عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-07, 12:59 PM   #3
أمة الخبير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

*
*
*


الحصة الثالثة

الإثنين 16/07/2007



الدعاء من أنفع الأدوية

والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن كما روى الحاكم في صحيحه من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض}} .



للدعاء مع البلاء مقمات :

وله مع البلاء ثلاث مقامات :

أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .

الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا .

الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه .


وقد روي الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان الى يوم القيامة }}.

وفيه أيضا من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ الدعاء ينفع بما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء }} .

وفيه أيضا من حديث ثوبان عن النبي -صلى الله عليه وسلم : {{ لا يرد القدر إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه }} .



فصل


الإلحاح في الدعاء :

ومن أنفع الأدوية : الإلحاح فى الدعاء
وقد روى ابن ماجة في سننه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ من لم يسئل الله يغضب عليه }} .

وفي ’’صحيح الحاكم ’’ من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : {{ لاتعجزوا فى الدعاء فإنه لايهلك مع الدعاء أحد }} .

وذكر الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{{ إن الله يحب الملحين فى الدعاء }} .

وفى كتاب الزهد للامام أحمد عن قتادة قال : قال مورق : ( ما وجدت للمؤمن مثلا إلا رجل في البحر على خشبة ، فهو يدعو يا رب يا رب ، لعل الله عز وجل أن ينجيه ) .



فصل


من آفات الدعاء

ومن الآفات التى تمنع ترتب أثر الدعاء عليه : أن يستعجل العبد ويستبطئ الاجابة ، فيستحسر ويدع الدعاء ، وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا ، فجعل يتعاهده ويسقيه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله .

وفى ’’ صحيح البخاري ’’ من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {{ يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي }} .

وفي ’’ صحيح مسلم ’’ عنه : {{ لايزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل }} ،قيل : يا رسول الله ما الإستعجال ؟؟ قال : {{ يقول قد دعوت وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لى ، فيستحسر عند ذاك ويدع الدعاء }} .

وفي ’’ مسند أحمد ’’ من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ لايزال العبد بخير ما لم يستعجل }} قالوا : يا رسول الله كيف يستعجل ؟؟ قال : {{ يقول قد دعوت لربي فلم يستجب لي }} .




فصل


أوقات الإجابة :

وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب ، وصادف وقتا من أوقات الاجابة الستة - وهي : الثلث الاخير من الليل ، وعند الأذان ، وبين الأذان والاقامة ، وأدبار الصلوات المكتوبات ، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم ، وآخر ساعة بعد العصر .
وصادف خشوعا في القلب ، وانكسارا بين يدي الرب ،وذلا له وتضرعا ورقة . واستقبل الداعي القبلة . وكان على طهارة ، ورفع يديه إلى الله تعالى ، وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم دخل على الله ، وألح عليه في المسئلة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة ، وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده ، وقدم بين يدي دعائه صدقة : فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ، ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة ، أو أنها متضمنة للأسم الأعظم .



أدعية مأثورة :

فمنها : ما في ’’السنن’’ وفي ’’صحيح بن حبان’’ من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : {{ اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد }} فقال : {{ لقد سأل الله بالإسم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعى به أجاب }} ، وفي لفظ : {{ لقد سألت الله باسمه الأعظم }} .

وفي ’’السنن’’ و’’صحيح بن حبان’’ أيضا من حديث أنس بن مالك : أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ، ثم دعا فقال : {{ اللهم إني أسالك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض : يا ذا الجلال والإكرام ، يا حى يا قيوم ) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : {{ لقد دعا الله باسمه العظيم ، الذي إذا دعى به أجاب ، وإذا سئل به أعطى }} . أخرج الحديثين الإمام أحمد فى ’’مسنده’’

وفى ’’جامع الترمذي’’ من حديث أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إسم الله الاعظم في هاتين الآيتين : {{ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }} البقرة 163 . وفاتحة آل عمران : {{ آلم . الله لا إله إلا هو الحي القيوم }} . قال الترمذي : هذا حديث صحيح .

وفى ’’مسند ولإمام أحمد’’ و’’صحيح الحاكم’’ من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك وربيعة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {{ ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام }} ، يعنى تعلقوا والزموها وداوموا عليها .

وفي ’’جامع الترمذي’’ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه الى السماء ، وإذا اجتهد في الدعاء قال : {{ يا حى يا قيوم }} .

