عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-10, 07:44 PM   #14
أم ايمان
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

نلخص النقط التي ذكرناها
الغايات الكبرى لتنزيل القرآن الكريم
7 غايات :
- معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه و صفاته وآلائه
- إخراج الناس من الظلمات إلى النور
- إصلاح ما فسد من العقيدة
- الشفاء والرقية
- تصحيح الأخلاق والسلوك
- الفطرة السليمة:عبادة الله على هدى ونور
- تقوية الإيمان وتزكية النفوس

هذه الغايات ينبغي أن نستحضرها في كل لحظة من لحظات التدبر
لاتغيب عنا أبدا
كل ما جئنا ننظر في الآيات الكريمة نجعل هذه الغايات نصب أعيننا بمثابة المشكاة والمصباح التي تنير الطريق وتيسر الانتفاع .

أنواع التدبر :
1.التدبر الموضوعي :
أن نختار موضوع وننظر فيه على مستوى القرآن بصفة عامة : مثلا موضوع الإنفاق أوالصحبة أو الاستئذان أو الأمثال القرآنية أوالقصص أو آيات الخلق أو القدرة والتدبير أو السنن الكونية.....
موضوعات كبيرة أو صغيرة، موضوعات متكررة أو موضوعات محدودة تذكر مرة أو مرتين أو أكثر
ننظر في هذا الموضوع ونجمع كل ما تفرق فيه من آيات ثم نتدبره .

2. التدبر على مستوى السورة :
في البداية نتعرف على أبرز موضوعات السورة أوالمحاورالرئيسة التي يقوم عليها بناء السورة أوالأغراض العامة والخاصة بهذه السورة ، وكذلك يستحسن كثيرا التعرف على مكان النزول هل هذه السورة مكية أو مدنية ؟
وكذلك إن وجدت بعض أسباب النزول على مستوى السورة أو بعض الآيات أو مقاطع من السورة ، هذا يعين على الفهم و على التدبر القويم وفي الحقيقة هذا شيء حسن وجيد ومهم يعين على الفهم.
بعد ذلك نتعرف على فاتحة السورة ، ما الموضوعات والمعاني التي اشتملت عليها فاتحة السورة ، الفاتحة تطول وتقصر ، أحيانا تكون الفاتحة بآيتين أو ثلاث أو أربع حسب طريقة بناء السورة .
نتعرف على الموضوعات أو المعاني التي اشتملت عليها فاتحة السورة ثم ننتقل بعد ذلك إلى الخاتمة
وما بين الفاتحة والخاتمة هناك ما يسمى بجسم السورة أي الجسم الرئيسي للسورة ، نتعرف على الأقسام أو المقاطع أوالأجزاء التي يتكون منها هذا الجسم أو هذا الجزء الكبير من السورة ، نتعرف على موضوعاته.
ثم ننتقل بعد ذلك إلى الخاتمة ، نتعرف على الموضوعات والمعاني التي اشتملت عليها الخاتمة والغايات والأهداف فيها. ثم بعد ذلك ننظر في عملية الربط بين الفاتحة والخاتمة.
هذا الربط وهذا النظر ينبغي أن يكون على جانبين :
الجانب الأول من حيث المعاني ، المعاني قد تكون مكررة في الفاتحة والخاتمة ولكنها ليست على بناء واحد ، المعنى يكون واحدا ولكن البناء مختلف ، هذا الاختلاف يتعلق بمعاني نحتاج أن نتدبرها ونستفيد منها وننتفع بها.
إذن المعاني المكررة في الفاتحة والخاتمة وطريقة التعبير عنها في الفاتحة والخاتمة والنظر في التعبيرين أو في الأسلوبين وأوجه الاختلاف والاتفاق بينهما في البناء يتعلق بها معاني عظيمة وجليلة يمكن أن ننتفع منها في استظهار الآيات الكريمة .
الجانب الثاني من حيث الألفاظ : نجد أحيانا الألفاظ تتكرر في الفاتحة والخاتمة وإن اختلف البناء وهذا أيضا مهم، من الناحية الصوتية مهم فعندنا في علم البلاغة ما يسمى ردُ الأعجاز على الصدور معنى ولفظا ، أحيانا يكون باللفظ والمعنى وأحيانا باللفظ ، فالقرآن معجز كبير يحتاج إلى تدبر عميق .
نرد الخاتمة على الفاتحة هذا نوع من التدبر على مستوى السورة ، وننظر في الغايات والأهداف من ذلك لانقف فقط على الجوانب اللفظية بل النواحي المعنوية مهمة .
بعد ذلك ننظر في الأجزاء المكونة لجسم السورة وعلاقتها بالفاتحة والخاتمة حتى نقف على الغايات والأهداف من السورة ثم ننظر في السورة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها ، بحيث أحيانا تكون لها علاقة بخاتمة ما قبلها أو فاتحة ما بعدها وأحيانا تكون لها علاقة بفاتحة وخاتمة ما قبلها و ما بعدها.
وهذا يحتاج إلى تفكر وتدبر في هذا الجانب نستفيد منه إن شاء الله تعالى .
طبعا من المناسب أيضا بما كان أن نعرف أوقات أي ترتيب النزول ، ليس ترتيب المصحف المقصود بل ترتيب النزول، مثلا سورة كذا نزلت بعد سورة كذا في عام كذا. فترتيب النزول وزمان النزول هذا يعين على معرفة مقاصد السورة وأهدافها غير الترتيب في المصحف
اعتمادنا على كتب التفاسير وكتب أسباب النزول أو كتب علوم التفاسير عموما يعين كثيرا على فهم مقاصد السورة . وهناك أمور أخرى مهمة في التدبر على مستوى السورة إن شاء الله تعالى نأت عليها في حينها.

