عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-10, 06:07 AM   #46
ام البراءوحمزة
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-01-2008
المشاركات: 5,333
ام البراءوحمزة is on a distinguished road
افتراضي

السبب الأول :
عدم تعهد العبد إيمانه من حينٍ لآخر ، من حيث الزيادة أو النقص ، فبدون المعاهده ، تتكالب عليه أسباب الفتور من كل جانب ، فتعمل معاولها الهدامة في بنيانه ، ولذا فيجب عليه إذا رأى في إيمانه قصورًا ، ، أن يتزود من أسباب الإيمان ، وينهل من معينه .
يقول أبو الدرداء: ( من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه ، ومن فقه العبد أن يعلم : أيزداد هو أم ينتقِص ؟ ) .
وكان عمر يقول لأصحابه : ( هلموا نزدد إيمانًا ، فيذكرون الله u ) .
وكان ابن مسعود يقول في دعائه: ( اللهم زدنا إيمانًا ويقينًا وفقها ) .
وكان معاذ بن جبل يقول للرجل : ( اجلس بنا نؤمن ساعة ) .
وقال عمار بن ياسر : ( ثلاث من كُنَّ فيه فقد استكمل الإيمان : إنصافٌ من نفسه ، والإنفاق من إقتار ، وبذل السلام للعالَم ) .

ذكره البخاري في صحيحه .

السبب الثاني :
الجهل بما أعده الله تعالى للمتقين من الجنان ، أو تجاهله ، أو نسيانه ، أو عدم مذاكرته بين الحين والآخر ، فهذا يؤدى إلى فتوره عن العبادة ، وتكاسله عنها ؛
وقال تعالى ، هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ(49)جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ(50)مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ(51)وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ(52)هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ(53)إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ .
ويقول النبي: ( قَالَ اللَّهُ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ )

رواه البخاري .
السبب الثالث :
استبعاد العقوبات الدنيوية ، والاستهانة بالعذاب الأخروي ، أو الشعور بأنه عذاب معنوي فحسب ، فإنما يسعد المؤمن بإيمانه على أمرين ، الرجاء في ثواب الله ، والخوف من عقابه ، فإذا ما استبعد المسلم حلول النقمة عليه في الدنيا بسبب ذنب أصابه ، أو خطيئة ارتكبها ، تمادى في طريقها غير مبالٍ بنتائج هذا الفعل .
يقول بعض السلف: (( إنني أجد أثر المعصية في أهلي ودابتي )) .
، يقول عمر بن الخطاب: ( لو نادى مناد من السماء : أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلاً واحدًا ، لخفت أن أكون هو ، ولو نادى مناد : أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحدًا ، لرجوت أن أكون هو ) .
رواه أبو نعيم .
ولما قرأ الفاروق سورة الطور فبلغ قوله تعالى إن عذاب ربك لواقع بكى واشتد بكاؤه حتى مرض فعادوه ، بل حتى شق البكاء في وجهه خطين أسودين ، وكان يقال له : ( مصّر الله بك الأمصار ، وفتح بك الفتوح ، فيقول : وددت أن أنجو لا أجر ولا وزر ! ) .
ولما وقف عثمان بن عفان على القبر فبلّ البكاء لحيته قال : ( لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي ، لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير ! )



توقيع ام البراءوحمزة
[frame="2 80"]
عدت إليكن بفضل الله
[/frame]
ام البراءوحمزة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس