عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-11, 12:02 PM   #16
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .



قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
آل عمران : ۲۰۰



أخواتى فى اللـــــه

إن الحياة الدنيا لا تسير على نسق واحد ولا على نظام راتب، فهي مليئة بالمتناقضات ... مليئة بالفرح والحزن، والحب والكراهية، والغنى والفقر، والأمل واليأس، والراحة والتعب، والسعادة والشقاء، والضعف والقوة .






فطبيعة الحياة بمثل هذه السعة وبحجم هذه المفارقات تستدعي من الإنسان المسلم أن يواجه الجوانب الصعبة من حزن وكراهية وفقر وتعب ومشقة ومشاكل ومكاره بجَلَد وإرادة حتى يجتازها بسلام ، غير قانط من رحمة الله وفرجه،
وذلك هو
الصبر
و أعلى مراتب الصبر و أثوبها عند الله هو الصبر الجميل الذي ليس به شكوى






و لو تأملنا هذه الآية أخواتي في الله لوجدنا ان الله
عز وجل ربط بين الصبر والفلاح ربطاً واضحاً ، والخطاب الموجه إلى المؤمنين قرن الأمر بالصبر بالأمر بالرباط وتقوى الله عز وجل ، بل جاء الأمر بالصبر قبل الأمر بالرباط وتقوى الله تبيانا لأهمية الصبر وحيويته في حياة المؤمن.






والصبر ليس كلمة تقال لا تتجاوز حلقوم الإنسان، أو شعورا عابرا يطرق قلب المسلم فلا يستقر فيه، بل إن الصبر سلوك يربي المرء وينقله من مرتبة السخط إلى منزلة الرضا، السخط من البلاء إلى الرضا بالقضاء، ومن مرتبة الجزع إلى منزلة الاطمئنان والسلام الداخلي، فلا يتغير الباطن عن الظاهر.
والصبر مكانه القلب وترجمانه اللسان ومرآته الجوارح ، فالصبر الذي لا ي
ستقر في القلب ليس صبرا حقيقيا ، والصبر الذي لا يترجمه اللسان بالحمد والشكر لله في جميع أحوال المؤمن ليس صبرا حقيقيا ، والصبر الذي لا يظهر وجهه صافيا من خلال الجوارح كلها لا يعدو أن يكون صبرا مزيفا.






والصبر مدرسة لأنه يعلم الصابر متى وكيف يحبس نفسه على ما تكره، وكيف يؤدي الطاعات والقربات وقبلهما الفروض والواجبات، ويقف عند حدود الله ويبتعد عن المحرمات ولا يقترف المنكرات، راجيا رحمة الله عز وجل ، راغبا في الجنة المحفوفة طريقها بالمكاره والصعاب والمشاق التي لا تنال إلا بالصبر عليها.






و للصبر أخواتي ثلاث أنواع


أولا :
الصبر بالله
ولعل هذه المرتبة من أرقى مراتب الصبر وأحسنها ، فهو الصبر عند الصدمة الأولى .. وكل من يستعين بالله في شتى أمور حياته متغلبا على عراقيلها وحواجزها وأشواكها ومراراتها مخلصا النية لله تعالى فهو صابر بالله.

ثانيا :
الصبر في الله
مثل الحب في الله، يكون الصبر في الله سلوكا خالصا يبتغي به المؤمن وجه الله تعالى، فالصبر في الله مرتبة سامية لا تتأتى إلا بالاختيار الرباني لعباده المؤمنين من خلال ابتلائهم بشيء من الخوف أو الجوع أو بنقص من الأموال أو الأنفس .. فتأتي البشرى العظيمة مباشرة بعد هذه الابتلاءات للصابرين الذين يتذكرون الله تعالى ويذكرونه فور وقوع المصيبة..

ثالثا :
الصبر لله
هو أن يكون الصابر صابرا لوجه الله تعالى وحده محبة له ورجاء فيه وخشية منه. وتتجلى أرقى صور مرتبة الصبر لله عندما يصبر المؤمن عن اقتراف المعصية أو حتى الاقتراب منها وهو قادر على فعلها
، لأنه يحب الله خالقه ويراقبه في حركاته وسكناته ويخشى عذابه .





أخواتي في الله


و لكن كيف الوصول لطريق مدرسة الصبر

إن مدرسة الصبر بناية غير بعيدة عنا ، وليست عسيرة الولوج ، فقط تشترط هذه المدرسة من والجيها أن يكونوا مخلصين لله عز وجل ، واثقين في حكمته وعدله وقضائه ، والذي يجعل المنتسب إلى المدرسة صابرا حقا أن يعلم أن هناك تفاوتا في المصائب في الدنيا ، ومن حدث أن أصيب بمصيبة في الدنيا عليه أن يتسلى بمصيبة أكبر وأعظم ،

وليس هناك مصيبة أخطر من المصيبة في الدين التي توجب لصاحبها الهلاك في الآخرة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء كان يدعو به:" ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ".

ومن الناس من إذا أصابته مصيبة في دنياه .. في صحته أو ماله أو بدنه
، بدل أن يرضى ويشكر الله مبتليه ، تجده و العياذ بالله يتسخط و يهمل العبادة .






إذن

الصبر يكفي الوصول إليه تدريبات عملية بأن يوطن الإنسان نفسه على حبس نفسه على الطاعات وترك المنكرات، مع الاقتداء بخير الصابرين رسولنا الكريم، متيقنا أن الصابر أمره كله خير إن شكر أو صبر، فهو في الحالتين فائز.

جعلني الله و إياكن من الصابرات الشاكرات .







توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس