عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-11, 11:02 PM   #2
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

أثر الأسرة في تربية النشئ:


قال سماحة المفتي:

عباد الله، للأسرة أثرها الفعال في تربية النشئ، فالأسرة الصالحة المستقيمة من تطلعات المنزل آباء وأمهات لهم الأثر الفعال بتوفيق الله في إصلاح هذا النشئ، وهذا النشئ في أول أمره مستقر في ذهنه بقي لا تستطيع التخلص منه، فإن ربُي على قول حسن وعمل حسن نشأ على ما لا عليه وتوفيق من الله يزاد خيراً وصلاح، وإن نشئ على خلاف الشرع وربُي بالكلمات السيئة، والكلمات القبيحة، وشاهد المناظر الإباحية، وشاهد الاندفاع والاضطراب بين الأب والأم إلى غير ذلك، أثرت في نفسيته وفي حال مستقبله، والله جل وعلا جعل الهداية على قسمين فهداية التقريب والإرشاد هي وظيفة الرُسل وأتباعهم يقول الله لنبيه (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، أما هداية قبول الحق والعمل به فإلى الله أمرها (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)، والله يقول "اعملوا فكلٌ ميسر لما خُلق له" قال الله جل وعلا (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)، فالله يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، لكن على الآباء والأمهات بذل السبب الممكن منهم قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله "الأدب في يدي الآباء والصلاح في يد الله"، واشتكى رجل لعمر عقوق ابنه به فدعا عمر الابن وقال: إن أباك يشتكي من عقوقك، قال، يا أمير المؤمنين إن أبي لم يختار اسم لي، قال: وما سمك، قال: سامني جعله، والله لم يعملني آية ولا حديثاً ولا أمرني بمعروف لا نهاني عن منكر ولا أدبني على خير فقال عمر: لقد عققت ابنك قبل أن يعقك.

صلاح الأبناء بتوفيق من الله على يد الآباء والأمهات أن يصلح هذا النشئ ويوجههم التوجيه السديد، نشاهد أحياناً بعض شبابنا في الشوارع في طيش وسفه ولعب بالسيارات لعباً سيء خسارة أموال، وتهديد للأرواح، وهذه الأمور الدنايا لا بد من الآباء من موقف مع أبنائهم ليرشدوهم ويأخذوا على أيديهم، ويُبين لهم أن هذا التبذير والفساد بالمال ليس من أخلاق الإسلام، فالإسلام يحذر التبذير، يحرم التبذير (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)، فخذوا على أيادي أبنائكم من هذا الأسلوب السيئ من التسكع في الطرقات، وحذروهم من مصانع السوء وصحبتهم في الأجساد والشر الذين يردون من صاحبهم أن يكون منحرفاً في أخلاقه وسلوك بعيداً عن التعليم، والتربية، وعن كل خلق قيم، وربما ذمُه على أسباب الفجور وترويج المخدرات والبلايا والمصائب، وربما استغلوا فكرهم السيئ السيء بأنواع من الضرر على الأمة في حاضرها ومستقبلها، فكونوا عيون أبنائكم وأدبوهم وأرشدوهم وخذوا على أيديهم، ومروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر يقول الله عن لقمان لابنه (يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ* وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ* وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)، تلك الآيات تأدب أبنائنا، ونرشدهم إلى الخير، ونبعدهم عن السوء، ونسأل الله أن يهديهم، ويأخذ بنواصيهم بما فيه خير دينه ودنياهم (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً).
ا.هـ



توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..

التعديل الأخير تم بواسطة طالبة الرضوان ; 14-12-11 الساعة 11:06 PM
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس