عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-10, 08:00 PM   #3
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

تابع كتاب التوحيد للعلامة الفوزان حفظة الله

الفصل الخامس

بيان حقيقة كل من: الجاهلية، الفسق، الضلال، الردة:
أقسامها،أحكامها

1. الجاهلية:

هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله ورسله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك نسبة إلى الجهل الذي هو عدم العلم أو عدم اتباع العلم قال شيخ الإسلام بن تيمية: فان من لم يعلم الحق فهو جاهل جهلا بسيطا. فان اعتقد خلافه فهو جاهل جهلا مركبا. فان قال خلاف الحق عالما بالحق أو غير عالم فهو جاهل أيضا. فإذا تبين ذلك فالناس قبل بعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في جاهلية منسوبة إلى الجهل. فان ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جاهل. وإنما يفعله جاهل. وكذلك كل ما يخالف ما جاء به المرسلون من يهودية ونصرانية فهو جاهلية وتلك كانت الجاهلية العامة- فأما بعد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكون في مصر دون مصر. كما هي في دار الكفار. وقد تكون في شخص دون شخص. كالرجل قبل أن يسلم فانه في جاهلية وإن كان في دار الإسلام. فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم. فانه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة. والجاهلية المقيدة قد توجد في بعض ديار المسلمين وفي كثير من الأشخاص المسلمين. كما قال صلى الله عليه وسلم: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية"، وقال لأبي ذر: "انك امرؤ فيك جاهلية" ونحو ذلك. انتهى.(اقتضاء الصراط المستقيم 1/225)

وملخص ذلك: أن الجاهلية: نسبة إلى الجهل وهو عدم العلم وأنها تنقسم إلى قسمين:

ا- الجاهلية العامة وهي ما كان قبل مبعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد انتهت ببعثته.

2- جاهلية خاصة ببعض الدول وبعض البلدان وبعض الأشخاص وهذه لا تزال باقية. وبهذا يتضح خطأ من يعممون الجاهلية في هذا الزمان فيقولون: جاهلية هذا القرن وما شابه ذلك، والصواب أن يقال جاهلية بعض أهل هذا القرن أو غالب أهل هذا القرن. وأما التعميم فلا يصح ولا يجوز لأنه ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم زالت الجاهلية العامة.

2. الفسق:

الفسق لغة: الخروج- والمراد به شرعا: الخروج عن طاعة الله. وهو يشمل الخروج الكلي فيقال للكافر فاسق والخروج الجزئي فيقال للمؤمن المرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب فاسق.

فالفسق فسقان: فسق ينقل عن الملة وهو الكفر. فيسمى الكافر فاسقا فقد ذكر الله إبليس فقال(ففسق غن أمر ربه)

وكان ذلك الفسق منه كفرا. وقال الله تعالى: (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) يريد الكفار. دل على ذلك قوله:

(كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون)

ويسمى العاصي من المسلمين فاسقا ولم يخرجه فسقه من الإسلام، قال الله تعالى: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وألئك هم الفاسقون) وقال تعالى (فمن فرض فيهمن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)

وقال العلماء في تفسير الفسوق هنا: هو المعاصي.( كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 278)

3. الضلال:

الضلال: العدول عن الطريق المستقيم. وهو ضد الهداية قال تعالى: (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها)

والضلال يطلق على عدة معان:

ا- فتارة يطلق على الكفر، قال تعالى: (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا)

2- وتارة يطلق على الشرك قال تعالى: (ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا)

3- وتارة يطلق على المخالفة التي هي دون الكفر، كما يقال الفرق الضالة أي المخالفة.

4- وتارة يطلق على الخطأ ومنه قول موسى عليه السلام: (فعلتها إذا وأنا من الضالين

5- وتارة يطلق على النسيان ومنه قوله تعالى: (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)

6- ويطلق الضلال على الضياع والغيبة ومنه: ضالة الإبل. (ص 297- 298 من المفردات للراغب)

4- الردة و أقسامها وأحكامها

الردة لغة: الرجوع- قال تعالى: (ولا ترتدوا على أدباركم) أي لا ترجعوا، والردة في الاصطلاح الفقهي: هي الكفر بعد الإسلام- قال تعالى:

(ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وألئك أصحاب النار هم فيها خالدون)

أقسامها: الردة تحصل بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام، ونواقض الإسلام كثيرة ترجع إلى أربعة أقسام هي:

ا- الردة بالقول: كسب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو ملائكته أو أحد من رسله. أو ادعاء علم الغيب أو ادعاء النبوة أو تصديق من يدعيها. أو دعاء غير الله أو الاستعانة به فيما لا يقدر عليه إلا الله أو الاستعاذة به في ذلك.

