عرض مشاركة واحدة
قديم 14-03-12, 01:51 PM   #1
فاطمة سالم
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية|
افتراضي فائدة : في الشفاعة وأنواعها

بسم الله الرحمن الرحيم
فائــــــــــــدة في الشفاعة وأنواعها
الشفاعة في اللغة : من الشَّفع وهو الزوج ضد الفرد، لأنَّ الدَّاعي أو المُتَوَسِّط صار زَوجا للسائل بعد أن كان السائل فردا، فَسُمِّيَ شَفِيعا لأنه شفع ; يعني صار زوجا له ، يعني صار ثانيا معه .

وحقيقة الشفاعة في اللغة هي السؤال ، سؤال الشافع للمشفوع له في حاجة ما وطلب ذالك .
فرجعت في اللغة الى معنى السؤال والدعاء فمن قال لأحد اشفع لي عند فلان ، يعني اسأل لي واطلب لي ، توسط لي ونحو ذالك .

وأما في الاصطلاح : فالشفاعة اسم عام لكل دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لأمته فكل دعوى يدعو بها صلى الله عليه وسلم في العرصات يوم القيامة فإنها تعدُّ من الشفاعة

أنواع الشفاعة :
- أن الشفاعة التي للنبي صلى الله عليه وسلم بما جاء من الأخبار يوم القيامة أنواع :
أولا : الشفاعة العظمى : وهي شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف أن يحاسبوا فإن الناس يوم القيامة يمكثون زمانا طويلا في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، ينتظرون الفرج وهم في شدة وكرب وشدة حر وخوف وهلع ، ينتظرون الحساب ، وينتظرون تبيين المنازل فيأتون إلى الأنبياء، يأتون إلى آدم يستغيثون به يطلبونه أن يشفع لهم، قال «فيأتون إلى آدم فيقولون له أنت أبونا ألا ترى ما نحن فيه اشفع لنا» فيعتذر عن ذلك متذكرا ذنبه عليه السلام، ثم يأتون إلى نوح فيسألونه، ثم يأتون إلى إبراهيم ثم يأتون إلى موسى ثم يأتون إلى عيسى عليهم جميعا السلام، كل أولئك يعتذرون وبعضهم يذكر سؤالا له وبعضهم يذكر ذنبا له، كما جاء في الحديث الطويل المعروف حديث الشفاعة
ثم يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول صلى الله عليه وسلم «أنا لها، أنا لها»، فيذهب فيخر تحت العرش بعد نزول الجبار أ)، قال صلى الله عليه وسلم «فأحمد الله بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن» فيقال: «يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع» الحديث.

- ثانيا: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر:
وهذه قد جاء بها الدليل الخاص في قوله صلى الله عليه وسلم «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»
وقد سأل أبو هريرة رضي الله عنه نبينا صلى الله عليه وسلم فقال له (يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟) فقال صلى الله عليه وسلم «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه» خرجاه في الصحيحين، فقوله «أسعد الناس بشفاعتي» يعني سعيد الناس بشفاعتي، فـ«أسعد» أفعل على غير بابها بمعنى (فعيل)، يعني سعيد الناس بشفاعتي كما قال سبحانه {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}[الفرقان:24]، ليس معناه أنهم أحسن مقيلا من أهل النار، فيشترك أهل النار معهم في حسن مقيل، بل معنى قوله {أحسن مقيلا} يعني حسن مقيلهم.
فأفعل ليس على بابها في المفاضلة؛ ولكنها بمعنى المصدر يعني حسن مقيلهم، سعيد الناس بشفاعتي ونحو ذلك.
وهذه الشفاعة لأهل الكبائر لها نوعان؛ يعني لعموم اللفظ «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» نوعان:
أ - النوع الأول: قوم أهل كبائر رجحت سيئاتهم على حسناتهم، فأمر بهم إلى النار فيشفع فيهم صلى الله عليه وسلم في أن لا يدخلوا النار، فيشفع فيهم صلى الله عليه وسلم.
ب - النوع الثاني: في أقوام دخلوا النار فيشفع فيهم صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا منها، فيخرجون منها كأنهم الحمم فيوضعون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل.
3 - ثالثا: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أن يدخل أقوام الجنة بغير حساب ولا عذاب:
وهذه يستدل لها بقول عكاشة في حديثه (يا رسول الله أدعوا الله أن يجعلني منهم) قال (أنت منهم)

