الموضوع: بركة القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-12, 11:12 PM   #1
المتعلمة
|نتعلم لنعمل|
a بركة القرآن

الشيخ/ عبد الكريم الخضير

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} بركة القرآن لا تنتهي، فهو مبارك من كل وجه، وعلى أي حال، فمجرد قراءته متعبدٌ بها، التي لا تكلف شيئاً، وبكل حرف عشر حسنات، إذا قرئ القرآن يحصل للقارئ على كل حرف في مقابل كل حرف عشر حسنات، هذا أقل تقدير، والله يضاعف لمن يشاء، فأقل ما يحصل للقارئ في الختمة الواحدة قراءة القرآن مرة واحدة على أكثر من ثلاثة ملايين حسنة، هذا إذا قلنا أن المراد بالحرف حرف المبنى، و إلا فالخلاف موجود: هل المراد بالحرف حرف المعنى أو المبنى؟ لكن المرجح أنه حرف المبنى.
وهذه من بركاته، من بركاته أنه شفاء لأمراض القلوب، ولأمراض الأبدان، فمن قرئت عليه الفاتحة برئ من اللدغة كأنما نشط من عقال، كأنه ما أصيب؛ فالبركة فيه من كل وجه، من تدبره ورتله، وقرأه على الوجه المأمور به، هداه الله، من يريد ويروم الهدى فإنه هنا في قراءة القرآن على الوجه المأمور به، من يريد زيادة الإيمان والطمأنينة وانشراح الصدر فعليه بقراءة القرآن، من يريد النور التام في الدنيا والآخرة فعليه أن يتمسك بالقرآن.
وفي كل يومٍ يُطّلع على سر من أسرار القرآن التي يثبت الله بها عباده الذين آمنوا، لكن لو قرأنا القرآن على الوجه المأمور به عرفنا هذا، {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} مع الأسف أن أكثر المسلمين، وهم يقرؤون القرآن لا يعلمون وجوه هذا التثبيت، لا يعلمه إلا من عاناه ممن قرأه على وجهه المأمور به، {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[(102) سورة النحل] هدى لا شك أن فيه الهداية؛ لأنه هو الصراط المستقيم، كما جاء في تفسير السلف أنه القرآن هو الذي يهديهم وهو الذي يدلهم، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[(9) سورة الإسراء] فالقرآن هدى، في مطلع سورة البقرة {ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}[(2) سورة البقرة] هدى فالقرآن هدى.

منقول

وتعلمنا أثناء سيرنا في طلب تعلم القرآن من مشايخنا وشيخاتنا أن القرآن فيه بركة لصاحبه في عمره ووقته وجهده فتجد صاحب القرآن عمره معمور بتلاوة وحفظ ومراجعة وتعلم وتعليم القرآن.. وهذا فيه بركة.. فتجد الوقت عند أهل القرآن مليء بما يرضي الله مبارك فيه.. بركة في الزرق والعيال والعلم والفهم.. والعمر يمر على الجميع لكن على صاحب القرآن فيه بركة.. مع أنه يعمل بالأشغال الأخرى الدنيوية: فتجده إن كان سائقا يراجع حفظه أثناء عمله وبسمع القرآن، وإن كان نجارا.. حدادا.. طبيبا.. يراجع حفظه.. حتى المرأة: إن كانت ابنة أو زوجة أو أمًا أو ربة بيت: تستثمر عمرها وتباركه بالقرآن حفظا وتردادا وسماعا.. وتعلما وتعليما.. وقيل حتى الطبخة يكون فيها بركة وطعم طيب!!!

وقيل لنا أن الشيخ الشعراوي رحمه الله وجزاه عنا خيرا كان يقول بما معناه عن الوقت الذي يشغله المشتغل بالقرآن بقوله: هؤلاء فهموا ما في الوقت المستقطع من بركة تنثر في ساااااااائر أوقاتهم!!!

وقيل أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن مرزوق أهله لكرامة القرآن على الله.. وكرامة أهل القرآن على الله.. وهذا من تأملات الصالحين
فتجد البركة تحل على هذا البيت وتجد الطمأنينة والسكينة تملأ أركان هذا البيت.. كيف لا والرحمة والسكينة تتنزل لتلاوة القرآن؟!
فعن البراء بن عازب قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين، فتغشته سحابة فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال: ((تلك السكينة تنزلت للقرآن)) متفق عليه
أليس الله يقول(إن رحمت الله قريب من المحسنين).. أليست تلاوة القرآن من الإحسان للنفس والخلق بتعليمهم وإسماعهم والرقية بالقرآن.. وإن كان المعنى أعم وأشمل

هذه بعض تأملات الصالحين في بركة القرآن نقلتها لكم.. أسأل الله أن ينفع بها وهي غيض من فيض والمتأمل يجد أكثر وأكثر.. فالقرآن وصفه الله بأنه كريم (إنه لقرآن كريم) وقال الرازي في (مفاتيح الغيب29-166) في قوله تعالى(إنه لقرآن كريم): أي لا يهون بكثرة التلاوة بل يبقى أبد الدهر كالكلام الغض والحديث الطري-انتهى كلامه


اللهم بارك لنا في القرآن واجعلنا مباركين بما تحوي صدورنا من القرآن وبما نتلوه وبما نتعلمه وبما نعلمه بكرمك وجودك يا كريم..يا الله.. يا أكرم الأكرمين اللهم آمين



توقيع المتعلمة
المتعلمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس