اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله المغربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال أخواتي :مالفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية
وجزاكم الله خيرا
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذريات:56)
ومعنى يعبدون أي يوحدون
فغايةُ الله عزّ وجلّ من الخلق هي أن نعبُده سبحانه كما أمر وشرع في كتابه المبين وسنة نبيه فهو صلى الله عليه وسلم المُبلغ عن ربه سبحانه وتعالى ولا ينطق عن الهوى
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
1 - توحيد الربوبية : هو توحيد الله بأفعاله بأن الله هو الخالق الرزاق المدبر المحي المميت ، له الأمر والخلق. وتحقيق توحيد الربوبية فقط لا يخرج صاحبها من دائرة الشرك ولا يدخله في الإسلام
قال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ) الزخرف
وفي سورة يونس يقول الله عز وجل (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ )
المشركون عبر الأزمنة يقرون بأن الله هو الخالق والرازق والنافع والضار فهم يحققون توحيد الربوبية ورغم ذلك فهم غير موحدون ذلك بأنهم اتخذوا من دون الله أندادا وزعموا أنهم وسطاء يتقربون بهم إلى الله ويشفعون لهم عند الله سبحانه وتعالى.
2 - توحيد الألوهية أو توحيد العبادة : بأن يوحد الإنسان ربه بأن لا يصرف شيئا من عبادته لغيرالله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الانبياء:25]
3- توحيد الأسماء والصفات : هو إثبات العبد لله عز وجل ما أثبته لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف وكذلك ينفي عنه عز وجل ما نفاه عن نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11]
يعتبر توحيد الألوهية أعلى مراتب التوحيد وهو الذي دعا إليه وبدأ به كل الرسل دعوتهم وهذا التوحيد هو الذي أنكرته الكثرة الكاثرة من البشرية مع اعترافها بالله رباً خالقاً رازقاً قال تعالى:﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾[يوسف:106]
أعطيك مثال من كتاب الله عز وجل، يقول الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
النسك: الذبح
بدأ سبحانه وتعالى الآية بفعل أمر "قل" لنبيه ولسائر المؤمنين "إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي" الله جل وعلا قرن النحر بالصلاة في الآيتين، فالصلاة عبادة عظيمة لايجوز صرفها لغير الله كذلك النحر عبادة عظيمة لا يجوز صرفها لغير الله ، الإنسان لو ذبح لغير الله فقد أشرك.
ولو أقر الإنسان بأن الله هوالخالق ولكن صرف العبادة لغيرالله ولم يحقق التوحيد الخالص لله فصيامه وصلاته وحجه لا ينفعه ولا ينجيه من النار فالشرك نجاسة تفسد التوحيد إذا خالطته وتخرج الإنسان من دائرة الإسلام.