- رابعا: شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفع درجات بعض أهل الجنة:
وهذه يذكرها أهل العلم، ولم يوردوا عليها دليلا بينا، وهي شفاعة متفق عليها حتى عند أهل البدع.
فيستدل لها:
- بالإتفاق.
-بما استدل به ابن القيم رحمه الله في شرحه على تهذيب سنن أبي داوود حيث قال (ويستدل لها بقوله صلى الله عليه وسلم لما صلى على أبي سلمة «اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين»(5). فقوله «وارفع درجته» دعاء في الدنيا له وهذا معنى الشفاعة).
- خامسا شفاعته صلى الله عليه وسلم في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم وصاروا على الأعراف، في أن يعفوا الله ? عنهم ويدخلهم الجنة:
فهؤلاء يدخلون في عموم قوله ? {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}[الأعراف:46]، على أحد أوجه التفسير من أن أصحاب الأعراف هم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيجعلون على رأس جبل بين الجنة والنار لأجل التساوي، إذا نظروا يمنة إلى الجنة سروا، وإذا نظروا شمالا إلى النار خافوا، فيشفع فيهم صلى الله عليه وسلم إكراما له في أن يجعلهم الله ? من أهل الجنة.
6 - سادسا شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة:
فإن الناس إذا جاوزوا الصراط يحبسون في عرصات الجنة مدة، ثم يأتي صلى الله عليه وسلم فيقرع باب الجنة فيفتح له، ويسأل الله ? قبل ذلك أن يأذن لأهل الجنة بدخولها، فيدخلون برحمة الله ?، ثم بشفاعته صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم أول شافع وأول مشفع؛ يعني من حيث الجنس هو أول شافع وأول مشفع.
7 - سابعا شفاعته صلى الله عليه وسلم لأبي طالب عمه في أن يخفف الله ? عنه العذاب:
فيشفع فيه فيكون في ضحضاح من نار نعلاه من نار يغلي منهما دماغه، نعوذ بالله من عذابه.
هذه سبعة أنواع وبعض أهل العلم يجعلها ثمانية؛ لأجل أن أهل الكبائر -كما ذكرنا لكم- نوعان، فيجعل شفاعته لأهل الكبائر يعدها نوعين من الشفاعة، وهي واحدة لأن الدليل فيها واحد.

الشفاعة يوم القيامة ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالأنبياء؛ بل تشفع الملائكة ويشفع المؤمنون بدرجاتهم: (العلماء والشهداء والصالحون يشفعون)؛ كما ثبت في الصحيح أن الله ? يقول يوم القيامة «شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين فيأمر الله ? بأقوام في النار لم يعلموا خيرا قط أن يخرجوا»(رواه مسلم ) إلى آخر الحديث؛ يعني أن الشفاعة ليست خاصة بالأنبياء بل الملائكة تشفع كما قال ? في وصف الملائكة من حملة العرش وغيرهم {ويستغفرون لمن في الأرض}[الشورى:5]، وهذا استغفار قبل معاينة المصير والعذاب، وهم أرحم ومتولين لأهل الإيمان إذا رأوا العذاب ورأوا المصير.
قال «شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون» فإذا الشفاعة عامة فكل مؤمن صالح يشفع؛ يشفع في قريبه، يشفع في من شاء.
من كتاب جامع شروح العقيدة الطحاوية للامام ابن أبي العز الحنفي والعلامة صالح آل الشيخ - بتصرف-



توقيع فاطمة سالم


فاطمة سالم غير متواجد حالياً