2- الردة بالفعل: كالسجود للصنم والشجر والحجر والقبور والذبح لها. وإلقاء المصحف في المواطن القذرة وعمل السحر وتعلمه وتعليمه والحكم بغير ما أنزل الله معتقدا حله.

3- الردة بالاعتقاد، كاعتقاد الشريك لله، أو أن الزنا والخمر والربا حلال. أو أن الخبز حرام أو أن الصلاة غير واجبة ونحو ذلك مما اجمع على حله أو حرمته أو وجوبه إجماعا قطعيا ومثله لا يجهله.

4- الردة بالشك في شيء مما سبق كمن شك في تحريم الشرك أو تحريم الزنا والخمر، أو في حل الخبز أو شك في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أو رسالة غيره من الأنبياء أو في صدقه أو في دين الإسلام أو في صلاحيته لهذا الزمان.

وأحكامها التي تترتب عليها بعد ثبوتها هي:

1- استتابة المرتد- فان تاب رجع إلى الإسلام في خلال ثلاثة أيام قبل منه ذلك وترك.

2- إذا أبى أن يتوب وجب قتله لقوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه ".

3- يمنع من التصرف في ماله في مدة استتابته فان أسلم فهو له. وإلا صار فيئا لبيت المال من حين قتله أو موته على الردة. وقيل من حين ارتداده يصرف في مصالح المسلمين.

4- انقطاع التوارث بينه وبين أقاربه فلا يرثهم ولا يرثونه.

5- إذا مات أو قتل على ردته فانه لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين. وإنما يدفن في مقابر الكفار أو يوارى في التراب في أي مكان غير مقابر المسلمين.


------------------------------------------------------------------------------

الباب الثاني

الفصل الأول

إدعاء علم الغيب و قراءة الكف والفنجان وغيرهما

المراد بالغيب:

ما غاب عن الناس من الأمور المستقبلة والماضية وما لا يرونه، وقد اختص الله تعالى بعلمه، وقال تعالى: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله). (65 من سورة النمل)

فلا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وحده، وقد يطلع رسله على ما شاء من غيبه لحكمة ومصلحة، قال تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) ستة و عشرون - 27 من سورة الجن)

أي لا يطلع على شيء من الغيب إلا من اصطفاه لرسالته فيظهره على ما يشاء من الغيب. لأنه يستدل على نبوته بالمعجزات التي منها الإخبار عن الغيب الذي يطلعه الله عليه. وهذا يعم الرسول الملكي والبشري ولا يطلع غيرهما لدليل الحصر. فمن ادعى علم الغيب بأي وسيلة من الوسائل غير من استثناه الله من رسله فهو كاذب كافر- سواء ادعى ذلك بواسطة قراءة الكف أو الفنجان أو الكهانة أو السحر أو التنجيم أو غير ذلك- وهذا الذي يحصل من بعض المشعوذين والدجالين من الأخبار من مكان الأشياء المفقودة والأشياء الغائبة. وعن أسباب بعض الأمراض، فيقولون فلان عمل لك كذا وكذا فمرضت بسببه، إنما هو لاستخدام الجن والشياطين، ويظهرون للناس أن هذا يحصل لهم عن طريق عمل هذه الأشياء من باب الخداع والتلبيس... قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع. وكانوا يخلطون الصدق بالكذب، إلى أن قال: ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة فواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون في ذلك الموضع ومنهم من يطير به المجني إلى مكة أو بيت المقدس أو غيره. انتهى. انظر مجموعة التوحيد (797، 1 0 8).

وقد يكون إخبارهم عن ذلك عن طريق التنجيم- وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية كأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وتغير الأسعار وغير ذلك من الأمور التي يزعمون أنها تدرك معرفتها بسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها. ويقولون: من تزوج بنجم كذا وكذا حصل له كذا وكذا، ومن سافر بنجم كذا حصل له كذا، ومن ولد بنجم كذا وكذا حصل له كذا من السعود أو النحوس كما يعلن في بعض المجلات الساقطة من الخزعبلات حول البروج وما يجرى فيها من الحظوظ.

وقد يذهب بعض الجهال وضعاف الإيمان إلى هؤلاء المنجمين فيسألهم عن مستقبل حياته وما يجري عليه فيه وعن زواجه وغير ذلك. ومن ادعى علم الغيب أو صدق من يدعيه فهو مشرك كافر، لأنه يدعي مشاركة الله فيما هو من خصائصه. والنجوم مسخرة مخلوقة ليس لها من الأمر شيء ولا تدل على نحوس ولا سعود ولا موت ولا حياة. وإنما هذا كله من أعمال الشياطين الذين يسترقون السمع.


يتبع ان شاء الله








توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس