الموضوع: لم يفت الأوان !
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-11, 05:06 PM   #1
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
افتراضي لم يفت الأوان !

بسم الله الرحمن الرحيم
لم يفت الأوان !
.
.
عزيز على قلوبنا أن تمر الساعات والأيام علينا وما نلنا حظنا من غنائمها ،
فكيف إن كانت ساعات شهر فضيـل يأيتنا مرة كلّ عام !
رمضـــــــــان ،
وياله من اسم تطرب له الأذان ، وتخفق له القلوب وتزدان .. بنور الإيمان ، والشوق إلى رحمات المنان جل جلاله .
قد أهل علينا منذ أيام لم ندر على أيِّ طِرفٍ مرّت ، فكأن ساعاتِها البرقُ ما أن يلمع في الأفق حتى يخبو !
سرت نسماته فأيقظت الوسنان ، ونبهت الغافل الحيرات ،
وأقبل المشتاقون إإلى رحابه يسعون ، وتحت ظلاله يتفيئون ، ولنفحاته يتعرّضــــون ،،
غايــــــــة أملهم مغفرة ورضوان ، وعتق من النيـــران.
هبّت نفحاته ، فأشرقت لها نفوس الصالحين ، واستبشرت به قلوب العابدين ، وحنت للطاعة قلوب الغافلين ،
فمرت لحظاته عليهم نعيمًا ، وأنســـًا ، فما أســعد أهل الله برمضان!
ما إن رأينا الهلال حتى قلنا:
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ،
واليوم وقد انتصف الشهر أو كــاد .. وتكامل هلاله وازداد ،
تساءلت ، هل نحن راضون عن حالنا فيه ، وماذا قدّمنا لنفوز به ؟!
إنّ منا من وفقه الله جل جلاله لاغتنام هذه الساعات المباركة ،
ومنا من مرت عليه وهو جسد بلا روح ،
ومنا من شغلته الملهيات فحجبته عن نور الله ،
فإن كنت قد وفقت فلتحمد لله ، فما ذاك إلا نعمة المنان ، واشكره يزدك من فضله ، ونوره ، سبحانه.
وإن كنت قد حرمت ، فلم يفت الأوان ،
قف خاضعا بين يدي الله وسله التوفيق ، فإن أمامك الفرصة لتدرك السابقين ،
فأدلج وجدّ في السير تبلغ ما أردت ، ولا تقعد بك نفسك فتخسـر ما بقي .. وأيّ خسارة؟!
أمامك من الكنوز أجلّها ، ومن الفرص أعظمها ،
أيـــام عظام من رمضان ، إن أحسنت فيها أدركت ليلة القدر ،
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
فيا لله !
أليلة كهذه تضاع ؟!
وتهدر لحظاتها في غير ما داع ؟!
قد أتتك الفرصة فانتهبها ،
طاعة ثلاث وثمانين سنة!
فمن لنا بهــــا؟!
فلنشد الهمة من الآن ، فقد والله حان الوقت للانطلاق بشوق إلى الله ، وما بقي للتفريط مكان ،
فتزود من هذه النفحات ، وخذ لنفسك من هذه المنح والهبات ،
أحسن في نهارك ، تُكافأ في ليلك بالمزيد ،
وتدرك ليلة القدر بإذن الكريم الودود ،
وتحظى بالجوائـــز يوم العيـــد .

سمية أم عمار
13 رمضان 1432هـ



توقيع سمية بنت إبراهيم
.................

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء-82)

قال أويس القرني رضي الله عنه :
لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان.


أم عمـــر .. أسعدكِ ربي يا حبيبة .. وجمعني بكِ في أعالي الجنان
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس