[glow=330099]* الحديث السادس عشر :-[/glow]
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- : أوصني ، قال :"لا تغضب" فردد مرارًا ، قال :"لا تغضب".
[glow=000099]* معاني الكلمات :-[/glow]
أوصني : الوصية هي العهد باهتمام .
لا تغضب : الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم .
[glow=000099] * الفـــــــــــــــوائد :- [/glow]
هذا الحديث جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب منه وصية فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا تغضب".
---> وهنا سؤال : النبي له وصايا كثيرة ، فأوصى رجل بالصلاة (لما سأله أي الأعمال أفضل؟ قال : الصلاة على وقتها) ، وأوصى آخر بالجهاد ، وأوصى آخر بذكر الله ، وأوصى آخر بالمحافظة على النوافل ، وأوصى آخر ببر الوالدين .
- فما هو الجواب عند العلماء ؟.
[glow=000099]الجواب من وجهين :-[/glow]
أصحهما : أن وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- ترجع للذي سأل .
-بعض الناس مقصر في بر الوالدين ، فماذا نوصيه؟ ، ببر الوالدين .
- وبعض الناس نشيطٌ قويٌ يحب الجهاد ، وصيه بالجهاد .
- وبعض الناس سريع الغضب ، نوصيه بألا يغضب .
وهذا أصح الأقوال .
[glow=000099] * يعني السؤال هنا : [/glow]
وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- تنوعت ، فصحابي أوصاه النبي بكذا ، وصحابي أوصاه النبي بكذا ، فما الجواب؟
نقول : هذا يرجع لحال المفتي ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال : "لاتغضب" علم النبي أنه سريع الغضب (مراعاة أحوال السائل).
وهذا دليل على فضل الداعية إلى الله ، فالداعية الناجح : يكلم كل قومٍ بما يستطيعونه ؛ فلو جئت إلى كبار السن ، فعن ماذا نتكلم؟ عن طلب العلم؟!! كلا ، أتكلم عن ذكر الله ، وعن تربية الأبناء .
- إذا جئت إلى شباب عندهم حفظ أكلمهم عن طلب العلم .
- إذا جئت إلى أناس يحبون الجهاد أكلمهم عن الجهاد .
فمن علامات الداعية الناجح أن يخاطب كل قومٍ وكل سائلٍ بما يناسبه .
- لماذا قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا تغضب" ؟ ---> لأنه علم أنه سريع الغضب .
[glow=000099]* علاج الغضب :-[/glow]
معروف أن الغضب ما حذر منه النبي إلا لأنه خطر ، فالذي يقتل بسبب الغضب ، والذي يطلق أغلبه بسبب الغضب ، والذي يسب ويشتم بسبب الغضب .
فينبغي على الإنسان ألا يغضب .
فعلاج الغضب :-
- أولاً : الاستعاذة ؛ فقد جاء في حديث سليمان ابن صرد قال : استب رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب منه الذي يجد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
ثانيًا :تغيير الهيئة ؛ كما في حديث أبي ذر ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"إذا غضب أحدكم وهو قائمٌ فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
ثالثًا : الوضـــوء ؛ فقد جاء في الحديث :"أن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تُطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".
رابعًا : السكـــوت ؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"وإذا غضبت فاسكت".
خامسًا : معرفة فضل من كتم غضبه ؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في رواية :"لا تغضب ولك الجنة".
سادسًا : من صفات التقوى ؛ قال الله عز وجل : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"ليس الشديد بالصرعة ، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
[glow=000099]* وهل الغضب كله مذموم ؟ [/glow]
كلا ؛ بل هناك غضب محمود ؛ وهو ما كان لله عز وجل .
ولذلك تقول عائشة -رضي الله عنها- :"ما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله".
فحينما يرى الإنسان المعاصي والذنوب والمنكرات ، حينما يرى إخواننا وهم يذبحون ولا يغضب ---> هذا مذموم ، بل ينبغي أن يغضب .
الغضب المذوم ---> هو الغضب الدنيوي .
---> وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :"لا تغضب" ما معناه؟
[glow=000099]* يشتمل أمرين :-[/glow]
أولاً : لا تفعل الأسباب التي تجر إلى الغضب .
يعني -مثلاً- أحد الناس إذا جاء في المجلس الفلاني غضب ، فإنا نقول له : لا تذهب إليه .
فمعناها : لا تفعل الأسباب التي تؤدي إلى الغضب .
ثانيًا : بعد الغضب امسك نفسك ، ادفع نفسك عن الغضب .
- ولذلك حُكِيَ أن الفضيل بن عياض كان إذا قيل له : إن فلان يقع في عرضك ، يقول : والله لأغيظن من أمره -يعني إبليس- ثم يقول : اللهم إن كان صادقًا فاغفر لي ، وإن كان كاذبًا فاغفر له .
- وحُكِيَ أن جارية كانت تصب الماء لعلي بن الحسين فسقط الإبريق من يدها عى وجهه فشجه -جرحه- فرفع رأسه إليها ، فقالت له : إن الله يقول :( والكاظمين الغيظ ) فقال : كظمت غيظي ، فقالت : يقول ( والعافين عن الناس ) ، قال : عفوت عنكِ ، قالت : قال ( والله يحب المحسنين ) قال : اذهبي فأنتِ حرة لوجه الله .
فينبغي على المسلم أن يحفظ وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه قال :"لا تغضب" ، فنربي أنفسنا على ترك الغضب .
وهنيئًا لمن سمع وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- فطبقها .
فوصية النبي لشخص واحد وصية للأمة بأجمعها .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى ..
نفعكنَّ الله يا طالبات العلم .. وزادكنَّ علمًا وفقهًا في الدين وهمَّةً ..
بوركتم ووفقتم وسددتم ورزقتم خيري الدارين وسعادتهما ..
خالص ودّي ..
محبتكمـ..
[glow=000066]ღ عائشة أم عبد الله ღ[/glow]