3- التدبر على مستوى الآية
أن ننظر في الآية مجملة ثم ننظر فيها كلمة كلمة وحرفا حرفا من حيث الدلالة اللغوية للكلمة والدلالة الشرعية في الآية الكريمة لأن الكلمة في اللغة أحيانا يكون لها أكثر من معنى ، فما المعنى القرآني المراد في سياقه ؟ وهذا شيء مهم ولذلك في بعض التعبيرات أو في بعض الجمل القرآنية أو في بعض الكلمات تكون من الغريب بسبب بعدنا عن أصول الفصحى ، ولذلك نحتاج أن نستدل على المعنى في كتب غريب القرآن ، أو في كتب التفاسير لأنه لا غنى لنا عليهما ،فننظرفي معنى اللفظ وإذا كان معناها بعيدا فنحتاج أن نعود إلى معني التفاسير لنعرف معنى اللفظة أو معنى التركيب.
* كذلك إذا نظرنا في الآية ننظر في الآيات الأخرى الشبيهة بها على مستوى سور القرآن جميعا ، هل تكرر المعنى الذي تناولته الآية في الآيات الأخرى من القرآن ؟ نأت بالآيات الأخرى الشبيهة أو النظيرة أو المماثلة أو التي تتكلم عن المعنى نفسه أو الموضوع نفسه ونعمل موازنة ، ننظر في الآيتين حتى نستدل على الفروق بينها في التعبير أو في التركيب ونعرف المغازي والمقاصد المتعلقة بالآيتين
.تتفقان في الموضوع والمعنى وتختلفان في الغايات كل آية في موضعها
* كذلك ننظر في علاقة مفردات الآيات في أولها ، في وسطها ، في آخرها ، لفظة تقدم ، لفظة تأخر ، أحيانا لفظة تُعَرّف ، لفظة تُنكّر ، كل هذه الأحوال التي تطرأ على الكلمة في الآية تتعلق تتعلق بها معاني فعند النظر فيها والتفكر نجد أشياء نافعة ومفيدة تخدم مقاصد التنزيل ، سنقف على بعض الشواهد والأمثلة إن شاء الله تعالى .
* كذلك ننظر في علاقة الآية بما قبلها وما بعدها، الآية في سياقها ننظر في مقطعها أو في الجزء التام من المعنى أو الموضوع في السورة، وهذا في الحقيقة أيضا جانب مهم في عملية التدبر.
* ننظر كذلك في جمل السورة تكون موصولة ، تكون مفصولة ، يكون نوع من الإطناب ، نوع من الإيجاز في الجمل في الآية تكون مقيدة أحيانا أو تكون مطلقة ، القيد أحيانا يكون بمثابة الشرط أو بمثابة الوصل أو بمثابة الحال هذه القيود في الحقيقة لها دلالة نافعة في خدمة المقاصد من التنزيل ، هذا يكون على مستوى الآية.