وفيه أيضا من حديث أنس بن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال : {{ يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث }} .

وفى ’’صحيح الحاكم’’ من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن : البقرة ، وآل عمران ، وطه }} قال القاسم : فالتمستها فاذا هي آية (الحي القيوم )

وفي ’’جامع الترمذي’’ و’’صحيح الحاكم’’ من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( دعوة ذي النون ، إذ دعا وهو في بطن الحوت : {{ لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين }} الأنبياء 87 ، إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له )) قال الترمذي: حديث صحيح .

وفى ’’ مستدرك الحاكم’’ أيضا من حديث سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم : {{ ألا أخبركم بشىء إذا نزل برجل منكم أمرمهم ، فدعا به يفرج الله عنه ؟ دعاء ذي النون }} .

وفي ’’صحيحه’’ أيضا عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : (( هل أدلكم على اسم الله الاعظم دعاء ؟ دعاء يونس )) قال رجل : يا رسول الله ، هل كان ليونس خاصة ؟ فقال : (( ألا تسمع قوله تعالى : {{ فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجيني المؤمنين }} الأنبياء 88 ، فأيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطى أجر شهيد ، وإن برئ برئ مغفور له ))

وفي ’’الصحيحين’’ من حديث بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : {{ لا إله الا الله العظيم الحليم ، لا إله الا الله رب العرش العظيم ، لا إله الا الله رب السموات والأرض و رب العرش الكريم }} .

وفى ’’مسند الامام أحمد’’ من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول : {{ لا إله الا الله الحليم الكريم ، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين }} .

وفي ’’مسنده’’ أيضا من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه وحزنه ، وأبدله مكانه فرحا }} فقيل : يا رسول الله ، ألا نتعلمها ؟ قال : {{ بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها }} .

قال ابن مسعود : ( ما كرب نبي من الانبياء الا استغاث بالتسبيح ) .

وذكرا ابن أبي الدنيا في ’’ كتاب المجانين’’ و في ’’الدعاء’’ عن الحسن قال : ( كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الانصار يكنى أبا معلق ، وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره ، يضرب به في الآفاق ، وكان ناسكا ورعا فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك ، قال : ما تريد من دمي ؟ شأنك بالمال . قال : أما المال فلي ولست أريد إلا دمك ، قال : أما إذا أبيت فذرني أصلى أربع ركعات ، قال : صلِّ ما بدا لك ، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات ، فكان من دعائه فى آخر سجوده أن قال : ** يا ودود يا ودود ، يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما تريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام ، وبملكك الذي لايضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك : أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيت اغثني يا مغيث اغثني يا مغيث اغثني - ثلاث مرات - فإذا هو بفارس أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه ، فلما بصر به اللص أقبل نحوه ، فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه فقال : قم ، فقال : من أنت بأبي أنت وأمي ؟ فقد أغاثني الله بك اليوم ، فقال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة - دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة . ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي : دعاء مكروب ، فسألت الله ان يوليني قتله .

قال الحسن : ( فمن توضئ وصلى أربع ركعات ، ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب ) .



فصل


ظروف الدعاء

وكثيرا ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم ، فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته ، أو صادف الدعاء وقت إجابة ونحو ذلك ، فاجيبت دعوته ، فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء ، فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي !

وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي استعماله على الوجه الذي ينبغي ، فانتفع به ، فظن غيره أن استعمال هذا الدواء بمجرده كاف في حصول المطلوب ، كان غالطا ، وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس .

ومن هذا قد يتفق دعاؤه باضطرار عند قبر فيجاب فيظن الجاهل أن السر للقبر ، ولم يعلم أن السر للاضطرار وصدق اللجاء إلى الله . فإذا حصل ذلك في بيت من بيوت الله كان أفضل وأحب الى الله .



فصل


شروط الدعاء المستجاب :

والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ، فإذا كان الدعاء في نفسه غير صالح ، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء ، أو كان ثم مانع من الاجابة لم يحصل الأثر.


ملاحظة : هذه الصفحة : >>> الجواب الكافي (مشروع قراءة ) مخصصة للمدارسة ووضع الإجابات فقط ..


*
*



توقيع أمة الخبير
*
*
*


إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله

*
*
*



التعديل الأخير تم بواسطة أمة الخبير ; 22-07-07 الساعة 07:22 PM
أمة الخبير غير متواجد حالياً