عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-10, 12:56 AM   #1
أم عبد البر ومصعب
|طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي رحمك الله يا أختي في الله حليمة الإسماعيلي

السلام عليكم ورحمة الله
اليوم سأحكي لكن قصة أخت في الله لي جمعتنا حلقة تسميع على بساط دار القرآن في بلادي.
أتذكر جيدا تلك الأيام التي جمعتنا في حلقة للتحفيظ رقم الحلقة 18 أذكر ابتسامتها التي لاتكاد تفارق وجهها السمح وحرصها على الحلقة فكانت تكون من أوائل الطالبات في الحضور للحلقة كانت دائما تمسك بالمصحف وتضمه إلى صدرها وهي تسمع للمعلمة فإذا أخطأت ونبهتها المعلمة قالت وهي تبتسم هذا الثمن حفظته تحت نور الشمع لذلك أخطئ فيه فما حفظته نهارا كانت لاتخطأ فيه وماحفظته ليلا تخطأ فيه فقد كانت من فقراء الناس .
كانت تسمع ربعين في الأسبوع وخلال سنتين ونصف تقريبا قاربت من حفظ العشرين جزءا ثم كتب الله وأغلقت دار القرآن فأتمت حفظها في مسجد وكتب الله لها أن تختم كتابه قبل أشهر فقط ووعدتها المشرفة المسجد أن تدعو الأخوات لحفلة كبيرة على شرفها هي وأخت أخرى ختمت أيضا لكن قدر الله كان أسبق وتوفيت حليمة الجمعة الماضية .
ماتت حليمة ولم تتزوج قط وكانت تبتسم وتقول هو قدر الله ولعل الخير في ألا أتزوج وفي الأسبوع الذي مضى قالت لها طالبة جديدة في حلقتها -وكانت قد كُلفت بحلقة تسميع - :هل أنتي التي سأسمع لك إن شاء الله
قالت لها : نعم لكني ما أظن أعيش للأسبوع القابل قد تأتيكن معلمة جديدة .فقد كانت حليمة تعاني من مرض ولعلها أحست بدنو أجلها ,وتقول مشرفت حلقات التسميع في دار القرآن :التقيتها في الشارع قدرا فسلمت علي بحرارة وقال :برؤيتك كأنني رأيت دار القرآن.
ما تترك أخت تعرفها إلا واتصلت بها كأنها تودعهن .
وعندما أحست بدنو أجلها اتصلت بغالب من تعرفهن ليحضرن .وكتب الله لها أن نطقت الشهادتين وغسلها أخواتها الائي لطالما جالستهن في حلقات الذكر والتسميع .
ماذهبت للمسجد لصلاة جمعة وإلا لو بحث عنها لوجدتها إما قائمة أو ساجدة تصلي أو تسبح أو تذكر أو تتلو القرآن سخر الله لها غالب وقتها لذكره وحبه والقرب منه وتلاوة كتابه.
نعم حليمة نحسبها والله حسيبها أن الأماكن التي صلت فيها في مسجد "الهداية " سيبكي لفراقها ومكانها في حلقة التحفيظ في مسجد "الغفران " سيبكي لفراقها والموضع الذي يصعد منه عملها الصالح سيبكي أيضا .
كيف لا والله قال عن قوم فرعون أن السماء لم تبكهم ولا الأرض لأنهم كانوا كافرين قال تعالى:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ }الدخان29
هي أشجان حبيباتي بل عظة وعبرة أن من يعاني في هذه الدنيا سيأتي يوم ينتهي عناؤه لكن كيف كان هو حال المعانات ؟ هل صابر شاكر أم قانط جاحد
ثم ماذا أخذت معها حليمة ؟أخذت أشرف شيء كتاب الله وياللعجب لم تمض شهور على ختمها لكتابه حتى توفيت فسبحان الله فلكأن الحفلة التي وعدت بها ولم تتيسر لها لعل الله سيكافؤها عنده نحسبها والله حسيبها وإن كنا لانزكي على الله أحدا .
رحمك الله ياحليمة وأسكنك فسيح جناته وجعل ماحفظته من كتابه نور لك في قبرك



توقيع أم عبد البر ومصعب

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد البر ومصعب ; 08-01-10 الساعة 01:01 AM
أم عبد البر ومصعب غير متواجد حالياً