عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-12, 05:59 PM   #17
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي


(32)
إبرز مواطن القوة ووجه الاستفادة منها!
فكل إنسان يحمل بداخله نقاط قوة ونقاط ضعف
فلا ينبغي أن يحصر المستشار نفسه في علاج نقاط الضعف فحسب، بل لابد أن يجتهد في إبراز نقاط القوة ويوجه مستشيره إلى حسن الاستفادة منها

فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وإذا لم تنطلق في طريق الحق "بقوة" انشغلت بالباطل وعادت لضعفها، وقد تنشغل أثناء طريق الحق بهذا الضعف طالما أن انطلاقها لم يكن بالقوة اللازمة

كذلك فإن علو الهمة وحسن الاجتهاد والحماس الذي يولده معرفة نقاط القوة وإبرازها في النفس والاستفادة منها، يساعد في علاج نقاط الضعف وترميمها في النفس


(33)
لابد من مراعاة ألا يكون المستشار سببا في إحباط المستشير
لا بكلمة ولا بقسوة ولا بمشاعر داخلية تظهر بين السطور..



(34)
وإذا كان من المهم التنبيه على عدم إحباطه لمستشيره فالأولى التنبيه على عدم كسر أولي الهمم...
لا تكسر حماسته بسخرية أو تكرار بأنه سيفشل حتما .. لكن كن بجانبه توجهه وتساعده على الخروج من العقبات التي قد تواجهه



(35)
أحيانا تلمس شيء من الكبر في نفس المستشير فهذا يهذب وقد يحتاج لشيء من الكسر ولا يدخل ضمن الباب السابق قطعا فثمة فرق بين الكبر والحماسة ، ولكن احذر ...
فالكبر لا يعالج بالكبر ولا الإقصاء ولا التعالي ولا الإهانة....
ولكن يعالج بالتهذيب وهو مزيج من القوة والحزم مع كثير من المحبة والشفقة.

فتفقد دوما في قلبك وجود المحبة والشفقة



(37)
إذا كان الأمر يحتاج إلى التنبيه على أثر سلبي فيما يستقبل فليكن ذلك بلطف

فالتلميح إلى احتمال الانتكاس
أو الحاجة الماسة إلى المجاهدة المستمرة المرهقة
أو غير ذلك من العقبات التي يغلب على ظن المستشار أنها واقعة في طريق المستشير

فليكن هذا بلطف ويسر، وانتقاء الكلمات والأوقات التي يقال فيها ذلك، وأهم من كل هذا أن يفصل له جيدا وسائل مواجهة هذه العقبة وكيفية الخروج منها بأقل الخسائر

فيكون التنبيه على الأثر السلبي من قبيل الاستعداد المسبق للحدث وتسليح المستشير بوسائل المواجهة ...

(38)
الغالب أن دور المستشار توجيهيٌ وليس جبريا فيعرض الحلول ويترك لصاحبه حرية الاختيار مع توجيه خفي يرجح الكفة بحيث تبدو كأنها خرجت من نفس المستشير
لكن عليه أن يكون صادقا نصوحا مع صاحبه

فليس الدور المختار هو أن يساعد صاحبه يختار ما يشاء فحسب بل إذا كان يعلم جيدا أن هذا الطريق خطر ودحض مزلة فلابد من البيان الشافي الواضح لا مجرد التلميح
مع التأكيد على أن هناك حالات لا يصح طرح الاختيارات فيها بل يحتاج إلى توجيه مباشر صريح

وهناك وسائل تبدو في ظاهرها طرحا للاختيارات ولكنها في الواقع معلومة الإجابة كقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أترضاه لأمك؟"
ولكن احذر أن تكون الإجابة غير متوقعة وغير منطقية..



(39)
اعط للمستشير إحساسا بالمسئولية
فالمسئولية تحنى أعناق الرجال، وتغير سمتهم وهديهم ودلهم تغييرا لا تفعله كلماتك
وعضد فيه هذا الإحساس بقوة، ومجرد إشعاره أنه هو الذي اختار الحل الذي يناسبه وأنه قادر على ذلك بإذن الله تعالى يعضد ذلك في نفسه



(40)
هناك وسائل عديدة ليتعلم المستشير تحمل المسئولية منها ما ذكرناه أعلاه من إبراز مواطن القوة مثلا
كذلك يتعلم كيف يتحمل عاقبة اختياره وعواقب أفعاله هو أمر مهم وهو كذلك أمر تربوي
وقد قال تعالى :"ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وقال تعالى:" كل نفس بما كسبت رهينة" وآيات كثيرة تدل على تحمل كل واحد لعاقبة أفعاله.
فلا يحملنك شفقتك بمستشيرك أو ولدك أن تتحمل عنه عواقب أفعاله.
كذلك التكليف بأمور وواجبات ولكن ليكن ذلك بتدرج وحسب طاقتك وطاقته..(سماع أشرطة معينة، الصوم، تفريغ أشرطة أو قراءة كتاب ............الخ)

وغير ذلك كثير



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس