عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-12, 08:17 AM   #14
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي


الخاتمة
.
وكفران العشير قل أن تسلم منه إمرأة إلا من رحم ربك
لأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان موجه لمعشر النساء جميعا
حيث قال: يا معشر النساء ‏ ‏تصدقن فإني ‏ ‏أريتكن ‏ ‏أكثر أهل النار
كما نجد أن خطابه كان للصحابيات - رضوان الله عليهم - أكثر النساء تقوى وورع وصلاح وإيمان واتباع لشرع الله
.
وفي المنتقى شرح الموطأ ذكر أن الحديث
"وعظٌ وزجرٌ عن كفر الإحسان وجحده عند بعض التّغيير ومواقعة شيءٍ من الإساءة
فإنّه لا يسلم أحدٌ مع طول المؤالفة من إساءةً أو مخالفةً في قولٍ أو فعلٍ
فلا يجحد لذلك كثير إحسانه ومتقدّم أفضاله"
.
وفي شرح سنن النسائي للحديث قيل
( لو أحسنت إلى إحداهنّ الدّهر ) تم ذكر الدهر كناية عن مدة عمر الرجل (أي لو أحسن لها عمره بأكمله) وفي هذا دليل على مبالغة النساء في كفرانهن للعشير
( ثمّ رأت منك شيئًا ) التّنوين في كلمة شيئا للتّقليل أي شيئًا قليلًا لا يوافق غرضها من أيّ نوع كان
.
أليس هذا بأمر مخيف ؟؟
.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن
كم من إمرأة كفرت بالعشير وتلفظت بما معناه انه لم يحسن إليها ولم يؤدي حقوقها
كم من إمرأة أسرت بهذا في نفسها وكتمته في سريرتها بدون التلفظ به، فهل تضمني أنها لن تتلفظ به يومًا ما؟
وكم من إمرأة لم تتلفظ او تحدث نفسها به حتى الآن، فهل تضمني أنها لن تكفر بالعشير أبدًا ؟؟
صدقًا الأمر ليس بشئ هين فهو ذنب عظيم من الذنوب الخاصة بالنساء ولا نستطيع قول أن هناك إمرأة معصومة من الذنب
.
والسؤال الثاني
كم مرة تصدقتِ واستغفرتِ لتنقذي نفسك من النار
اتباعا لنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر النساء ‏تصدقن
.
والسؤال الأخير
كم مرة دفعتِ أختك في الله لتكفر بالعشير وتجحد نعم زوجها،
نعم كنتِ أنتِ السبب في كفرانها للعشير من باب النصح والتوجيه
وهذه ظاهرة انتشرت وبشدة في الآونة الآخيرة وما هو إلا بسبب أننا أصبحنا نتفوه بما نظنه نصيحة دون التفكير فيما يترتب على كلامنا والله المستعان
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من خبب عبدا على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا"
رواه أحمد

يا حبيبتي نصيحة أوجهها إلى نفسي ثم إليك
.
- لا تجعلي ديدنك الشكوى إلى المخلوقين، تاركة ربك خالق المخلوقين
.
أعجزتِ عن شكر ما وهبه الله لك وهو يقول:

{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } إبراهيم (7)
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه )
أخرجه النسائي

- اعلمي أنه ما اصابكِ من شئ إلا بما كسبت يداكِ
وما أذاكِ زوجك بفعل إلا بمعصية منك وتقصير منكِ مع الله عز وجل
.
ألم يقل الله عز وجل:
{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ } النساء (79)
.
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } الشورى (30)
.
وقال أحد السلف: والله إني لأذنب الذنب فأرى أثره في خلق زوجتي تتغير علي وفي دابتي
.
فلا ترهقي نفسك بالمعاصي وتضيفي عليها كفران العشير وجحود النعم فيكون مصيرك النار

- اعلمي أنه حتى ينصلح زوجك في معاملته لكِ فلابد أن تتغيري أنتِ أولا وتصلحي حالكِ مع الله عز وجل
.
قال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } الأنفال (53)
.
قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد 11
.
وقال: {
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } النحل (112)

- كوني راضية يا حبيبة واصبري
.
وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، والصبر عند الصدمة الأولى ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ،
فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط
)
رواه الترمذي
.
قال صلى الله عليه وسلم:
(
عجبًا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن،
إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له
)
رواه مسلم

- اعلمي أنه حتى تحيي حياة طيبة فلابد أن تعملي بالعمل الصالح الموفق لذلك
.
فقال الله تعالى:
{
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } النحل (97)
فضمن لأهل الإيمان والعمل الصالح الجزاء في الدّنيا بالحياة الطيبة، والحسنى يوم القيامة،

.
قال الإمام ابن القيم:
والله تعالى إنّما جعل الحياة الطيبة لمن آمن به وعمل صالحاً،

- وأخيرا لا تنسي أن تستغفري لربكِ يا غالية وتتصدقي وتتوبي إليه من كل ذنوبكِ
.
وتذكري قول الله عز وجل:
{
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } هود (3)
..
..
تم بحمد الله






توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس