسلامية , وتنقلهم إلى ساحة المعركة فيعانق المغربي الجزائري ويضم المصري الفلسطيني والجزائري ويتحد العراقي بالكويتي فتذوب الخلافات...و تنصهر كل المشاحنات ...وتلتحم كل الكتيبات...تلتحم في مشهد يعجز المرء عن وصفه , وفي ملحمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا من أيام غزوات سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم...فعلا التكبير والتهليل والتسبيح ...واستشهد منا الكثير وسقط من الأعداء الكثير الكثير الكثير...وتوالى الكر والفر وتعالت أصوات تكبيرنا فوق نعيق ونباح وعواء العدو ,وعلت راياتنا رايات العدو التي نكست ,وفاق عددنا عدد العدو,فاندحر وتراجع وجر كساء الخذلان والذل.


استنشقنا في كتائبنا عبير النصر وعطر الحرية وتقدمنا بطل لنصلي ركعتين شكرا لله تعالى... فإذا بأصوات فرح وتكبير تقطع أحلامي فأفتح عيناي لأرمق على الشاشة رجالا ونساء- ببذل وجلابيب وعباءات فاخرة وأمامهم موائد لا حد لها - في أحد المؤتمرات والكل يردد ويدندن :نشجب ...نندد....نطالب الرئيس....أن يحمي المدنيين.....


فصحت: يا أمة المليار أما تملكين غير هذا؟؟؟امتنا وشعوبنا بين آلام وآمال... بين جراح وأحلام.... بين ظلام حالك وبلج فجر سيأتي لا محالة عبقا بعطر الشهداء وأريج الياسمين والزيتون... وستكون الشام البداية وستتوالى الانتصارات بإذن الله.


وأدركت حينها أننا لا زلنا في مرحلة المطالبة الشفهية في حين أن العدو يفترس شامنا.


أدركت أن الملحمة كانت حلما وقد بدأ فعلا بالتحقق... فبوادر الملحمة بدأت والموحدون في الشام الحبيبة مرابطون و لن يتراجعوا أعانهم من أعان أو خذلهم من خذل. سلاحهم الأكبر الإيمان واليقين في أن الله لن يخذلهم ويخيبهم وإنما يمهلهم ليستدرج الكفار ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.


توالى التكبير على التلفاز وفي الشارع واختلطت الهتافات ,فقلت حتما فريق ما فاز في كرة الشيطان عفوا كرة القدم التي تفرق بين الإخوان وتشعل شرارة النار بين البلدان. لأفهم متأخرة أن سبب التكبير أن الآية انقلبت في مصر... يا لها من بشرى؟؟؟من كان معتقلا أصبح رئيسا ومن كان جلادا عفوا رئيسا أصبح مسجونا.


فقلت في نفسي سبحان الله قبلا كان هذا حلما مستحيلا وهدفا بعيد المنال واليوم ها قد تحقق . فلا محالة سيتحقق حلم كل المسلمين وتصير ملحمة الشام حقيقة وسينتصر الموحدون لأن الله تعالى قال :{ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }





محاولة بسيطة بقلم أم خليل وسميه



◘◘ الخاطرة الثالثة ◘◘

ولادة أمة

تعالت أصواته...تتابعت أنفاسه...اهتزّت أركانه...ارتجفت أطرافه...
تلك هي اللحظات التي تعيشها تلك الأم..تلك الأم التي لم تعرف الإبتسامة لوجهها طريقا...ولم يستقبل قلبها ضيف الفرح أو السرور يوماً وعلى مرّ الأعوام...

أعوامٌ مضت..والأم تكبر..وأنفاس ذلك الصغير تكبر معها...لم تخف يوماً كيومها هذا...لماذا؟؟ سؤالٌ كسر حاجز الصمت المشوب بالخوف..لكن ولمَ الخوف الآن؟؟

أعادها السؤال بعفويته إلى سنين خالية بل أقل إلى القرون الماضية...حيث امتلأ قلبها حزناً ...واعتلى الهمّ وجهها الصغير...حين قالو لها: سيكون لك طفل..
كلمةٌ عجزت أن تتقبلها أو تنساها...أجل لم يكن ذلك حَملاً مألوفاً...بل كانت أمومة من نوع مختلف...نوع لم يألفه من قبل...

اعتادت على نوم طفلها الهادئ...لم تشعر يوماً أنه بحاجة لشئ...لم تسمع يوما أنينه..لم تدرك يوما دموعه المتتالية ...تلك التي لم تكن تراها...
كيف تراها؟؟...وقد غُطيت عيناها الواسعتان بجدار الظلم..كيف تسمعه؟؟وقد امتلأت أذناها بحديث المال والسلطة...كيف يهتز قلبها؟؟ وقد امتلأت شرايينه بالكبر والعجب...امتلأت أوردته بدماء المظلومين...أجل لم تكن تلك أماً...

لكن..ويبدو أنها ما سمعت بمن قال: ""سهام الليل لا تخطئ""...أجل سهام مسمومة تُطلق كلّ يوم..تندفع هذه السهام من دموع يتيم..من جرح مصاب...من دعوة شباب ضاع شبابه ...أجل كانت تحسب أيامها دهرا خالدا..لم تعلم بأنها بظلمها وتعسفها ...نسجت خيوطا من حديد....خيوطا لم تُنسَج من قبل..خيوطا لا تعرف معنى الضعف...لم تعي يوماً معنى الاستكانة...أجل فهذه خيوط تُنسَج في الخفاء...

حان موعد الخروج..كيف لا؟؟ وقد أصبحت الخيوط جاهزة...كوّنَت مُـجتَـمِـعَةً رداءً لم يعرفه العالم من قبل...

أشرقت شمسٌُ جديدة...شمسٌ بات لهيبها مُـحرِقا لتلك الأم...كاويا لها...لم تكن تحسب ليوم الخروج حسابا...لكنّ الظلم لا يبقى...تلك هي سنة الله تعالى في الأرض..""إنّ الله ليملي للظالم حتى إذا أمسكه لم يفلته"" أو كما قال عليه الصلاة والسلام..

بدأ خروج الطفل...تعالت صيحات الأم...لم تكن ولادة معهودة...فقد كان ألمها بألم كل مظلوم...كان صراخها بصراخ كل فقير...دمها بدم كل ثائر قتلته ليصمت..

صاح الطفل وليس كما اعتدنا..."لن أعود مظلوما"...كان بكائه.."لن أصمت يوما"...وتستمر الولادة ويستمر الألم...

الكاتبة:
أسيل
~ أفياء الصيف ~ غير متواجد حالياً