التدبر على مستوى القصة القرآنية
مثلا قصة موسى نجمع ما تفرق منها في القرآن الكريم ثم ننظر فيها ونأخذ الفصول التي اختيرت ووضعت في سور القرآن، ما الغاية منها ؟ أحيانا تكرر القصة في مواضع كثيرة ولكن فصول القصة مجتمعة لا توجد في سورة واحدة، هي متفرقة وإذا جمعناها ظهرت القصة متكاملة ثم ننظر في الجزء المختار منها في السورة الفلانية ما الغاية؟ ما الغرض ؟ ما المقصد؟ نجد أنها تخدم مقاصد السورة العامة بشكل كبير، هذا مهم في موضوعنا.
هذا نوع من التدبر نافع ومفيد غاية النفع في القصص القرآنية.
أكتفي اليوم بهذه الأنواع من التدبرو إن شاء الله في الدرس القادم نبدأ التطبيق العملي نأخذ آية كريمة ونبدأ نطبق عليها كيف نتدبر الآية، ثم نأخذ مقطعا كيف نتدبره، الفاتحة ننظر فيها كيف نتدبرها، الخاتمة وهكذا ...
كل نوع من هذه الأنواع التي ذكرناها نبدأ نطبق عليها ثم نشرع في التدبرالعام في اختيار السور حتى تكون لدينا أرضية وخلفية علمية بينة واضحة في طريقة النظر والتدبر حتى ننتفع جميعا ويشارك الجميع في الإنتفاع في هدايات الآيات والسورالقرآنية.
انتهى الدرس
توقف الشيخ وطلب إن كانت هناك أسئلة أواستفسار او زيادة أو إضافات ...
سؤال : متى يكون التدبرغيرمستحب؟
جواب الشيخ : لما يكون الإنسان منشغل الذهن ولم يستحضر قلبه للتدبر، لما يكون ساهيا لاهيا وهو يستمع لشيء غير القرآن، ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، التدبر يحتاج إلى صفاء الذهن ورغبة.

- أنصحكن بنياتي بقراءة القرآن باستحضارالغايات الكبرى والعظمى من إنزاله ونتفكر في الخطوات التي ذكرناها، كيف نستفيد عند النظرعلى مستوى الآية والمقطع والفاتحة والخاتمة، نحاول أن نربط بين معاني السورة ، فاتحتها خاتمتها، ونحن ننظر في الآية، ونحن ننظر في فاتحتها أو خاتمتها نستحضر غايات الإنزال، يجب ان نعرف الله عزوجل، أن نعبد الله على علم، على هدى، ونحقق التوحيد وأن نصلح حالنا وواقعنا وأن نتزود من الهدى والنور والخيروأن يكون القرآن شفاءا وضياءا ونورا وهدى لعقولنا، هذه غايات مهمة جدا أثناء قراءة القرآن والتدبر فيه، نقرأ القرآن ونحن نستحضر هذه المعاني. بودي من الأسبوع القادم أن نستحضر هذه الغايات ونحن نقرأ الآيات نحاول أن نتدبر على المستويات الثلاث التي ذكرناها ثم ننظرفي النتائج وكل أخت تأخذ سورة وتنظر فيها على مستوى المقطع والجزء والفاتحة والخاتمة وتعطينا النتائج وحنى تكون متضحة في الأذهان الأسبوع القادم إن شاء الله.

سؤال : يا شيخ أنا لاأشعر بالطمأنينة؟
جواب الشيخ : ألا بذكر الله تطمئن القلوب ، وبذكر القرآن ينبغي للإنسان أن ينظر في نفسه ، ربما كان الإنسان مقصرا في عبادته وهومرتكب ما يغضب الله تبارك وتعالى في جانب من جوانب حياته فيؤثر على إيمانه وحرارة الإيمان في القلب وبالتالي تحصل وحشة في القلب، الإنسان وهو يقرأ القرآن يجب أن ينظر في نفسه يرى أين جوانب التقصيروهل له من ذنب؟ يحاول أن يتطهر وينقص خاصة من الكبائر، وقبل أن يقرأ القرآن يتضرع إلى الله عزوجل إن شاء الله يجعل الطمأنينة في قلبه.

سؤال : هل يمكن أن نحدد سورة ونتدبر فيها؟
جواب الشيخ: في الحقيقة بودي أن نحدد سورة من السور مثلا سورة الجاثية ونتدبرها على مستوى السورة والآيات والفاتحة والخاتمة ونأخذ الفوائد
سؤال : هل يؤثر القرآن على شخص لايفهم العربية؟
نعم إذا كان مسلما مؤمنا وقرىء عليه القرآن بنية صادقة وبنية الشفاء يؤثر فيه القرآن فيتعافى بإذن الله تعالى.

سؤال: كيف نجمع بين الحفظ والتدبر أو هل ممكن الجمع بينهما؟
نعم، يجمع بين التدبر والحفظ ، يقرأ القرآن ثم يحفظ في صدره فيفهم المعاني ويتدبر ولا شك هذا يكون عونا له على تثبيت الحفظ وممكن أن نضع في الأسبوع القادم خطوات للحفظ القوي إن شاء الله تعالى.

اترككن في حفظ الله ورعايته وأسأل الله لكن جميعا التوفيق والهداية وإلى مزيد من الهدى والنور والعزة والرفعة لهذا الدين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



توقيع أم ايمان
أم ايمان غير متواجد حالياً